الخبر:
– “دكاترة” في الجامعات التركية هددوا بمقاطعة أي محاضرة تكون فيها فتاة محجبة!!
-قررت المحكمة الدستورية العليا في تركيا إبطال التعديل الدستوري الذي أقره البرلمان في وقت سابق من هذا العام، ويسمح لطالبات الجامعة بارتداء الحجاب!!
التعليق:
إن فريضة الحجاب فريضة محكمة أراد الله عز وجل من خلالها أن يحفظ للمرأة كرامتها من الامتهان، وعرضها من الابتذال، وذلك بسترها لجسدها ومفاتنها، حتى تتمكن من القيام برسالتها الإنسانية إلى جانب الرجل، وتكف طرفه عنها لكي لا يطمع في شرفها من كان في قلبه مرض فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا الأحزاب.
وحين تلتزم المرأة بهذه الوصايا فلا عليها أن تكون عنصراً فاعلاً في الحضارة إلى جانب الرجل، تشاركه في العلم والعمل والجهاد والتربية والدعوة، ولم يمنعها حجابها من كل ذلك، ولم يعق حركتها، ولم يعرقل مسيرتها.
إذن لماذا ضاق العلمانيون في تركيا، وفرنسا قبل ذلك ذرعاً بحجاب المرأة المسلمة فكشروا عن أنيابههم وأصدروا قراراً بمنعه؟ لماذا تضطهد العلمانية المرأة المسلمة المحجبة؟
أليس هذا من أحط ألوان الاستبداد!!
“إن الشعارات العلمانية الرائجة مثل الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، هي شعارات ظرفية تخدم الإنسان الأقوى وتوظف الآخرين لخدمته، وفي الوقت الذي تصبح خطراً عليه تداس بالأقدام وتُركل بالنعال، وظاهرة الحجاب مثال على ذلك”.
إن العلمانيين لا يرون في الحجاب الإسلامي مجرد قطعة قماش تستر شعر المرأة أو رأسها أو وجهها وإنما يرون في الحجاب اختزالاً للحضارة الإسلامية تغزوهم من جديد.
فـ”العلمانية لها قيمها المعلنة، والشرائع كذلك، وإذا كانت الشرائع تعد من يخرج عن عقائدها كافراً، فإن العلمانية كذلك تحكم عليه بالنفي والإقصاء أو التخلف والرجعية أو الإرهاب، فالعلمانية في هذه الحالة تتحول إلى دين علماني له قيمه وأصوله ورجاله بل وطقوسه أيضاً. والقول بأن العلمانية لا تنظر إلى نفسها على أنها مقدس يحرم المساس به ولذلك فهي تجدد نفسها وتصحح أخطاءها دائماً عبر صيرورة مستمرة، كلام جميل ومعسول، ولكن الدين كذلك يقول، فالإسلام يجدد نفسه دائماً “إن الله يبعث لأمتي على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها”.
فالعلمانية إذن دين متجدد، والإسلام أيضاً كذلك والفارق هو أن الإسلام له ثوابته التي لا تُمس بينما العلمانية تدعي أنها متلونة ولا ثوابت لها إلا الواقع بتغيراته وأنماطه المختلفة”.
لكن الإسلام لا يكره الناس على أن يمارسوا شعائره، فهم أحرار في دار الإسلام في ممارسة شعائرهم، والإسلام يحميهم، بينما العلمانية في دارها ترغم المسلمة على ممارسة الطقوس العلمانية في السفور والانحلال.
إن الموقف العلماني التركي من الحجاب لا يمكن تفسيره إلا كلون من الحسد، فلماذا المرأة المتدينة لا تزال تحتفظ بعفتها وإنسانيتها؟! لماذا لا تنخرط فيما انخرطت فيه المرأة المتعلمنة من إباحية ومجون؟
أجل إن التطهر قوة، والعفة قوة، والمنحرف يتمنى أن لو كان الناس جميعاً مثله وقد قيل قديما: “ودَّتِ الزانيُة لو كل النساء مثلها زَواني” حتى يتخلص من عقدة النقص والشعور بالغربة، فهو لا يحب أن يرى أناساً يتمتعون بقوة الإرادة وهو ضعيف، ولا أناساً سعداء وهو شقي، ولا يريد أن يرى أناساً يقاومون تيار الانحراف في الوقت الذي انخرط هو فيه، يريد أن ينجرف الجميع.
فللعلمانيين نقول:
أبحتـم تركـيا للوهم حـتى *** أصيبــت منه بالداء العضال
وسـافرتم بها سـفرا طويـلا *** إلى قيـــعان فسقٍ وانحلال
نقضـتم عروة الإسـلام فيها *** فوا أسـفا على الدّرر الغوالي
وحطـمتم خلافتها جهـارا *** فعاشت في اضطراب واعتلال
كمالكمو هو النقصان لكـن *** وهمتم فانخدعتـم بالكـمال
عليكم ذنب أمتنا فمــنكم *** بدا فيها النزول مـن المعـالي