مرة أخرى، تتعرض أمة الإسلام للخيانة من طرف الرافضة، ومرة أخرى -وككل المرات السابقة- يتحالف أحفاد الفرس المجوس مع الغزاة، فمِن إعانة الفرنجة في غزوهم للشام ومصر أيام المجاهد صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- ومحاولة تصفيته سنة 570 هـ، لا مِن قِبَل الصليبيين، بل من قبل “المسلمين” الشيعة! إلى مساعدة ابن العلقمي والطوسي لِهولاكو على إبادة المسلمين في العراق سنة 656هـ؛ مرورا بأحداث ووقائع ذكرها المؤرخون في كتب التاريخ الإسلامي ستبقى شاهدة على خيانات الروافض لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولازال ذلك دأبهم إلى يومنا هذا.
أمثلة على غدر الشيعة بالمسلمين في العصر الحديث:
ففي العصر الحديث لازال “فيروس” الخيانة والغدر ساريا في أجساد “إخواننا”(كما يسميهم بعض المتعالمين)، وقد ظهر ذلك -مثلا لا حصرا-:
في لبنان: عندما (( قامت حركة “أمل” الشيعية بارتكاب مذابح مروعة ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الجنوب أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وزعمت الحركة آنذاك أنها استهدفت متمردين يهددون أمن البلد، بينما تحدث شهود عيان عن سقوط عشرات الضحايا من الأطفال والنساء))(1).
لازلنا في لبنان، إلا أن الأمر هذه المرة يتعلق بعصابة شيعية أخرى تدعى “حزب الله”، وقد فضل هذا الحزب -على عكس “أمل”- الابتعاد مرحلياً عن الدخول في صراع مسلح مع مسلمي لبنان، بل، على العكس من ذلك، سلك سياسة ماكرة تقوم على الظهور بمظهر المدافع عن كل المسلمين في العالم، من خلال خُطَبٍ وكتابات وبرامج مليئة بمعاني الولاء لهذه الأمة من جهة، والمتبنية لقضايا المسلمين الكبرى (كفلسطين) من جهة أخرى. وقد نجح الحزب إلى حد بعيد، بهذه السياسة الخبيثة، في كسب ودِّ فئام من المسلمين السنة، سواء من العامة أو حتى من الذين يُحسَبون على أهل العلم، وأقصد تحديدا: دعاة التقريب بين السنة والشيعة.
إلا أن الحقد الدفين الذي يُكِنُّه كل شيعي لكل سني لابد أن يدفعه في يوم من الأيام إلى إلحاق الأذى بأهل السنة.
ففي العراق: ظهرت تقارير صحفية في شهر يناير الماضي تثبت إشراف عصابة “حزب الله” على تدريب عناصر من المنظمة الشيعية المجوسية المعروفة بـ “قوات بدر”، ولِمن لا يعرف منظمة الغدر هذه (كما يسميها العراقيون) فهي منظمة إرهابية إيرانية دخلت العراق بُعيد احتلاله بترخيص من المحتل، وهي المسؤولة عن فرق الموت التي -لا تحارب الأمريكان بل- تقتل يوميا عشرات المسلمين السنة، لتلقي بعد ذلك بجثثهم في شوارع بغداد وغيرها، وهي مسلحة وممولة بالكامل من طرف رأس الأفعى الرافضية: إيران، وأهم هدف لها هو تعقب كل من يقاوم الاحتلال وقتله، تماما كما يفعل تحالف الشمال (الممول أيضا من إيران) في أفغانستان، ولذلك قال نائب الرئيس الإيراني محمد علي أبطحي في مؤتمر عقد في أبو ظبي بتاريخ 06/04/2006: “لولا التعاون الإيراني، لما استطاعت أمريكا أن تدخل أفغانستان أو العراق بهذه السهولة”(2) فانظر أخي المسلم كيف يتباهون بخيانتهم!! ثم يطالبنا أهلنا بالتقارب معهم!!!
ولنأتي إلى الحدث الأبرز في هذه الحرب الصهيونية-الصليبية-الرافضية ضد العراق، ألا وهو:
قتل صدام: إن قتل صدام -رحمه الله- صبيحة يوم السبت 30 دجنبر الذي وافق عيد الأضحى في العراق وفي معظم الدول الإسلامية، له دلالة خطيرة، فهو استخفاف بمشاعر المسلمين في يوم الحج الأكبر، ففي هذا اليوم العظيم الذي فرح فيه المسلمون بتقديم الأضاحي قربة للمولى عز وجل، تعمد المحتلون وأذنابهم من الروافض قتل قائد دولة مسلمة محسوب على أهل السنة، فكانت فرحة الصليبيين بذلك لأنه تزامن مع احتفالهم برأس سنتهم، وكانت فرحة الروافض هي النكاية بأهل السنة في يوم عيدهم.
لكن الله تبارك وتعالى أخزاهم وردهم خاسئين من حيث لم يحتسبوا، فقد ثبت صدام -رحمه الله- بشكل عجيب، بل أكثر من ذلك: نطق بالشهادتين على أكمل وجه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:”من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة”(3)، وفي المقابل، غطى جلادوه وجوههم ليستروا ملامح العمالة وقَسَمات الخيانة، فمن المنتصر إذن؟!!
هم العدو فاحذرهم:
فلا تغتر أيها اللبيب بما يقوله بعضهم عن أننا أمة واحدة، بل على كل سني أن يبرأ إلى الله منهم، أمَّا لَعْنهم لأمريكا و”إسرائيل” على المنابر فهو حيلة شيطانية لتضليلنا، فهم منافقون حتى النخاع، يقولون عكس ما يفعلون، وما يحدث الآن في العراق هو مخطط مسطر منذ زمن في كتبهم السوداء، وينفذونه الآن حرفيا، مقدمين بذلك خدمة جليلة لأسيادهم في البيت الأبيض، فهم شيعة آل البيت الأبيض.
فهل يصح – بعد كل هذا – لأحد أن يدعي وجود فرصة للتقارب مع من حادَّ اللهَ ورسولَه، وأعملَ السيفَ في رقاب المسلمين؟!
هل يجوز أن نحمل وداًّ للذين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم في عرضه، وبدَّلوا دينه، وكفَّروا أصحابه، وذبحوا أتباعه عبر السنين ولا يزالون؟!!
وهل يصدق عاقلٌ إمكانيةَ التقريب بين الضحية والجلاد؟!!
ما هو فهمكم يا دعاة التقريب لقول الله جل وعلا: ( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) (4)؟؟
وختاما:
إن ما جرى لأمة الإسلام، قديما وحديثا، على يد الشيعة الروافض ليس إلا غيضا من فيض وقليلا من كثير، و لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم أو يقتلونا جميعا، ويا أسفا على بعض إخواننا الذين لازالوا ينادون بالتقريب، رغم كل ما حدث، منخدعين بتقية القوم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأثناء كتابتي لهذا المقال علِمْتُ بعقد مؤتمر للحوار بين المذاهب الإسلامية (السنية والشيعية) بدولة قطر، فمتى يعلم أهلنا أن الروافض لا أيْمان لهم ولا عهد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ “وجاء دور المجوس”(ج:2- ص.ص:74-106) لعبد الله محمد الغريب، بتصرف.
(2) ـ نقلت “السبيل” هذا الخبر في العدد 14.
(3) ـ رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح.
(4) ـ سورة: المجادلة، الآية: 22.