الثقة بالنفس مِنَ العوامل النفسية الهامة التي تلعب دورًا كبيرًا في إصلاح الفرد ـ عامة والشاب خاصة ـ لنفسه، وتساعده في توظيف طاقاته وإمكانياته والاستفادة منها..
ومن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى قوله لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إنك غلام مُعَلّم) رواه أحمد.
وقوله لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (لقد أوتيتَ مزمارًا من مزامير آل داود) رواه البخاري.
وقوله لأشج عبد القيس رضي الله عنه: (إن فيك لخصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة) رواه أبو داود..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُحْسن توظيف طاقات الشباب، ويزرع في نفوسهم الثقة بالنفس، والهمة العالية، مما جعلهم يقومون بأدوار كبيرة، كان لها الفضل الكبير في رفع راية الإسلام في بقاع الدنيا، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها:
مصعب بن عمير رضي الله عنه، يرسله النبي صلى الله عليه وسلم للدعوة والتعليم في المدينة المنورة، وكان عندئذٍ في ريعان شبابه، وقد استطاع بالرغم مِنْ حداثة سِنِّه أن يقنع الكثير مِنْ أهل المدينة برسالة الإسلام. وزيد بن ثابت رضي الله عنه يتعلم لغة اليهود.
عن خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال زيد بن ثابت: (أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فتعلمتُ له كتاب (لغة وكتابة) يهود، وقال: إني والله ما آمَن يهود على كتابي، فتعلمتُه، فلم يمر بي إلا نصف شهر حتى حذقتُه، فكنتُ أكتب له إذا كتب، وأقرأ له إذا كُتِب إليه) رواه أبو داود.
وعَتَّاب بن أَسِيد رضي الله عنه: بعد فتح مكة اضطر النبي صلى الله عليه وسلم للخروج منها بجيشه، وكان لابد مِنْ تعيينه لقائد لمكة لإدارة شؤونها، فاختار صلى الله عليه وسلم عتّاب رضي الله عنه الذي لم يتجاوز الواحد والعشرين عاماً من عمره أميراً لمكة المكرمة في ظل غيابه صلى الله عليه وسلم.
وعبد الله بن حُذافة رضي الله عنه اختاره النبي صلى الله عليه وسلم للوفادة على الملوك والأمراء، لأنه كان يجمع بين حُسْن المظهر وفصاحة اللسان وسرعة البديهة.