افتتاح معهد ابن القاضي للقراءات القرآنية بمدينة سلا تغطية: إبراهيم بيدون

حفل الافتتاح 

بتاريخ 04 ذي القعدة 1432هـ الموافق 02 أكتوبر 2011م احتفلت جمعية أبي شعيب الدكالي لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه بافتتاح مدرسة ابن القاضي للقراءات بحي اشماعو بمدينة سلا بحضور ثلة من العلماء والفضلاء والمشتغلين في الشأن الديني والمهتمين بعلم القراءات..، وعدد من الضيوف الذين حجوا إلى مقر المدرسة من مدينة سلا ومن مدن أخرى.
وابتدأ الحفل بقراءة قرآنية شجية للمقرئ يونس الغربي، تلتها كلمات لعدد من رؤساء المجالس العلمية وكلمة للشيخ يحيى المدغري مدير المدرسة، كما تخلل الحفل نقل روبورتاج عن مدرسة التوحيد التابعة لجمعية أبي شعيب الدكالي من تصوير قناة السادسة، وألقى بين يدي الحضور الشيخ عبد الهادي احميتو قصيدة نظمها تحية للشيخ محمد السحابي وتهنئة بافتتاح مقر مدرسة ابن القاضي للقراءات، مما جاء فيها:
كسراج يضيء في كل لوح نور أقلامه وضوء شهاب
فإذا شئت أن تراه برأي العين فاخذ على الفقيه السحابي
وتمثل فضل الإله عليه وتأمل مواهب الوهاب
وانظر الصدق منه يسعى على الأقدام دون تصنع أو تحاب
وتعلم كيف الزهادة في العيش وكيف البرور بالطلاب

دوافع التأسيس ورسالته
يعتبر إنشاء هذا الصرح العلمي الذي أشرف على إقامته كل من العلامة المقرئ محمد بن الشريف السحابي والشيخ الداعية يحيى بن محمد المدغري خدمة جليلة لكتاب الله تعالى؛ وعملا جبارا يلقي مسؤولية جسيمة على عاتق المشتغلين بعلم القراءات، حيث جاء في ديباجة دليل مدرسة ابن القاضي للقراءات بعد الحديث عما تميز به بلدنا المغرب من علماء وقراء أخيار؛ ومن إرث علمي كبير فيما يخص علم القراءات والرسم والضبط: “هذا الإرث العلمي التليد يحملنا مسؤولية جسيمة تحتم علينا المحافظة على تلكم المكانة العلمية التي تبوأها أسلافنا رحمهم الله.
ووعيا منها بهذه المسؤولية، ولأجل ربط الحاضر بالماضي، سعت جمعية أبي شعيب الدكالي لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه إلى إنشاء مدرسة متخصصة في تدريس القراءات وما يرتبط بها من العلوم، أطلقت عليها اسم: مدرسة ابن القاضي للقراءات، لتكون صرحا علميا ومنارة يهتدي بها وإليها حفاظ كتاب الله تعالى وطلاب العلم”.
وقد جاء هذا الصرح العلمي بعد تكريم جلالة الملك محمد السادس للشيخ محمد السحابي بمنحه جائزة أهل القرآن الكريم برسم سنة 1431هـ/2010م مكافأة له على عنايته بالقرآن الكريم، وتشجيعا له على مواصلة عمله في خدمة كتاب الله العزيز.
وتعتبر مدرسة ابن القاضي مدرسة تعليمية متخصصة في تدريس القراءات وعلومها، تسعى إلى إحياء هذا العلم ونشره والمحافظة عليه والاهتمام به ونشره بين طلبة العلم عامة وطلبة القرآن خاصة، وهي مفتوحة في وجه حفاظ القرآن الكريم، وأئمة المساجد، وطلبة التعليم العتيق، وتلاميذ التعليم العمومي، وطلبة الجامعات والمعاهد.

ترجمة شيخ المدرسة: المقرئ الفقيه الداعية محمد بن الشريف السحابي
هو الشيخ المقرئ الفقيه الداعية محمد بن الشريف السحابي العبيدي الزعري، من قبيلة بني عبيد بزعير ضواحي الرباط، أتم حفظ القرآن الكريم بنفس القبيلة، انتقل إلى قبيلة “بني مستارة”، نواحي وزان فأخذ بها متون العلم الأولية.
بدأ حفظ القراءات على شيخه محمد بن عباس الزعري، ثم انتقل سنة 1970م إلى مدرسة “سيدي الزوين” بنواحي مراكش المعروفة بإقراء القراءات العشر الصغرى والكبرى، فقرأ على شيوخها وقرائها المسندين، أخذ عنهم العشر الصغرى والكبرى حفظا في تسع ختمات على اللوح.
درَس بمدينة الرباط بدار القرآن التابعة لرابطة المجودين بالمغرب، وبمعهد التكوين الديني بمسجد السنة، وبدار الحديث الحسنية على يد ثلة من العلماء، مدة خمس سنوات، تخرج بعدها في أول فوج لدار القرآن ومعهد التكوين الديني.
عُيَّن سنة 1976م بمعهد التعليم التابع للمكتب الشريف للفوسفاط بمدينة اليوسفية مدرسا. عمل خطيبا بالمدينة نفسها. ثم بـ(عين العودة) ضواحي مدينة تمارة.
أسس مدرسة التوحيد القرآنية بمدينة سلا سنة 1980م.
عين عضوا باللجنة العلمية لمؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف.
أسهم بنصيب وافر في إنشاء المعهد الملكي للقراءات وفنون الرسم والضبط.
يشغل منصب أستاذ كرسي الإمام نافع -مادة القراءات- ضمن مشروع الكراسي العلمية.
ينفرد الشيخ وثلاثة آخرون بقراءة الطرق العشر لنافع وإقرائها بالعالم العربي والإسلامي.
ولا يزال الشيخ مستمرا في عطائه، يقرئ القرآن وقراءاته ويدرس علومه.
نسأل الله جل وعلا أن يبارك في عمره وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.

أقسام مدرسة ابن القاضي للقراءات
بالمدرسة أقاسم متعددة منها قسم تخصص القراءات، وقسم المقرأة، وقسم النساء، وقسم تحفيظ القرآن الكريم للأطفال..
فمن أهداف قسم تخصص القراءات الذي يشرف عليه الشيخ عبد الإله تجاني: تمكين الطلبة؛ حفاظ القرآن الكريم من حفظ القراءات السبع على الطريقة المغربية، وذلك باعتماد الألواح، الرسميات، الرمزيات، وحفظ عدد من المتون الرئيسية في علوم القراءات، إلى جانب دراستهم باقي العلوم الشرعية من خلال دروس منتظمة لعدد من الأساتذة المتخصصين في اللغة والفقه والحديث وغيرها، وذلك عبر المراحل الآتية:
● المرحلة التمهيدية: مدتها سنة.
● المرحلة الأساسية: مدتها سنتان.
● المرحلة النهائية: مدتها سنتان.
ومن أهداف قسم النساء: تعليم المرأة كتاب الله تلاوة وحفظا، وتربيتها على تعاليم القرآن الكريم وآدابه، وتخريج حافظات لكتاب الله، وتكوين معلمات في مجال تحفيظ القرآن الكريم.
وللأقسام الأخرى أهداف سامية ستسعى المدرسة لتحقيقها، سعيا منها على خدمة القرآن الكريم تعليما وتدريسا وقراءة، وعملا بما فيه من الأحكام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *