“إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة.. وإياك والطمع”

لو رضي العبد بما قُسم له لاستغنى عن الناس وصار عزيزا وإن كان لا يملك من الدنيا الكثير.

يقول الإمام الشافعي رحمه الله:

رأيت القناعة رأس الغنى.. … .. فصرتُ بأذيالها مُمتسكْ

فلا ذا يـراني على بابه.. … ..   ولا ذا يراني به منهمكْ

فصرتُ غنيًّا بلا درهم.. … .. أمر على الناس شبه الملكْ

وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى التحلي بصفة القناعة حين قال: “ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس”.

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: القناعة مال لا نفاد له.

وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لابنه: يا بني: إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة؛ فإنها مال لا ينفد، وإياك والطمع؛ فإنه فقر حاضر، وعليك باليأس؛ فإنك لم تيأس من شيء قطُّ إلا أغناك الله عنه.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الطمع فقر، وإن اليأس غنى، إنه من ييأس عمَّا في أيدي الناس استغنى عنهم.

كان محمد بن واسع رحمه الله يبل الخبز اليابس بالماء ويأكل ويقول: من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد.

ومن عجيب ما يروى في ذلك ما جاء في الإحياء من أن الخليل بن أحمد الفراهيدي رفض أن يكون مؤدبًا لابن والي الأهواز، ثم أخرج لرسوله خبزا يابسا وقال: ما دمتُ أجدُ هذا فلا حاجة إلى سليمان -الوالي-، ثم أنشد:

أبْلِغْ سليمانَ أني عنه في سَـعَةٍ         وفي غنىً غير أني لستُ ذا مالِ

شُحًّا بنفسيَ أني لا أرى أحــدًا          يمـوتُ هزلاً ولا يبقى على حالِ

والفقر في النفس لا في المال نعرفه  ومثلُ ذاك الغنى في النفس لا المال

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس”.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه فيقول: “اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة لي بخير”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *