روى مسلم (2664) في صحيحه عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ).
وهذه القوة تشمل قوة الجسم وقوة الإيمان.
وقال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة:247.
“(وزاده بسطة في العلم والجسم) أي: فضله عليكم بالعلم والجسم، أي: بقوة الرأي والجسم اللذين بهما تتم أمور الملك، لأنه إذا تم رأيه وقوي على تنفيذ ما يقتضيه الرأي المصيب، حصل بذلك الكمال، ومتى فاته واحد من الأمرين اختل عليه الأمر، فلو كان قوي البدن مع ضعف الرأي، حصل في الملك خرق وقهر ومخالفة للمشروع، قوة على غير حكمة، ولو كان عالما بالأمور وليس له قوة على تنفيذها لم يفده الرأي الذي لا ينفذه شيئا” انتهى من “تفسير السعدي” (ص:107).
وفي قوة البدن وصحته وسلامته عون للعبد على طاعة الله في الصلاة والصوم والحج والجهاد وغير ذلك، وفي ضعفه ومرضه تأخر عن كثير من الطاعات، وقد روى أبو داود (3107) عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى صَلَاةٍ) وحسنه الألباني في “سلسلة الأحاديث الصحيحة(1365).
ومما ينبغي أن يراعى في ممارسة الألعاب والتمارين الرياضية التي تقوي البدن من الآداب الشرعية:
– احتساب الأجر، والاستعانة بها على العبادة ونصرة المظلوم.
– ألا تتضمن مخالفة شرعية، كانحناء اللاعبين بعضهم لبعض، وكالضرب في الوجه، وكشف العورات، والمقامرة، وغير ذلك.
– ألا تشغله عن طاعة الله وعبادته وبر الوالدين ونحو ذلك من الأولويات والمهمات.
– ألا ينفق فيها الأموال الطائلة، فيسرف إسرافا ويبذر تبذيرا، وإنما يكون أمرها في أحواله كلها على الاستقامة والقصد.