تمارس بعض الصحف العلمانية المغربية طريقة التفخيخ الصحفي، بحيث تضع ألقابا وصفات لافتة ومثيرة لأصحاب مقالاتها، ومن ذلك نشر صحيفة “آخر ساعة” ، في عددها رقم 505 بتاريخ 02 غشت 2017 مقالا لصحفي وصفته بأنه “متخصص في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين”، وهي موضة سخيفة، وحينما بحثت عنه فوجئت بشاب مغربي تبدو على كتاباته علامات قلة الخبرة وضعف التكوين، بله أن يكون متخصصا في طبخ “الببوش” و”طايبوهاري”، زعم فيه أنه مثال للنزاهة العلمية والجدية الإعلامية، وسيتبين أنه مثال لـ”الشباكية” و”البغرير”.
انتقد هذا المتخصص حزب العدالة والتنمية في شخص أمينه العام الأستاذ عبد الإله بنكيران، ودار انتقاده حول ما زعمه ترويجا لخطاب المؤامرة والاستعلاء الأخلاقي على المجتمع المغربي، وكان مما اعتمد عليه خطابان لبنكيران، أحدها في فاتح يوليوز والآخر في منتصفه من هذه السنة، وامتد انتقاده إلى الربط السخيف المضحك بين خرجات بنكيران وبين الأطروحات الأيديولوجية للتنظيمات الجهادية.
أما خطاب المؤامرة فهو خطاب الحركة الوطنية المغربية ولا يزال، ولا يستنكره إلا مغيب أو مرتزق…عند أصحاب المؤامرة أنفسهم، وهذه مؤامرة من فئة قليلة متمكنة تعمل على خلاف قواعد الوطنية، وليس المقصود المجتمع المغربي كما زعمه الشاب المغامر.
وأما خطاب الاستعلاء ودعوى احتكار الصلاح الخلاقي دون المجتمع المغربي فإني وجدت الأستاذ بنكيران يصرح بعكسه كما في قوله في كلمته أمام هيئة مستشاري المصباح في فاتح يوليوز: “الناس لبحالكم وليحسن منكم كاينين في المجتمع”، بل قال: “يهودي مغربي مستقيم يعد عضوا في العدالة والتنمية”، فهل هذا خطاب احتكار للصلاح…!؟ هل من يقول لأعضاء حزبه: “لا تزكوا أنفسكم” خلال كلمته أمام المجلس الوطني الاستثنائي المنعقد في منتصف يوليوز يدعي احتكار الصلاح الأخلاقي دون المغاربة!؟
لم تكن الجرأة السلبية لهذا الصحفي على بنكيران تحت صفة “متخصص في الإخوان المسلمين” مستغربة، فقد سبق له ان تجرأ بجهل وسوء أدب على ابن تيمية أحد عظماء المسلمين وأذكيائهم وصلحائهم باتفاق العقلاء، لكنه في تلك المرة، نسوا أن يصفوه بـ”متخصص في فكر ابن تيمية”.
بقي لي أن أشير إلى كذبة صلعاء صنعها هذا الصحفي، وهي دعواه أن بنكيران زعم أن حزبه شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، والذي قاله بنكيران أمام المجلس الوطني لم يكن “خبرا” بل “سؤالا” تحذيريا، فإنه قال: “هل الحزب شجرة طيبة… أو شجرة خبيثة…!!؟”.
وخلاصة الأمر.. مقال هذا الصحفي المغرور سلعة “آخر ساعة”.