هل “الآخر” متسامح معنا؟ إبراهيم الوزاني

يتشدق الكثير من الصحفيين والكتاب وكذا المنابر الإعلامية العلمانية في بلدنا المغرب بروح التسامح التي تطبع العالم الغربي، وعلى رأس هذه المنابر في المغرب جريدة الأحداث المغربية التي خصصت صفحاتها لإعلان الحرب على شعائر الإسلام والمنهج السلفي، خصوصا صفحة منتدى الأحداث التي تكتب فيها مواضيع تمس جوهر التدين والعقيدة في إطار حرب لا هوادة فيها..

فكل يوم يطلع علينا أحد كتابها العلمانيين (أمثال: جمال هاشم، سعيد الكحل، عبد الواحد بنعضرا، أحمد عصيد، إضافة إلى الاستعانة بمقالات جاهزة من موقع الحوار المتمدن العلماني الجلد وغيره..) بمقال مليء بالهمز واللمز لعلماء والدعاة، والقدح في عقيدة الولاء والبراء، وأن فقهاء الظلام، وأمراء الدم الشغوفين بفتاوى القتل والتفجير والتخريب، ينكرون التسامح والتعايش مع الآخر الذي يفتح كل أبوابه في وجوهنا لنتمتع بالخيرات التي لن نحلم بها في ظل نظام إسلامي، ففقهاء الحيض والنفاس الذين يريدون إرجاعنا إلى همجية وبدائية عرفها التاريخ أكثر من أربعة عشر قرنا، فيها بتر الأعضاء وإقامة الحدود، وحرمان الذات من ملذات الدنيا، هم السبب في نفور الآخر (الغرب) منا، فالآخر حسب زعمهم لا يحارب الإسلام بل يحارب “الإسلامويين” الذين يتمسكون بحرفية الكتاب والسنة ولم يفهموا جوهر التدين..، هؤلاء الكتاب الذين لم نقرأ لهم يوما مقالا يحارب فيه مظاهر الفساد الاجتماعي كانتشار العري والدعارة، والمخدرات والخمور، وعبدة الشيطان، والسينما الماجنة..، لأنهم يعتبرونها داخلة في صلب مشروع علمنة المغرب، إذ تجد لهم مقالات تدافع عن هذه القيم الفاسدة، وبالمناسبة نذَكِّر هؤلاء بقوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ”.
إن الكثير يحب أن يغازل الغرب بما يتمتع به من قيم التعايش والتسامح، لكن الواقع يفضح هؤلاء العملاء ويؤكد خلاف ذلك، ولمن أراد أن يعرف هذا فليقرأ مواقف سادتهم وقادتهم ومشاهيرهم عن الإسلام، ليعلم أن الإساءة والعداء يتجدد كل حين وبمختلف الصور والوسائل:
ولا يخفى على الكل أزمة تدنيس المصحف الكريم في “غوانتنامو”، والرسوم المسيئة لسيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم في الدنمرك والنرويج، وإساءة بابا روما -الرمز الأكبر للتسامح في العالم عند العلمانيين!!- لنبي الإسلام، وكل يوم يخرج علينا الإعلام الغربي بإساءة جديدة، من أواخرها إساءة المذيع الأمريكي الشهير “سافدج” الذي قال: “إنني لن أضع زوجتي في حجاب ولن أضع ابنتي في البرقع (النقاب) ولن أهبط على أربع وأصلي إلى مكة، ويمكنكم أن تموتوا إن لم يكن هذا يعجبكم، يمكنك أن تضع كل هذا في أنبوبة شرجك، لا أريد أن أسمع بعد الآن عن الإسلام، خذوا دينكم وضعوه في مؤخراتكم، لقد سئمت منكم”.
فهل هذا هو التسامح الذي يبشرنا به العلمانيون عند الآخر؟!
إذن الآخر لا يقبلنا، ولا يتسامح إلا مع من ترك دينه أو مسخت هويته، أو كان ذا جرأة في النيل من دينه باسم حرية التعبير تارة، وباسم الفن تارة، وباسم حرية الاعتقاد تارة..
لكن قد يقول العلمانيون اضطرارا (لأن العداء ظاهر): هذا العداء عند البعض!
وجوابا على ذلك نقول: لا شك أن هذا البعض هم كبراء القوم الذين حصلوا على مناصبهم بتصويت الغالبية فيكون عداؤهم باسم الأغلبية يا أدعياء التسامح وأعداء الولاء والبراء!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *