يفرض الكيان الصهيوني حصارا مشددا على قطاع غزة منذ أكثر من 17 شهرا، حيث قام بإحكام إغلاق المعابر إثر تصاعد المواجهات مع فصائل المقاومة الإسلامية (حماس)، على خلفية اغتيال الكيان الصهيوني لعدد من ناشطي الحركة، وقد تم الرد على هذه الأفعال باستئناف قصف جنوب الكيان الصهيوني بالصواريخ.
ومنذ ذلك التاريخ، منع الكيان الصهيوني وصول الإمدادات الحيوية من وقود ومواد غذائية.. إلى غزة، وعمل على قطع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من القطاع، الأمر الذي انعكس سلبا على السكان، وأثر بصورة واضحة على مجالي الصحة والاقتصاد ومجالات أخرى.
وفي مقابل هذا الوضع حذرت الأمم المتحدة من أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية إذا واصل الكيان الصهيوني منع وصول المساعدات إلى القطاع بإغلاق المعابر، وفي هذا السياق جدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “لين باسكوا” في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي مطالبة الأمين العام الأممي “إسرائيل” بفتح معابر غزة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إليها.
وأوضحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) أن سلتها الغذائية التي تشكل نحو 60% من الحاجيات اليومية بما في ذلك مسحوق الحليب المجفف والسكر قد نفدت، مشيرة إلى أن معظم الدقيق بالمطاحن استهلك.
ووجه “جون غينغ” مدير عمليات “الأونروا” في قطاع غزة نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والكيان الصهيوني والدول العربية للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.
وقال “غينغ”: إن أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع نصفهم من الأطفال مهددون بكارثة ما لم تصلهم المساعدات، وأشار إلى أن وكالته بحاجة إلى عمل وإجراءات لإنقاذ سكان غزة.
وحث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الكيان الصهيوني على إنهاء الإغلاق “غير المقبول” للمعابر الحدودية مع غزة.
وفي هذا الإطار أطلقت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة حملة كبيرة لجمع الأدوية والمستلزمات الطبية بعدة دول أوروبية، بهدف إرسالها إلى القطاع.
وأوضحت أنها ستدخلها -في حال رفض القاهرة ذلك- عن طريق البحر، كما فعلت الحملة الأوروبية برحلاتها السابقة إلى القطاع أو بالطريقة التي تراها مناسبة، مؤكدة بالوقت ذاته أن هذه الحملة ستتبعها حملات مماثلة إلى غاية الرفع الكلي لحصار الاحتلال الإسرائيلي.
ومن جهتها دعت الحكومة الفلسطينية المقالة السلطات المصرية للسماح لوفد برلماني أميركي بالوصول إلى القطاع.
وقالت اللجنة المعنية بكسر الحصار التابعة لتلك الحكومة في بيان صحفي، إن الوفد الأميركي “سيأتي إلى غزة للاطلاع على حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الحصار الإسرائيلي الظالم وإغلاق المعابر”!!
ورغم تأكيد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التزام الفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع باتفاق 19 يونيو، القاضي بالتهدئة مع الكيان الصهيوني ما دامت هذه الأخيرة ملتزمة به، يواصل الكيان الصهيوني تجاهل القلق الدولي، ويواصل تمسكه بالإغلاق، بل ويواصل توغله بالأطراف الشرقية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة كما ذكرت بعض التقارير، ويعتبر رئيسه “إيهود أولمرت” أن سكان قطاع غزة لا يواجهون أزمة إنسانية جراء إغلاق المعابر.
إذا كانت الأنظمة العربية لا تريد مساندة غزة في محنتها وتكتفي بالتنديد المحتشم، وتصر على عدم التحرك الجماعي لوقف نزيف دماء المسلمين هناك، فإن الشعوب العربية تتألم وتتحرق لما يجري لإخوانهم من الموت البطيء على أيدي سفاحي الصهاينة، كيف لا يتألمون لعذاب إخوانهم والله تعالى يقول: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، و”المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”.