الأفلام الإباحية وبناء الشخصية أحمد السالمي

“..لو أن مواد الدعارة والإباحية قد مُنعت مني في صباي لم يكن شغفي بالجنس والشذوذ والإجرام ليتحقق”

“.. إن أثرها علي كان شنيعا للغاية، فأنا شاذ جنسيا ومغتصب للأطفال وقاتل، وما كان كل ذلك ليتحقق لولا وجود مواد الدعارة والإباحية وتفشيها”

أمر طبيعي وعادي أن يحدث صراع كبير وشامل بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، إذ لا غرابة من حدوث صدام بين حضارة بمُثل التوحيد والعدل والمساواة واللاعنصرية والمسؤولية الأخلاقية، وحضارة تمثل: الوثنية والقهر والعنف والاستبداد والظلم والعنصرية والمنفعة واللاأخلاقية ونهب الشعوب والطبقات…
إذن فالمعركة حتمية، معركة عسكرية، إعلامية، اقتصادية، ثقافية..، ولا مناص فيما يبدو من المواجهة والممانعة والمقاومة، وإلا كان الموت والذوبان داخل المنظومة الغربية بكل قيمها المادية وأمراضها الفتاكة، ونسوق مثالا حيا يعضد قولنا على سبيل التمثيل لا الحصر:
قامت الاستخبارات الأمريكية (FBI) بمقابلة واستجواب 24 مجرما في السجون، كلهم قد اغتصب وقتل عددا كبيرا من البالغين أو الأطفال فوجدوا أن 81% منهم كان يعاقر المواد الإباحية ثم يقوم بتطبيق ما رأى على الآخرين بطرق شنيعة وفظيعة تفوق الوصف.
من هؤلاء المجرمين رجل اسمه “بيشوب أرثور جاري” (Arthur Gary Bishop) والذي قام بالاعتداء الجنسي المريع على خمسة أولاد ثم قتلهم جميعا، وكان أصغر ضحاياه سنا يبلغ من العمر 4 سنوات فقط، اختطفه عندما كان يلعب أمام بيته.
ولقد اعتاد هذا المجرم أمثال هذه الجرائم لدرجة أنه لم يعد يلقي لها بالا، فكان مثلا يقتل أحد الأطفال فيلقي بجسده في حقيبة سيارته ثم يذهب إلى العمل ويتناول الغداء فإذا فرغ من جميع مشاغله ذهب وتخلص من الجثة.
وكان أحد ضحاياه الطفل “كيم بيترسون” (Kim Petersen) والبالغ من العمر 11 سنة والذي قام “آرثور” بقتله بالرصاص والإغراق ثم شوهه جنسيا.
ولقد وصف أحد الضباط في شرطة “يوتا” هذا المجرم بأنه في الظاهر رجل في غاية اللطف والمرح والامتناع عن السذاجة في الكلام، ولا يمكن أبدا لأي كان أن يشك بحقيقة ما تخفيه نفسه. ويؤكد ذلك ما عرف عن هذا المجرم في نشأته من كونه عضوا فعالا في الكشافة ومن أحد البارزين والمتفوقين لديهم والحائز على أسمى أوسمتهم.
كما كان أحد المنصرين بـ (Mormon Missionary) وبعد اعتقاله وإدانته ودخوله السجن صرح قائلا: “لو أن مواد الدعارة والإباحية قد مُنعت مني في صباي لم يكن شغفي بالجنس والشذوذ والإجرام ليتحقق”.
كما قال واصفا تأثير مواد الدعارة عليه: “إن أثرها علي كان شنيعا للغاية، فأنا شاذ جنسيا ومغتصب للأطفال وقاتل، وما كان كل ذلك ليتحقق لولا وجود مواد الدعارة والإباحية وتفشيها”.
هذه شهادة من فم هذا المجرم، قالها لتكون قاعدة انطلاق لكل من يريد محاربة المواقع والمشاهد الإباحية…
لأن العاقبة من الإدمان على الصور والمشاهد الخليعة والمواقع الإباحية وخيمة، وهذا المجرم لم يرحم طفولة وبراءة الصغار بل قام بأعمال لم تفعلها حتى الحيوانات التي لا عقل لها.
فالحضارة الغربية تحمل في داخلها الكثير من نقاط الضعف، التي ستؤدي إلى انفجار داخلي في جسدها، فالإنسان في الحضارة الأوربية مثلا يفتقد التوازن بين حاجاته المختلفة وعلاقاته مع الجماعة، وهذا يؤدي إلى انتشار الأمراض النفسية والجريمة والانحراف والشذوذ الجنسي وارتفاع معدل استهلاك الخمر، والمخدرات ممّا جعلها تمثل إرهابا حقيقيا لمئات الملايين من الأوربيين والأمريكيين.
ثم يأتي آت ويقول لا بد من الانفتاح على الآخر وعلى ثقافته، متجاهلا كل الأعراض السلبية القاتلة الملازمة لأي تقليد لهذا الآخر خصوصا إذا كان هذا التقليد دون ضوابط شرعية تضمن عدم ضياع مقومات الهوية والتحلل من تعاليم الدين الحنيف.
فلا بد من مواجهة هذا الخطر الإعلامي، فربما المواجهة تعطينا الفرصة في الصمود والحفاظ على البذور صالحة تحت التربة، لتعود من جديد لتثمر في مرحلة أخرى، ولكن الانصياع والخضوع لا يعني فقط خسائر هائلة في الحاضر بل يعني تدمير الماضي والمستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *