ثقافيات

جديد الكتب

كتاب “مدخل إلى علم النفس الفطري”، لمؤلفه المتخصص في علم النفس المرضي والتواصلي، الدكتور لطفي الحضري.

“يحاول من خلاله صاحبه رسم المسار الحقيقي الذي يجب أن يسير وفقه الإنسان. وهو يعتقد أنه من المستحيل تحقيق السعادة خارج نطاق الفطرة. والفطرة تحتاج إلى من يوجهها ويصححها حتى لا تختل”. (ظهر غلاف الكتاب)

يسعى الكتاب إلى التعريف بعلم النفس الفطري والكشف عن تفاصيله. و”علم النفس الفطري: علم يبحث في موضوع الفطرة، ويسعى إلى فهم العالم الفطري للإنسان”.

الكتاب مفيد لمن أحسن قراءته.

وهو صادر عن “منتدى إحياء للتنمية الأخلاقية والفكرية”، عام 2019.

 

مكتبتك في تاريخ المغرب

كتاب “الثقافة الإسلامية واللغة العربية في الغرب الإفريقي.. وملامح من التأثير المغربي”، كتاب نافع، في موضوع لا يهتم به إلا قلة قليلة من المؤرخين والمفكرين.

صاحبه هو الأستاذ الجامعي السابق، المفكر والباحث والكاتب واللغوي، رئيس الجامعة الإسلامية بالنيجر سابقا، الدكتور عبد العلي الودغيري.

ينطلق فيه الكاتب من تجربته كرئيس للجامعة الإسلامية بالنيجر، حيث تعرف على مكانة وأهمية اللغة العربية والثقافة الإسلامية في الغرب الإفريقي.

ثم يسترسل في عرض “مظاهر التأثير المغربي”، من مذهب مالكي وتصوف سني وعنصر لغوي وعنصر بشري وعمران… الخ، على الغرب الإفريقي.

وفي خضم حديثه عن هذا التأثير، يستحضر تجربة الشيخ عثمان بن محمد فودي الفلاني، الذي أسس دولة في غرب إفريقيا، بعد تأسيسه لحركة قائمة على أسس ثقافية إسلامية مغربية، نتيجة لتأثره بالشيوخ: ابن الحاج والمغيلي واليوسي.

واستحضر الكاتب أيضا حضور اللغة عربية في الغرب الإفريقي عبر التاريخ، من الماضي القديم، إلى مرحلة ازدهارها، إلى مرحلة الاستعمار، إلى مرحلة الانبعاث الجديد.

وغير هذا من المباحث التي سيجدها القارئ في الكتاب.

 

 

فنون: النقد الإيديولوجي السينمائي

أفلام هشام العسري: اللامعنى في قالب سينمائي (8)

في الحلقة الثالثة: يتكلم “كاماراد خيخي”، بنفس هيئته: شعر أجعد طويل وقميص المنتخب الوطني المغربي، وفي نفس المكان: مرحاض، عن الموظف.

يقسّم مساره قبل التوظيف إلى مراحل:

– مرحلة النضال: حيث تضامن معه المتحدث باستخراج “النضال من جيبه”، وهو المعبر عنه في المشهد باستخراج “الشارة من الجيب”.

– مرحلة التوظيف: حيث التشبث بالوظيفة، والغش والمماطلة في العمل. فتنحسر الأزمة بين الموظف والمرتفق، حسب كلام الرفيق، في “الطوابع البريدية”. الموظف يتماطل بطلب طوابع بريدية مختلفة، وآخرون يعيشون من الزيادة في ثمنها.

يصرخ “الرفيق خيخي”، من داخل المرحاض، طالبا من أمه إسكات طفل يصفه ب”البرهوش”. ثم يقول: “الخوادري الصغير، أكبر خيخي على وجه الأرض. أعطيته لقاحا، وعبأته بكل الخيخ”.

عبارات سوقية، منحطة، من وحي الشارع، يستمر المشخص في ترديدها. يخبر المشاهد بأن المرحاض يطل على “صيدلية”، وأنه مكان طاهر (“جو بيو معقم”)، وأنه هو أيضا رجل طاهر و”نقي”، متدين، يعرف بحق الله، بحقه، بحق جاره، بحق “هذا الذي أمامي/ه” (في إشارة قذرة لا أخلاقية)، بحق النساء، وحق خليلته (“الصاحبة” في لغة الشارع) التي يعترف بحقوقهما ولم لم تمنحه حقوقه.

ثم يرحب بالمواطنين والمواطنات في عالمه: عالم “خيخي”. ثم يقول: “أنا ابن بيئتي، بيئتي ممتلئة ب”خيخي”، أستدير يمنة أجد “خيخي”، ويسارا فأجد “خيخي”، أمام أجد “خيخي”، خلفي أجد “خيخي”… عاشرتكم أكثر من أربعين يوما، عاشرتكم ثلاثين سنة، إذن أنا أيضا “خيخي”.”.

وأخيرا يعلن على المشاهدين اكتشافه: أن طارق بن زياد كان مخطئا، فليس البحر من ورائكم، خيخي من ورائكم، ففروا قبل فوات الأوان.

ثم يختم المشهد، كعادته بصب الماء، وكأن ما قيل ليس إلا قذارة يجب صرفها!

إنها كذلك، حيث: الاستهتار بالنضال (“شارة تستخرج من الجيب” فقط)، بالوظيفة (غش وتماطل)، بالطفل (“البرهوش المعبأ بخيخي”)، بالحق (تسنده طهارة في “مرحاض”)، بالتجاوز الواعي (حتمية بيئة “خيخي”)، بالوطن (“خيخي وراءكم ففروا قبل فوات الأوان”)…

إنها قاذورات يجب أن تصرف فورا.

 

نافذة على مشروع فكري:

مشروع العلامة عبد الله دراز (4):

بإمكاننا تلخيص تفسير العلامة دراز للظاهرة الدينية في الآتي:

– التعريف اللغوي للظاهرة الدينية:

كل المعاني اللغوية لكلمة “دين” تصب في معنى الخضوع والتعظيم، ولذلك يقول العلامة دراز:

“وجملة القول في هذه المعاني اللغوية أن كلمة الدين عند العرب تشير إلى علاقة بين طرفين يعظم أحدهما الآخر ويخضع له”.(محمد عبد الله دراز، الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان، دار القلم، ص 31)

– تعريف الظاهرة الدينية في حقيقتها:

في حقيقته النفسية، الدين هو “الاعتقاد بوجود ذات –أو ذوات-غيبية، علوية، لها شعور واختيار، ولها تصرف وتدبير للشؤون التي تعني الإنسان، اعتقاد من شأنه أن يبعث على مناجاة تلك الذات السامية في رغبة ورهبة، وفي خضوع وتمجيد”. (نفسه، ص 52)

وفي حقيقته الخارجية، هو “جملة النواميس النظرية التي تحدد صفات تلك القوة الإلهية، وجملة القواعد العملية التي ترسم طريقة عبادتها”. (نفسه، نفس الصفحة)

…(يتبع في نفس الموضوع/ موضوع “تفسير الظاهرة الدينية)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *