فبعد حادث التبول على جثث الشهداء الأفغان وقتل دورية أمريكة 24 مدنيا عراقيا، أقدم جندي أمريكي مجددا على قتل 16 مدنيا أفغانيا بدم بارد.
نشرت صحيفة “الدايلي تلغراف” البريطانية تقريرا من إعداد (بين فارمر) مراسلها في كابول، عن حادث مقتل 16 مدنيا أفغانيا على يد جندي أمريكي.
وذكر التقرير أن الجندي الأمريكي، الذي لم تكشف هويته، خرج من قاعدته العسكرية في جنح الظلام وأخذ ينتقل من منزل إلى آخر وهو يطلق الرصاص مما أدى إلى مصرع الضحايا وبينهم نساء وأطفال.
وتنقل الدايلي تلغراف عن مسؤولين غربيين وصفهم للحادث بأنه “غير مسبوق” في تاريخ الصراع الذي امتد لعشر سنوات “وأدى إلى تأجيج المشاعر المعادية للغرب”.
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى حادث إحراق المصحف داخل قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان في شهر فبراير الماضي.
ويضيف التقرير أن الجندي الذي ارتكب الحادث غادر قاعدته العسكرية في منطقة بانجوايي حوالي الساعة الثالثة فجرا وتوجه نحو قريتي بالاندي والكوزاي. وتنقل الدايلي تلغراف عن امرأة من قرية الكوزاي قولها “لا توجد طالبان هنا، ليست هناك معركة دائرة هنا”.
وتضيف “لا ندري لماذا جاء هذا الجندي الغريب إلى هنا وقتل أفراد عائلتنا الأبرياء، إما أنه كان مخمورا أو أنه كان يتلذذ بقتل المدنيين”.
وحسب الدايلي تلغراف، فقد نفي مسؤولون عسكريون أمريكيون في كابول ما ذكره القرويون المقيمون في المنطقة من أن أكثر من جندي شاركوا في الحادث.
وتوعّدت حركة طالبان بالانتقام للمجزرة التي أقدم خلالها الجندي الأمريكي، مؤكدة أنها ستضاعف هجماتها ضد “الأمريكيين المتوحشين المرضى عقلياً”.
وقد أحصى أحد مراسلي وكالة فرانس برس 16 جثة في المكان الذي ارتكب فيه الجندي الأمريكي المجزرة التي أودت بحياة مدنيين في ولاية قندهار الجنوبية.
وقال الصحافي “دخلت إلى ثلاثة منازل وأحصيت 16 قتيلا بينهم طفلان ونساء ورجال مسنون”.
وروى “في أحد المنازل كان هناك عشرة أشخاص بينهم أطفال ونساء، قتلوا واحترقوا في إحدى الغرف. وكانت سيدة أخرى ممددة جثة هامدة عند مدخل المنزل”.
وأكد مراسل “فرانس برس”: “لقد قتلوا واحترقوا. رأيت طفلين على الأقل في الثانية أو الثالثة من العمر ميتين”.
من جهته أدان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي المجزرة “التي لا تغتفر” والتي ارتكبها الجندي الأمريكي. وقال في بيان: “إن الحكومة سبق ودانت مرارا العمليات التي تجري تحت اسم الحرب على الإرهاب والتي توقع خسائر في صفوف المدنيين. إلا أنه عندما يقتل أفغان عن عمد من قبل قوات أمريكية، فهذا يعني اغتيالا وعملا لا يغتفر”.
وأشار تنظيم طالبان في بيان له إلى أن “الإرهابيين الأمريكيين يبحثون عن أعذار لمرتكب هذه الجريمة غير الإنسانية من خلال الادعاء أنه مريض عقلياً، إذا كان مرتكب هذه المجزرة مختلا عقلياً فعلاً فهذا دليل على انحراف أخلاقي جديد للجيش الأمريكي لأنه يسلح مجانين في أفغانستان يستخدمون دون تفكير أسلحتهم ضد أفغان عزل”.
وأظهر استطلاع رأي أجرته شبكة “ايه بي سي نيوز” وصحيفة “واشنطن بوست” أن 60% من الأمريكيين يعتبرون أن الحرب في أفغانستان لا تستق الخسائر التي تتسبب بها، فيما تؤيد نسبه مماثلة تقريباً انسحاباً مبكراً للقوات الأمريكية من هذا البلد.
وبحسب الاستطلاع فإن 54% من المستطلعين يؤيدون انسحاب القوات الامريكية من أفغانستان حتى ولو لم يكن الجيش الأفغاني مهيأ بعد لتولي المسؤوليات الأمنية، ويؤيد هذا الموقف 60% من الديمقراطيين والمستقلين و40% من الجمهوريين.