استغلال الفقر وقلة التمسك بأحكام الدين وراء عملية تهجير نساء مغربيات للعمل في ضيعات الاسبانيين

عرفت بعض البوادي المغربية هجرة النساء إلى اسبانيا من أجل العمل في الضيعات الفلاحية, عبر عروض مغرية بالنسبة للحالة الاجتماعية لأولئك النسوة, وكان تقديم آخر هذه العروض التي أشرفت عليها وكالة التشغيل وإنعاش الكفاءات بأكادير لفائدة فلاحات أولاد تايمة واللواتي تتساءل العديد من المستفيدات من هذا العرض عن البنود المتعلقة بعقود عملهن, إذ يلف الغموض البنود المتعلقة بإجراءات السفر والأجرة, وظروف الإقامة..

إن المئات من الشباب يموتون غرقا بسبب زوارق الموت رغبة منهم في تحقيق حلمهم في السفر إلى اسبانيا, ومن نجا وغيرهم كثير يقتصر عملهم داخل الضيعات الفلاحية, إذن لماذا يحرص هؤلاء الفلاحون والمستثمرون الأجانب على استقطاب اليد العاملة من النساء مع ما في ذلك من المشاكل, ويتجاهلون آلاف الشباب البدوي الذي يغامر بحياته عبر السفر على متن قوارب الموت؟
ثم ما هي المعايير لانتقاء النساء المستفيدات من هذه العروض؟
إن ترحيل هؤلاء النسوة واستثمارهن في مثل هذه الأعمال هو مخالف لما ينبغي أن تتمتع به النساء من العيش الحسن, ومن العيش تحت دفء غطاء الأسرة الذي يحمي مع الوازع الديني المرأة, من الوقوع في المخالفات.. وإلا من يحمي هؤلاء النسوة من ذئاب البشر في جو الغربة عن البيت والمحرم والدولة المسلمة؟
ثم أما آن الآوان لدولتنا أن تخلق للنساء اللواتي يعانين الفقر والحاجة, ومحدودية الفهم والثقافة مجالا للعمل بضوابطه الشرعية, أم أن الفقر سيجعل نساءنا يفقدن كرامتهن بالعمل بعيدا عن الوطن والأهل في ظروف غامضة؟
نحن لا ننفي الفقر الذي تعاني منه بوادينا! لكن تنمية البوادي لا تكون عن طريق استغلال النساء وتهجيرهن إلى الخارج! بل تكون عن طريق الاستثمار, وإعانة الفلاحين حتى يتغلبوا على مشاكلهم..
نحن نعلم أن اسبانيا مثلا هي في حاجة ماسة لليد العاملة, فلماذا لا نفكر في استراتيجية تمكننا ولو بعد سنوات من أن نفرض عليهم تشغيل الرجال الذين يعاني منهم عدد كبير من البطالة بدل هؤلاء النساء حتى لا تبقى دورهم وأطفالهم وأزواجهم دون رعاية واهتمام بشروط تحمي لهم كرامتهم ودينهم..
ثم إذا كان الكثير من الذكور يرجعون من تلك الدول وقد هجنت فطرهم بل مسخت, ثم ينشرون في بلدهم ما تعلموه من عادات الغرب المخالفة لهوية المسلم!! فكيف إذا رجعت النساء بنفس ذلك الحال؟
أليس هذا فتح لباب من أبواب إيقاع المجتمع المسلم في براثين الرذيلة؟!!.
ومادام الأمر قد وصل إلى هذا الحد في الابتعاد عن أحكام الذين والقيم والأعراف فلا يسعنا إلا أن نذكر من بقي في قلوبهم حظ مما ذكرنا به على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر يوما وليلة ليس معها ذو حرمة” رواه البخاري ومسلم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *