«لم أرى يوما في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد». مذكرات السفاح شارون
تناقلت وسائل الإعلام الوطنية والدولية خبر دعوة المغرب لإيران من أجل حضور اجتماع لجنة القدس الذي احتضنت دورته العشرين مراكش، إيران التي قطع معها المغرب بشكل رسمي علاقاته الدبلوماسية سنة 2009؛ لتدخلها بشكل مباشر في شؤون الدول الأخرى، إضافة إلى نشر التشيع وسط المغاربة السنيين، وهذا بحد ذاته دليل كاف لقطع علاقاته معها بهذا الشكل، ولكن هذا لا يمنع من التعامل معها بالشكل المعروف بين الدول، وفي هذا يقول علامة الشام بهجت البيطار: “يجوز التعامل معهم سياسة واقتصادا أسوة بالدول والشعوب التي تعاهدت مع اختلاف في الأوطان والأديان”.
لقد انطبعت في كثير من الناس تخيلات زائفة جد مغلوطة، من قبيل أن إيران كانت وما زالت تمثل رمز الممانعة والمقاومة والتنكيل بـ”إسرائيل”، وبالتالي نصرة القدس وفلسطين، مازالت بعض العقليات المخدوعة لا تنظر لما يحدث أمامها ويخرج من سراديب إيران من أقوال وتصريحات وتنظر في المخططات والمرجعيات، وقبل ذلك إلى العقيدة الإيرانية الشيعية التي منها تنطلق وعليها تؤسس سياساتها الخارجية، بل الدولة كلها لم تقم إلا على هذا، فقد حاولت إيران بكل ما تحمله من ترسانة عسكرية وإعلامية هائلة أن تخدع الأمة الإسلامية، وبنظام التقية الذي به يدينون تصيدوا في شباكهم كل من أبدى إعجابا وتعاطفا مع دولة إيران، وفي هذه الورقة سأحاول أن اكشف للقراء وجها خفيا لإيران لا يعرفه الكثير وسنأخذ في ذلك قضية القدس وفلسطين والجهاد المزعوم ضد:
هناك حقيقة مغيبة على الكثير؛ وهي أن الشيعة لا تعتقد بوجود المسجد الأقصى الذي بفلسطين؛ وإليك الأدلة الدامغة في ذلك:
– جاء في كتاب “المسجد الأقصى أين” لعلامة الشيعة جعفر مرتضى العاملي ما يلي: «لقد تبين لنا عدة حقائق بخصوص المسجد الأقصى والذي يحسم الأمر أنه ليس الذي بفلسطين» كما خلص فيه إلى أن المسجد الأقصى مسجد في السماء، وليس كما يعتقد عامة المسلمين بأنه مسجد القدس.
– وفي كتابه: “الصحيح من سيرة النبي الأعظم” زعم العاملي كذلك: «أنه حين دخل عمر بيت المقدس لم يكن هناك مسجد أصلا فضلا عن أن يسمى أقصى» وأن «المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه والذي بارك الله حوله هو في السماء» والعجيب أنه نال على هذا جائزة إيران للكتاب بدل أن ينكر عليه هذه التأويلات الباطلة والتشكيك في مكانة المسجد الأقصى، وقد كرمه الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد نفسه!!
– كما جاء في “تفسير الصافي” للفيض الكاشاني، و”تفسير نور الثقلين” للحويزي، و”تفسير العياشي”، وتفسير البحراني المسمى “البرهان في تفسير القران”، و”بيان السعادة في مقامات العبادة” للجنابذي، على أن المسجد الأقصى ليس الذي بفلسطين!! وإنما هو في البيت المعمور الموجود في السماء!!
– وأوردت مجموعة من المراجع المعتمدة لدى الشيعة موقع الأقصى الذي تنفي وجوده على الأرض وتثبته في السماء؛ كـ: “بحار الأنوار” للمجلسي 97\405، و”منتهى الآمال” لعباس القمي 70، و”كامل الزيارات” لابن قولوبه80، و”الكافي” للكليني 1\481، و”علل الشرائع” لابن بابويه القمي1\160، و”تفضيل وسائل الشيعة” للحر العاملي 14\360…
فهذه هي حقيقة المسجد الأقصى عندهم، وإلا فلماذا لم يقوموا بذلك سنة 2006 التي خدعوا بها الكثير من الناس؟! ولماذا لم يفعلوا ذلك سنة 2008 في حرب غزة العزة؟!
فالجهاد عندهم معطل أصلا حتى يخرج مهديهم المزعوم من غيبته الكبرى التي يعتقدون بها، لأنهم يرون -كما صرحت رواياتهم- «بأن كل راية ترفع قبل راية الإمام -أي المهدي- فصاحبها طاغوت» الغيبة للنعماني 70.
فها هو حسن نصر الله يعترف سنة 2006 عند انتهائه من الحرب أن قتاله لليهود لم يكن من منطلق عقدي؛ ففي مقابلة تلفزيونية معه يوم الأحد 27\7\2006 مع قناة New Tv اللبنانية، قال: «أنه لو علم بأن عملية أسر الجنديين الإسرائيليين كانت ستقود إلى الدمار الذي لحق بلبنان لما أمر بها» وأوضح «أن القيادة في الحزب لم تتوقع ولو 1% أن تؤدي عملية الأسر إلى هجوم عسكري بهذه السعة وأكد أن حزب الله لا ينوي شن جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل».
وجاء في جريدة الأنباء عدد8630 يوم 27\5\2000 أن حسن نصر الله أشار في الخطاب الذي ألقاه: «أن الحزب لن يشارك في أي عمل عسكري ضد إسرائيل لهدف تحرير القدس». ولذلك يقول الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني الذي كان يشغل منصب الأمين العام لمجلس الأمن القومي، كما في جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 18\1\2004م: «حزب الله مقاومة تقتصر على الأراضي اللبنانية».
وهذه إيران يقول رئيسها السابق أحمد نجاد -الذي ملأ خطاباته بأنه سيمحو خارطة إسرائيل من العالم- كما في جريدة الشرق الأوسط العدد10134 بتاريخ 27\8\2006 :«إيران لا تمثل تهديدا للدول الأجنبية ولا حتى للنظام الصهيوني».
وكما قال رئيس الوزراء السابق للكيان الصهيوني السفاح شارون في مذكراته ص:583: «لم أر يوما في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد».
ويقول ضابط إسرائيلي في المخابرات -صحيفة معاريف اليهودية 8\9\1997-: «قامت إسرائيل برعاية العناصر الشيعية وخلقت معهم نوعا من التفاهم للقضاء على التواجد الفلسطيني والذي هو امتداد للدعم الداخلي لحركتي حماس والجهاد».
سقط العقد إذن، وانكشف الغطاء، واتضح أن ما تقوم به إيران ووكيلها اللبناني “حزب الله” ما هي إلا مسرحيات وتمثيليات وتهريج وتهييج.