هذا الكتاب هو نتاج مشروع بحثي حاول الباحثون فيه رصد الأصول الفكرية التي يرجع إليها الفكر النسوي والحركة النسوية القائمة عليه، مع دراسة حالة متعمقة للمجتمع المصري وذلك برصد وتحليل انعكاسات “أجندة” الحركة النسوية عليه. والمتصفح لهذا الكتاب، سيجد إجابات مبرهنة عن التساؤلات التي تحير المتتبع للتحولات التغريبية الحادثة في المجتمع المصري والمرتبطة بشؤون المرأة المصرية والتي منها: ما هي طبيعة أجندة الحركة النسوية وأطروحاتها الغربية؟ وما هو دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فرض تلك الأجندة على المجتمعات الإسلامية؟ هل استحدث الفكر النسوي عبادة وثنية جديدة تعمل على هدم الإسلام؟ ما هو دور الفكر النسوي في تشكيل الخطاب السياسي المحرك للسلطة الفوقية؟ ما هي التغييرات التي حققتها الحركة النسوية داخل المجتمع المصري على المستويين السياسي والتشريعي وكيف تمكنت من ذلك؟ من هي المنظمات غير الحكومية التي تتحرك داخل المجتمع المصري لتطبق أجندة الحركة النسوية وخاصة مقررات مؤتمر “بكين” والقاهرة للسكان، تلك المقررات التي شهدت اعتراضاً ومواجهة شديدين من علماء الإسلام الثقات حينها؟ وما هي استراتيجياتها وفعاليتها التي تستخدمها في تحقيق أهدافها؟ من أين تأتي الأموال المحركة لمجهودات الحركة النسوية؟ وما هي طبيعتها؟ ولماذا يمنّ الغرب علينا بها؟ وهل تحمل في طياتها أهدافاً تضر بمصالح العالم الإسلامي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة؟ وهل هناك فعلاً أرقام يمكن رصدها في هذا الصدد؟ وفي الختام كيف يمكن مدافعة تلك المجهودات التغريبية؟
يبدأ الكتاب بعد التصدير بمقدمة مطولة حاولت إلقاء الضوء على طبيعة أجندة الحركة النسوية وأطروحاتها الغربية، ودور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فرض تلك الأجندة على المجتمعات الإسلامية.
ليأتي بعد ذلك الفصل الأول والذي جاء بعنوان “الفكر النسوي وثنية جديدة” (للدكتور خالد قطب) حيث يغوص هذا الفصل في أعماق العقل النسوي الموجه للحركة النسوية العالمية، ليستخرج الفكر المكون لهذا العقل وأسسه وجذوره ومضامينه وموقفه من الرسالات السماوية ومستقبله، كما يكشف عن مدى ارتباطه بالوثنية وطبيعة العبادة الجديدة التي استحدثها هذا الفكر والتي يرى أنها كانت تمثل العبادة الأولى للبشرية، ويراعي الكاتب المنهجية العلمية في الرصد والتحليل، ويوثق طرحه من خلال المصادر الأولية للقائمين على الحركة النسوية.
وجاء الفصل الثاني بعنوان “المجتمع المصري بين الحركة النسوية والمنظمات غير الحكومة” (للأستاذ الهيثم زعفان) حيث حاول توضيح الآلية التي تنتقل بها تلك الأجندة إلى المجتمع المصري، من خلال تفكيك تلك الآلية لفهم استراتيجيتها داخل المجتمع وعلاقتها بالسلطة وطبيعة القائمين عليها والأدوار التي تقوم بها في مصر من أجل تطبيق تلك الأجندة.
ويعد الفصل الثالث “قراءة في فاعليات الحركة النسوية المصرية” (للأستاذ محمد فخري) بمثابة قراءة في الفاعليات التي تجريها المنظمات الأهلية في مصر، سواء كانت غير حكومية أو شبه حكومية، تلك الفاعليات المتمثلة في المؤتمرات والندوات وورش العمل والدراسات التي تجريها تلك المنظمات، ليصل بنا الكاتب إلى العديد من الحقائق التي توضح تطابق الخطاب المحلي مع الخطاب الدولي والتي يحاول البعض أن يوضح أنها نابعة من ثقافتنا وليست مفروضة علينا.
كما يحاول الفصل الرابع “الفكر النسوي وتشكيل الخطاب السياسي” (للدكتور خالد قطب) توضيح دور الفكر النسوي في تشكيل الخطاب السياسي المحرك للسلطة الفوقية، وذلك من خلال توضيح كيفية صناعة خطاب سياسي نسوي، ويذهب الكاتب إلى تشكيل خطاب السيدة الأولى من خلال أنموذج السيدة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء الفصل الخامس بعنوان “الآليات السياسية والتشريعية للحركة النسوية في مصر” (للأستاذة مايسه مرزوق) كمحاولة لإلقاء الضوء على كيفية توظيف الشخصيات التي تم تشكيلها للآليات السياسية والتشريعية، من أجل تهيئة المناخ للوصول لمواقع صنع القرار، كما يشير إلى ما حققته الحركة النسوية من تغييرات داخل المجتمع المصري على المستويين السياسي والتشريعي.
وفي الفصل السادس الذي جاء بعنوان “التمويل الأجنبي وأجندة الحركة النسوية” (للأستاذ الهيثم زعفان) ليحاول الإجابة عن بعض الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن المواطن المصري والعربي من قبيل: من أين تأتي الأموال المحركة لمجهودات الحركة النسوية؟
وماهي طبيعتها؟
ولماذا يمنّ الغرب علينا بها؟
وهل تحمل في طياتها أهدافاً تضر بمصالح العالم الإسلامي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة؟
وهل هناك فعلاً أرقام يمكن رصدها في هذا الصدد؟
حاول هذا الفصل التصدي لتلك الأسئلة باستخدام وثائق الحركة النسوية نفسها، وكذا وثائق المنظمات الدولية المانحة، وحلل ذلك في ضوء الكتابات الغربية الكاشفة لأهداف التمويل الأجنبي في العالم العربي.
وجاء الفصل السابع والأخير تحت عنوان “مدافعة الفكر النسوي الضال” (للأستاذ محمد بن شاكر الشريف) والذي انطلق فيه الكاتب من أن الفكر النسوي الضال يسعى من خلال أجندته الخاصة إلى خلخلة العقائد والشرائع وأعراف الأمة، فهل يترك ليعيث في الأرض فساداً من غير مدافعة؟ حيث حاول هذا الفصل وضع بعض البدائل والتصورات في كيفية المدافعة، لعل هناك من يأخذ بها.
وينتهي الكتاب بملحق المصطلحات والذي يفكك المصطلحات الشائعة في مجتمع الحركة النسوية، والتي تحاول فرضها على المجتمعات الإسلامية والإسلام منها بريء وذلك في صورة حق يراد به باطل في بعضه، وباطل محض في معظمه ومنها نذكر: المرأة الجديدة، وثنية، الرجل الجديد، اغتصاب الزوجات، العنف ضد المرأة، النسوية الماركسية، النسوية الليبرالية، إلهه، حركة تحرير الرجال المثليين، الجندر، النسوية الراديكالية، النسوية السحاقية، الجنس الآمن، تعليم الجنس، النسوية المسيحية، الصحة الإنجابية وغيرها من المصطلحات.