الإنســان والمــاء من خالق الماء ومفجره ومن يأتينا به سوى الله؟ عبد القادر دغوتي

نعم، من خالق الماء؟ من ينزل الماء من السماء؟ من يخرجه من باطن الأرض؟ من يفجره من الحجر؟ بل ومما شاء؟

إنه الله وحده جل جلاله الذي يقدر على ذلك..

وهو وحده جل وعلا الذي يقدر أيضا على إمساكه وإذهابه.. والذي يقدره على أن يجعله كله ملحا أجاجا…

قال تعالى: “أفرايتم الماء الذي تشربون أنتمُ أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون، لو نشاء جعلناه أجاجا ، فلولا تشكرون” [الواقعة68ـ70].

وقال: “وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين “[الحجر22]. أي: و ما أنتم له بحافظين، بل نحن ننزله ونحفظه عليكم ونجعله معينا وينابيع في الأرض، ولو شاء الله تعالى لأغاره وذهب به، ولكن من رحمته أنزله وجعله عذبا وحفظه في العيون والآبار والأنهار وغير ذلك، ليبقى لهم في طول السنة يشربون ويسقون أنعامهم وزروعهم وثمارهم” [تفسير القرآن العظيم لابن كثير، 4/304].

وقال جل وعلا: “قل أريتمُ إن أصبح ماؤكم غورا، فمن ياتيكم بماء معين” [الملك30] من يقدر على أن يأتينا بماء معين من دونه سبحانه؟

إنه “لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل. فمن فضله وكرمه أن أنبع لنا المياه وأجراها في سائر أقطار الأرض بحسب ما يحتاج العباد إليه من القلة والكثرة، فلله الحمد والمنة” [تفسير القرآن العظيملابن كثير، 8/117].

وها نحن نعيش أيام بل وسنوات جفاف، حيث مُنعنا الغيث في بلادنا وأثَر ذلك على الفلاحة والزراعة، وتراجعت نسب مخزون المياه في السدود، بل وتأثرت الفرشات المائية في باطن الأرض، وجفت بعض العيون هنا وهناك أو كادت، وبدأت تظهر معاناة الناس أكثر فأكثر في بعض المدن والبوادي، وصارت بعض المدن يتكرر فيها انقطاع الماء، والناس يشتكون، وبدأوا يستشعرون الخطر.

فأين الملجأ وأين المفر؟

إنه لا ملجأ ولا منجى ولا مفر إلا إلى الله.

قال سبحانه: “ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين” [الذاريات50]، وقال سبحانه: “أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض، أإله مع الله، قليلا ما تذكرون” [النمل62].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *