بين أحسن تقويم وأسفل سافلين عبد القادر دغوتي

سبيل الحفاظ على المكانة العلية التي رفع الله إليها الإنسان:

لا يليق بالعاقل إلا أن يحفظ مكانته التي بوأه الله إياها، وإنما يتحقق له ذلك بأمور، أهما ما يلي:

1 ـ توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به:

إن توحيد الله عز وجل يرفع الإنسان ويجله، فكلما حقق الإنسان كمال التوحيد؛ تحقق له السمو والرفعة ونال مقام التكريم والتفضيل. أما الإشراك بالله عز وجل فإنه يسلب الإنسان كرامته وفضله وشرفه؛ لأنه رضي أن يعبد من دون الله أو مع الله معبودات  هي أقل شأنا منه، لكنه منح لها مكانة لا تستحقها وجعل لها شأنا لا تبلغه، وانتقص من شأن نفسه، بخضوعه لها. فأي كرامة وأي قدر وشرف وأي مكانة لمن يعبد بقرة أو فأرا أو صنما أو حجرا أو غير ذلك من المخلوقات؟

فلا كرامة للإنسان إلا بتوحيد الله. قال ابن تيمية رحمه الله: “فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله، وكلما ازداد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته”. [العبودية،ص19].

2 ـ عبادة الله وطاعته واجتناب معصيته:

إن الحفاظ على المكانة العلية التي رفع الله إليها الإنسان، منوط بقيامه بالوظيفة التي خُلق لها وكُلف بها، وهي العبودية لله عز وجل وطاعته فيما أمر ونهى واتباع نهجه وشرعه. قال جل وعلا: “وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين” [الذاريات56 ـ 58].

فما دام الإنسان يؤدي هذه الوظيفة الجليلة فإنه يظل معززا مكرما؛ فإنما تتحقق للإنسان العزة والكرامة والقوة، وينال وسام الخيرية والأفضلية، بطاعة الله والتعبد له. أما حين يُعرض عن عبادة الله ويجعل أكبر همه ومبلغ غايته متاع الدنيا الفانية؛ فإنه يصير عبدا ضائعا تافها لا قيمة له ولا كرامة…

خلاصة القول:

منح الله تعالى الإنسان رفعة وسموا وأعلى درجته وكرمه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا. فوجب على الإنسان أن يشكر الله الكريم على هذا الإحسان؛ فبشكره لله يزيده من فضله، وبجحوده وإعراضه عن ذكر ربه، يسلبه ما أعطاه ويرده أسفل سافلين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *