في خضم الثورات التي اندلعت على الصعيد الوطني والعربي على حد سواء؛ دأب بعض المتظاهرين على حمل شعارات مختلفة الأشكال والألوان والإيديولوجيات، اختارها كل فصيل ليعبر من خلالها عن هويته ومرجعيته وما يريده من وراء هذه المظاهرات والوقفات الاحتجاجية.
ومن ضمن ما رفعه بعض الشباب صورا للأرجنتيني “تشي جيفارا”؛ ومعلوم أن حمل صورة هذا الرجل تدل على أن حاملها مشبع بالفكر اليساري المادي؛ إلا أن بعض الشباب -وللأسف الشديد- قد ارتدى تلك القمصان وحمل تلك الصور دون علم منهم بحقيقة هذا الشخص؛ واطلاع على مرجعيته وانتمائه.
فمن هو “تشي جيفارا”؟
فقد أشيع عنه أنه لا يحب الظلم، وأن أحلامه في نصرة المظلوم لا تعرف حدودا، وأن بلده حيث وُجد المظلوم!!..
فما حقيقة هذه الأقوال!!
جيفارا كان طاغية وظالما
في مجلة “إكسبريس” الفرنسية صورة لجيفارا رسمها عدد من زملائه الذين اقتربوا منه منذ بداياته، وكانوا من الثوار الكوبين تحت زعامة فيديل كاسترو وأرنستو جيفارا ثم اختلفوا معهما، وآثروا الابتعاد أو اللجوء إلي الولايات المتحدة.
أحدهم يدعى “لوسيانو ميدينا” 81 عاما وعمل مراسلا بين فيديل كاسترو وأعوانه.
يقول: “جيفارا” كان عنيفا وحادا ويسيء معاملة الجميع، والأخطر من ذلك أن جيفارا كان يقتل أو يأمر بالقتل بمنتهي السهولة؛ وكأنه يشرب كوبا من الماء!
أما “أوجستين سوبريرون” 81 عاما فكان أول صحفي يحصل على تصريحات خاصة مع “كاسترو” و”جيفارا” فمن رأيه أن جيفارا عجز عن كسب محبة المواطنين الكوبين الذين يجدونه مختلفا عنهم فهو “غامض”، و”متحفظ”، و”متعجرف”، و”غير صريح”…
جيفارا السفاح
بالإضافة إلى مئات القتلى في سجون كوبا فإنه واصل رحلة القتل وسفك الدماء في حقول وغابات بوليفيا فقد قتل واختطف العديد من المدنين والفلاحين البوليفين، ويؤكد جيفارا في مذكراته أنه عذب هو وزملاؤه بعض الفلاحين بذريعة أنهم من “عملاء الرأسمالية” لردعهم عن خيانة المليشيات أو الإبلاغ عنه وعن زمرته للسلطات البوليفية.
وأمر بإعدام عشرين شخصا في سانتا كلارا، في وسط كوبا، بعد أن وصلت فرقته كجزء من الهجوم النهائي على الجزيرة. وقتل 178 ضحية من الأسرى في سجن غابة لا كابانا.
جيفارا قاتل من ذوي الدم البارد
يقول جيفارا:” أنا في أدغال كوبا، حيا ومتعطشا للدماء.” “أمام أي شك، أقتلوا فورا”. “أطلق النار فلن تقتل سوى إنسان.”
“الكراهية كعامل للصراع، تدفع الإنسان أبعد من قيوده الطبيعية، محولة إياه إلى آلة قتل قاسية وفعالة وانتقائية وباردة الدم. هكذا يجب أن يكون جنودنا .”
العدل تفاصيل بورجوازية قديمة لا يأخذ بها “جيفارا”
يقول:” لكي ترسل رجالاً إلى فرقة الإعدام، فالإثبات القضائي غير ضروري…فهذه الإجراءات هي تفاصيل برجوازية قديمة. هذه ثورة، والثوريون يجب أن يصبحوا آلات قتل باردة مدفوعة بالكره النقي. يجب أن نخلق علم تدريس الحائط”!!!.
أنا لست مُحباً للإحسان
يقول جيفارا في رسالة إلى والدته: “أنا لست مسيحاً، ولست محباً للإحسان، أنا كل ما يناقض المسيح، ومحبو الإحسان يبدون عديمي القيمة بالمقارنة مع ما أؤمن به. سأقاتل بكل الأسلحة التي بمتناول اليد”.
شيكيفارا ووأد البنات
حينما ازدادت ابنته الثانية أليدا كان تشي جيفارا مسافرا في مهمة فأرسلوا له تلغراف فيه الآتي: “تهانينا أيها القائد إنها فتاة” فأرسل لزوجته جوابه: “إذا كانت فتاة فارمها من الشرفة”…
هذه مجرد لمحات من حياة هذا السفاح الذي يجهل حقيقته كثير من الشباب المسلم، الذي غيب عنه عمدا تاريخه الثليد ورموز أمته الأشاوس الذين سطروا التاريخ بماء الذهب؛ وفتحوا العالم ونشروا في ربوعه العدل والمحبة والتسامح؛ فهؤلاء هم من يجب يجعلوا قدوة للشباب لا القتلة والفانيين الساقطين ولاعبي الكرة.