التعريف بمخطوط “أجوبة الحوات” لسليمان بن محمد الحوات ذ. امحمد رحماني

المخطوط عبارة عن أجوبة لأسئلة طرحت على العلامة سليمان بن محمد الحوات المتوفى سنة 1231هـ، يوجد بالخزانة الحسنية بالرباط من نسختين الأولى تحت رقم 12450ز والثانية تحت رقم 12126ز، وهي عبارة عن كناشة جمعها تلميذ الشيخ الحوات وهو الشيخ أحمد شقور العلمي وذلك بأمر من السلطان المولى سليمان سنة 1231ه وقد بيَّن ذلك بقوله في بداية جمعه لها حيث قال [أما بعد لما أمر سيدنا ومولانا الإمام ظل الله تعالى في الأنام مولانا أمير المؤمنين ومقيم قواعد الدين وعالم علماء المسلمين من أحيا الله به ربع العلم والعرفان أبو الفضائل والمكارم مولانا سليمان ابن موالينا الخلفاء الراشدين الحسنيين العلويين أبقى الله تعالى الخلافة في عقبه إلى يوم الدين بجمع تقاييد وأسئلة مع أجوبة عنها لشيخنا وابن عمنا عالم شرفاء العلم وأفصحهم بيانا إن خط بالقلم لسان الأدباء ورئيس النبلاء سيدي سليمان الحوات الحسني العلمي الموسوي برد الله تعالى ضريحه وأسكنه من الجنان فسيحه فامتثلت أمره المطاع وأتيت منها بالقدر المستطاع ومن الله تعالى أطلب القوة والسول في بلوغ المأمول].

وقد قام بجمعها مباشرة بعد وفاة الشيخ الحوات وانتهى منها في نفس السنة بعد ثلاثة أشهر وإحدى عشر يوما من وفاة الحوات رحمه الله، حيث توفي الشيخ الحوات يوم الثلاثاء 19 من صفر سنة 1231هـ وانتهى العلامة بن شقور من جمعها في الأول من جمادى الثانية سنة 1231هـ، وهذا يفيد أن السلطان المولى سليمان أعطى الأمر بجمع أجوبة الشيخ الحوات مباشرة بعد وفاته خوفا من ضياعها واندثارها، وإليه رحمه الله يرجع الفضل في ذلك.

والمخطوط يبدأ بقوله [الحمد لله الذي شرف الإنسان بالعلم والعمل] وينتهي عند قوله [وهذا آخر ما جمعه عبيد الله تعالى وأفقر الورى إليه أحمد بن محمد شقور الحسني العلمي الموسوي غفر الله ذنبه وستر بمنه وكرمه هفواته وعيبه في أول جمادى الثانية عام 1231].

والمخطوط يتكون من 98 ورقة كل ورقة تضم صفحتين كل صفحة تضم 18 سطر في كل سطر حوالي 11 كلمة، كتبت بعض كلماته بالحبر الأحمر، وقد جعلتها كذلك باللون الأحمر في هذا التحقيق، على أن عادة الناسخ أن يلون الواو التي قبلها فاصلة بالحبر الأحمر للدلالة على ذلك.

وتنتهي الأسئلة التي طرحت عليه عند الورقة رقم 73 على أن أحمد بن محمد لم يرتب الأسئلة على التاريخ الذي طرحت فيه على الشيخ وإنما جمعها دون مراعاة لزمان ولا حدث بدليل أن آخر سؤال طرح على الشيخ منها وضعه في وسط الأسئلة التي جمعها، وهو السؤال الثاني والعشرون حينما سأل عن قوله ^«ما من أحد يسلم علي إلا رد الله روحي حتى أرد عليه السلام».

ويبلغ عدد الأسئلة التي طرحت عليه ثمانية وثلاثون سؤالا يمكن تقسيمها على المواضيع التالية:

الشعر والعروض والبلاغة: وفيها ثلاثة عشر سؤالا.

اللغة والصرف والنحو: وفيها ثلاثة عشر سؤالا.

المدن والقبائل والأنساب: وفيها ثلاثة أسئلة.

علوم الحديث: وفيها سؤال واحد

الحديث: وفيها ثلاثة أسئلة.

التفسير: وفيه سؤال واحد

أحداث وشخصيات: وفيها سؤال واحد.

التصوف: وفيه سؤالان.

الموسيقى والألحان: وفيها سؤال واحد

والغالب عليها إجاباته الكثيرة عن أمور الشعر واللغة والأدب مقارنة بالمواضيع الأخرى، الأمر الذي يفسر شهرته بلقب لسان الأدباء وفصيح العلماء وذلك لتمكنه من علوم الآلة نحوا وصرفا وبلاغة وشعرا.

وقد أضاف إلى تلك الأسئلة مواضيع أخرى يمكن الإشارة إليها في العنوان التالية:

نص التقاييد الأولى في إمامة المرأة بالنساء: ورقة رقم 73

فيمن كان يكنى بأبي ليلى: ورقة رقم 74

في قضية الهادي مع أخيه الرشيد: ورقة 76

في عظ الزمان: ورقة رقم 80

مقامة في الحساب: ورقة رقم 81

رسالة: ورقة رقم 83

تغيير المنكر فيمن زعم حرمة السكر: ورقة رقم 86

خطبة في الحث على الجهاد: ورقة 91

إجازة ووصية لتلميذه أحمد بن شقور: ورقة رقم 95

وتكمن أهمية هذا المخطوط في كونه يفتح للباحثين نافدة مباشرة على الوضعية الاجتماعية والعلمية والسياسية للمغرب إبان عصر ثلاثة ملوك علويين وهم المولى محمد بن عبد الله والمولى اليزيد والمولى سليمان، وقد قمت بالعمل عليه وتحقيق أسئلته داعيا الله تعالى أن يوفق في طباعته ونشره.

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *