في عددها الصادر اليوم الثلاثاء هاجمت يومية “الصباح” الأستاذ إبراهيم الطالب مدير أسبوعية السبيل؛ واتهمته بمضايقة السياح الإسبان بباحة الاستراحة بوزنيقة على خلفية تحوزهم مشروبات كحولية.
وادعت “الصباح” أن ذ. الطالب وفقا لشهود عيان (اقترب من الإسبان وشرع في التقاط الصور لنفاياتهم التي كانت بينها قناني شبيهة بالجعة بغرض نشرها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي).
وبالنظر إلى الخط التحريري لليومية المذكورة فليس غريبا عنها أن تصدر أحكام بناء على معطيات مغلوطة ومكذوبة، حيث أن مدير مؤسسة السبيل إعلامي وثـَّق الحادث بالفيديو والصورة، ونشرهما على حسابه بالفيسبوك، وكشف للرأي العام أن السياح الإسبان كانوا يحتسون الخمور (الروج والبيرة) التي وضعوها على طاولة أمام المارة، في مخالفة صريحة للقانون.
هذا؛ وإن من فضح هذه المخالفة سلك أسلوبا حضاريا في الاحتجاج، ولم يحتك بالسياح الإسبان ولم يدخل معهم في جدال أو صراع، وإنما كشف من خلال الصورة والكلمة ما جرى من مخالفة صريحة للقانون الذي يمنع الأجانب من شرب الخمر الممنوع على غير المسلمين أمام العامة.
وتعليقا على موقف “الصباح” كتب الشيخ حماد القباج المدير التنفيذي لمؤسسة بن تاشفين للدراسات والأبحاث على حسابه بالفيسبوك تدوينة عنونها بـ(يومية الصباح والأستاذ الطالب “كحل الراس”).
ومما جاء فيها: (تعجبت من يومية الصباح التي عرضت باستنكار موقف مدير أسبوعية السبيل وإقرار موقف السياح الإسبان المخالف للقانون.. ففي الوقت الذي كان يفترض في اليومية أن تستنكر مخالفة الإسبان للقانون وعدم احترامهم لمشاعر عموم المواطنين.. هاجمت مواطنا أدى واجبه بصفته صحافيا يحترم دولة القانون ويحرص على مظاهر سيادتها.. وهو موقف غير مشرف يذكرنا بانحياز مغاربة ضعاف الشخصية لـ(أزرق العينين) ضد أخيهم (كحل الراس)!).
وتساء القباج: “أما آن لهؤلاء أن يتخلصوا من عقدة تقديس الأجنبي واحتقار شريك الوطن والدين والتاريخ؟!”.
وردا على ما أوردته الصباح على صفحتها الأولى من أباطيل وادعاءات كاذبة؛ كتب ذ. إبراهيم الطالب على حائطه الأزرق: (لم يعجب الصباح أني وثقت تسيب السياح الأجانب في محطة الاستراحة وقيامهم بالسكر العلني في بلاد الإسلام، وكعادتها في حربها المعلنة قامت يومية الصباح، بالكذب الصراح على غرار ما تفتريه بشكل متواصل على صفحتها الأولى مثل: “سلفيون يجردون فتاة في السويقة بالرباط”، و”سلفيون مغاربة يدمرون نقوشا صخرية عمرها 8000 سنة فوق قمم جبال الأطلس الكبير جنوب المغرب”، وغيرها من الإفك والبهتان الكثير).
وتابع مدير مؤسسة السبيل: (الصباح معلوم انتفاء المهنية عند أغلب من يمثلون خطها التحريري، الذي يجعل من السلفيين أعداء للوطن والتقدم والنمو، ويظهرونهم في منظر المتشدد المتطرف أو الإرهابي.. -فقد- عنونت للقصاصة بسلفي، ثم استهلتها بـ: “لم يتردد السلفي إبراهيم الطالب” ولم تظهر الصفة إلا متأخرا، حتى تبرز تهمة “السلفي” وتوجه القارئ أن تصوير مخالفة للقانون والشرع هذه ليس إلا مضايقة للسياح الإسبان وليست من صميم العمل الصحفي الذي يرصد تسيب السياح في المغرب والذي أقله ما قمنا بمتابعته بالصورة والشريط، فأين شرب الخمر من انتهاك عرض القاصرات، بل أينه من فضيحة “كالفن” واغتصابه لما يربو عن 11 طفلا).
وأوضح ذ. الطالب أنه (حتى نفهم جليا الخط التحريري للصباح نقارن بين وجهها ومؤخرتها، ففي وجه صفحتها الأولى شجبت تصوري للمخالفة القانونية والشرعية المتمثّلة في السكر العلني وعدم احترام السياح للقانون المغربي، وهذا ينقص من سيادة المغرب على أرضه، وفي مؤخرتها علقت صورة لفتاة عارية إلا من تبان يقاس بالميليمترات، وحامل نهدين بنفس المقاس، فبين وجهها ومؤخرتها يعلم المنصف أي خط يحكم تحرير هذه الجريدة).
وتساءل الطالب في نهاية تدوينته: (لماذا الصباح فوق القانون؟ لماذا لا يحرك الوكيل العام للملك الدعوى العمومية ضدها رغم إخلالها بالقانون ونشرها بشكل يومي للصور المخلة بالحياء العام؟!).
يشار إلى أن “الصباح” التي تدافع على مخالفة القانون، وحق الأجنبي في شرب الخمر أمام من يعتقدون تحريمه، دأبت على نشر عشرات الآلاف من الصور الخليعة يوميا، في تحد صارخ للقوانين التي تمنع نشر ما يخدش الحياء، وميثاق الشرف الإعلامي، ومراعاة ذوق المتابعين للصحف، ولا تكن اليومية المذكورة أي اعتبار لخطر هذه الصور خاصة على الأطفال الذين قد يطلعوا على مضمونها داخل البيوت.
إن الخط التحريري لـ”الصباح” يعرفه المغاربة، والمشروع الذي تخدمه واضح المعالم بيِّن الأركان، فطبيعي جدا أن يغيظها مقال كتبه مواطن استفزت مشاعره سلوكات مخالفة لشريعة الإسلام والقانون المغربي، وعاد جدا أن يخرجها عن صمتها من يحارب “التطبيع مع المحرمات والإلحاق الحضاري بثقافة الغرب العلماني”.