لا يخفى على أحد أن للكلمة دورا مهما؛ لا سيما عندما توظف لخدمة فكرة معينة، ويتوسل بها لتؤدي غرضا مقصودا، سواء كان خيرا أم شرا.
ولعل هذا التوظيف هو سمة من سمات هذا العصر الذي كثرت فيه المتناقضات؛ وتعددت فيه المعتقدات؛ وتنافست فيه الأفكار والنظم بغية امتلاك الإنسان عن طريق التأثير في عقله حينا؛ وفي عاطفته حينا آخر، وذلك لتشكيل مفهوم معين لديه، أو تغيير قناعة سابقة، أو معتقد قائم في نفسه.

من أجل هذا وذاك:
– جاءت (السبيل) لتأخذ مكانها في صف المنابر الإعلامية التي تنافح وتدافع عن الأصالة والتراث والهوية.
– جاءت السبيل كي تجمع شتات الأقلام التي تتوخى الكلمة الطيبة وسيلة، والإصلاح هدفا، ووجه الله غاية، ولتسهم في الحقل الإعلامي الذي غلب عليه تحريك الشهوات بالصور الخليعة والأساليب الماجنة، والطرق الملتبسة.
– جاءت السبيل لإثراء المجال الفكري الذي هيمنت عليه مذاهب مادية متنوعة، تركن الدين والإيمان في زاوية داخل بيت العبادة، للحيلولة دون تأثيره في سلوك الناس، وتختزلهما في علاقة الإنسان بمعبوده، دون تمييز بين دين الله العليم الحكيم؛ وغيره مما ابتدعه البشر.
– جاءت السبيل للدفاع عن الهوية والحيلولة دون رفع القدسية عن الثوابت والمسلمات الدينية.

وقد استطاعت مؤسسة “السبيل” أن تقدم إضافة نوعية إلى الصحافة الوطنية؛ وذلك بخلق خطاب صحفي جديد وغير معتاد، ينطلق من الثوابت ليدافع عن القيم، ويحافظ على الموروث، ويصد الشانئين والمحاربين لدعوة المرسلين، ومن يعملون على ترسيم نموذج عقدي وقيمي وسلوكي وافد يصدر عن مرجعية علمانية مادية.
كما عملت السبيل على الوقوف بجنب كل علماء المغرب ودعاته الذين طالهم الإرهاب العلماني وتسلطت عليهم آلته الإعلامية، من قبيل الدكتور رضوان بنشقرون الرئيس السابق للمجلس العلمي لعين الشق بالدار البيضاء والشيخ عبد الحميد أبو النعيم في ملفه مع إدريس لشكر الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، والشيخ عبد الله نهاري في قضيته مع مختار لغزيوي مدير يومية الأحداث المغربية، والشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي فيما عرف حينها بـ(فتوى زواج الصغيرة).

هذا وقد استطاعت السبيل بحمد الله وفضله أن تفشل مخططات علمانية كانت تروم خلق فتنة وتصفية فصيل إسلامي كبير، كما كشفت كثيرا من تناقضات الجمعيات الحقوقية اليسارية، ووفرت مادة إعلامية خصبة للباحثين ولكل من أراد أن يقف على حقيقة هذه الجمعيات وازدواجية خطابها.
وعملت السبيل منذ إنشائها على التعريف بسماحة الإسلام وشموليته لكافة مناحي الحياة، ودافعت عن الملتزمين بشرع الله تعالى والعاملين في المجال الدعوي؛ وحاولت قصارى جهدها أن تقدم خطابا دعويا وسطيا ينأى عن الغلو والتطرف ويحذّر منهما، ويدعو إلى حماية منظومة القيم والأخلاق ويحارب الميوعة والانحلال.