العيد مظهر من مظاهر الدين وشعيرة من شعائره المعظمة، تنطوي على حكم عظيمة ومعان جليلة وأسرار بديعة، لا تعرفها الأمم في شتى أعيادها. فالعيد في معناه الديني شكر لله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب، ولكنها تعتلج في سرائره رضا واطمئنانا، وتنبلج في علانيته فرحا وابتهاجا، وتسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والأنس والطلاقة، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة.
من سنن يوم العيد: الصلاة، وهي فرض كفاية تصلى ركعتان يكبر في الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات.
سنن العيد ومنهياته:
أولاً: الاستعداد لصلاة العيد بالتنظف، ولبس أحسن الثياب: فقد أخرج مالك في موطئه عن نافع: “أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى” وهذا إسناد صحيح.
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضاً لبس أحسن الثياب للعيدين. قال الحافظ ابن حجر: “روى ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين”. (فتح الباري 2/51).
ثانياً: يسن قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر أن يأكل تمرات وتراً: ثلاثاً، أو خمساً، أو أكثر من ذلك يقطعها على وتر؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدوا يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً” (أخرجه البخاري).
ثالثاً: يسن التكبير والجهر به ـويسر به النساءـ يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “أن رسول الله كان يخرج في العيدين.. رافعاً صوته بالتهليل والتكبير..” (صحيح بشواهده، وانظر الإرواء 3/123).
ومن صيغ التكبير، ما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه: “أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد” (أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح).
رابعاً: يسن أن يخرج إلى الصلاة ماشياً؛ لحديث علي رضي الله عنه قال: “من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً” (أخرجه الترمذي، وهو حسن بشواهده).
خامساً: يسن إذا ذهب إلى الصلاة من طريق أن يرجع من طريق آخر؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق” (أخرجه البخاري).
سادساً: تشرع صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفاعها، بلا أذان ولا إقامة. وهي ركعتان؛ يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات. وتكون الخطبة بعد الصلاة، ويتأكد خروج النساء إليها، فعن أم عطية رضي الله عنها قالت: “أُمرنا أن نَخرجَ، فنُخرج الحُيَّض والعواتق، وذوات الخدور -أي المرأة التي لم تتزوج- فأما الحُيَّض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم” (أخرجه البخاري ومسلم).
سابعا: تهنئة العيد أن تقول الناس: “تقبل الله منا ومنك”.
ثامنا: احذر أخي المسلم من الوقوع في المخالفات الشرعية التي يقع فيها بعض الناس يوم العيد، حيث يظنون أن هذا اليوم هو يوم التحرر من التكاليف الشرعية، فيقعون بذلك فيما حرم الله تعالى من الاستماع للغناء، والنظر المحرم، وتبرج النساء واختلاطهن بالرجال.
إن الاستقامة بعد رمضان دليل على قبول العمل في رمضان، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.