في خطوة ربما تعيد بعض الحقوق المهدرة لمسلمي أوروبا، وبعد سلسلة من القوانين المعادية للإسلام عقيدة وللمسلمين كمجموعات دينية في أوروبا جاء هذا القرار الأخير ليرد بعض الحق للمسلمين هناك.
فقد أعلنت وزيرة الداخلية الهولندية اليزابيث سبيس أن السلطات الهولندية قد قررت التخلي عن مشروع القانون الخاص بحظر النقاب الذي أعدته الحكومة هذا العام وذلك -حسبما أعلنت الوزيرة- إكراما للمسلمين في هولندا.
واستغرقت المناقشات قرابة الثلاث سنوات حول هذا القانون وغيره من القوانين المقيدة للحريات والمتشددة تجاه الأجانب والتي قدمتها الحكومة في هولندا إرضاء وضمانا لعدم انسحاب خيرت فيلدز خاصة ولحزبه الحرية عامة؛ وذلك لضمان عدم انسحابه من الائتلاف الحكومي والذي كان يهدد دوما بتعريضها للانهيار لو انسحب منها.
فقالت الوزيرة وبحسب تعبيرها أن البرلمان الهولندي قرر حذف مثل هذه القوانين وإلقائها إلى “المزبلة” وأنه في القريب العاجل سوف يتم رفضه رسميا من قبل البرلمان.
ووضح تأثير وجود مثل خيرت فيلدز وأفكاره المتطرفة المعادية للكثيرين وعلى رأسهم المسلمين بالطبع، فظهرت نتائجها الواضحة في خلق حالة عدائية لكل الهولنديين وخاصة في العالم العربي والإسلامي .
وكان من أواخر ما خرج به فيلدز على الهولنديين كتابه الذي تحدث عن نشره والذي يوصف بكونه كتابا مسيئا للإسلام والمسلمين يحمل اسم “علامة للموت” ويهاجم فيه أيضا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويتهمه بمهادنة الإسلام والمسلمين!!
وفي خطوة استباقية وتحسبا لأي ردة فعل إسلامية بعد نشر الكتاب، فعلى الفور من نشر الأخبار المتعلقة بالكتاب وقبل صدروه بدأت عدة تحركات من الدبلوماسية الهولندية ومن رجال الدين فيها للتنصل من محتوى الكتاب ووصفه بأنه يحمل أفكار فيلدز فقط ولا يمثلهم بالرأي ولا التوجه.
فأعد الساسة الهولنديون مادة مرئية تسجيلية لنشرها في الدول الإسلامية والأوروبية باستخدام وسائل الاتصال الحديثة لإبراز انفصال هولندا عن أفكار فيلدز ليبينوا أن مسلمي هولندا جزء من النسيج الوطني.
ولعل هاتين الخطوتين من الساسة الهولنديين ما يخفف من إحساس المسلمين بالعدائية التي لا تستند على سبب أو ذريعة إلا لكونهم مسلمين.