انتقلت جريدة السبيل رفقة جمعية غيث للأعمال الاجتماعية والتواصل الثقافي بمدينة تطوان يوم الأحد 22 أبريل المنصرم، لقرية الشماعلة بمنطقة غمارة إقليم شفشاون، في زيارة تفقدية دورية تقوم بها الجمعية، لأيتام فاجعة الغرق التي راح ضحيتها ثلاثة بحارة.
ويعود تاريخ الحادثة إلى يوم 15 مارس 2011، حين غرق قاربان بعد ارتطامهما بصخرة عند مدخل مرفأ شاطئ الشماعلة. فمات على إثر الحادثة ثلاثة بحارة ونجا رابع، ويتعلق الأمر بكل من:
* عبد المومن ألنتي، الذي خلف تسعة أيتام بدون معيل.
* أخوه عبد اللطيف ألنتي خلف سبعة أيتام، وبقيت جثته في البحر مدة شهرين.
* المختار اقريرش خلف اثنان من الأطفال، دون معيل.
بالإضافة للحالة المزرية التي عليها مدخل المرفأ، والإهمال الذي رافق عملية البحث والإنقاذ، فإن ثلاث عوائل مكونة من ثلاثة أرامل و18 طفلا، لم تحرك أي جهة ساكنا لمد يد المساعدة لهم، أو السؤال عن أحوالهم وظروفهم، سوى مبادرة قامت بها مؤخرا جمعية غيث التي تأسست شهر يونيو 2011م، حيث وضعت برنامجا للتكفل بهذه العوائل بدأ مع مستهل شهر مارس الماضي، ويشمل البرنامج التكفل ماديا بهذه العوائل من خلال مساعدات المحسنين، ومتابعة الأطفال تعليميا وتربويا، من خلال تكليف مؤطرة تزورهن مرتين في الشهر.
وقد عاينت السبيل إحدى هذه الزيارات، بعد رحلة مضنية انطلاقا من تطوان إلى شفشاون ثم إلى الشماعلة، وسط الجبال والمنعرجات، لينتهي بنا المطاف بين تلك العائلات المنكوبة، حيث استطاعت تلك الالتفاتة زرع شيء من الثقة والأمل، ورسم البسمة على محيا أولئك الأطفال الأبرياء، الذين اكتووا بمصيبة اليتم، ولا ينبغي أن نزيدهم فوق هذه المعاناة معاناة التهميش والإقصاء، ولنكن عند حسن ظن نبينا صلى الله عليه وسلم بأمته حين بشر كافل اليتيم بمقام عال في الجنة، حيث قال: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرق بينهما” البخاري (5304)، قال ابن بطال رحمه الله: (حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به، ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة).