لماذا اخترنا الملف؟

مخطئ من يظن أن المخططات الرامية إلى تقسيم المغرب والنيل من وحدته قد توقفت أو انتهت، ذلك أن التركيز على التفريق على أساس العرق والدين ارتفعت حدته، وباتت تتعالى خطابات عنصرية متطرف داخل أرض الوطن وخرجه تعزف على هذا الوتر، وتدعي أن الأمازيغ المغاربة مسحت ذاكرتهم وطمست حضارتهم من طرف البدو العرب، وأن الإسلام الدين الجديد ما هو إلا ذريعة لوصول جيوش الاحتلال العربي إلى مآربها الممثلة في الجنس والمال والسلطة.
وأكثر من ذلك، فقد صار الظهير البربري الذي فرضته فرنسا للتفريق بين المغاربة (عربا وأمازيغ) طبيعيا ومقبولا؛ إذ الهدف منه كان هو إرجاع الأمازيغ إلى مجد حضارتهم، وإلى أعرافهم التي توافق منظومة حقوق الإنسان اليوم!!!
أكيد أن هذا الطرح بعيد عن الحقائق التاريخية والعلمية والواقعية أيضا، ولا يعدو أن يكون خواطر وادعاءات لا أساس لها من الصحة، لكن مع ذلك وفي ظل الفقر المعرفي والجهد الكبير الذي يبذل داخليا وخارجيا في هذا الاتجاه، فقد تسلل هذا الفيروس إلى عقول بعض أبنائنا وإخواننا، ونال من قناعاتهم، فصاروا دعاة إلى هذه النعرة العرقية الطائفية، ومحاربين من أجلها.
وحتى نسهم إيجابيا في هذا النقاش ارتأينا فتح ملف هذا العدد للحديث حول الظهير البربري، وذلك لارتباط هذا المعطى التاريخي الوثيق ببعض الأحداث التي ترخي بظلالها على واقعنا اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *