كشف تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في يونيو 2011 عن حلقة جديدة من حلقات الانحلال الأوربي؛ حيث أعلن عن تعرض أكثر من 29 مليون مسن في أوروبا للتعذيب وسوء المعاملة في 53 دولة أوروبية سنويا، لدرجة تصل إلى مقتل 2500 شخص على أيدي ذويهم
لايزال الباحثون الإسلاميون يتحدثون عن سقطات المجتمع الأوربي الأخلاقية؛ ولا يزال الكثيرون يوقنون بوجود نسبة كبيرة من الانحلال الأخلاقي في المجتمع الأوربي على مستويات شتى، سواء أكان على مستوى المرأة وانحلالها السلوكي؛ أو على مستوى العلاقات الأسرية وتفككها؛ أو على مستوى معاملة الكبار والاهتمام بهم.
ويبرز أمام الأوربيين الآن النموذج الإسلامي كنموذج مقارن على المستوى الأخلاقي؛ حيث يزيد الاهتمام بكبار السن والآباء والأمهات في الدول الإسلامية عن نظيرتها الأوربية بنسبة تزيد عن 5-1 بحسب إحصائيات رسمية؛ وهي نسبة كبيرة جدا تبين قيمة الفارق الذي يتأثر بالأفكار الموروثة والاعتقادات الشخصية والارتباط بالأوامر الدينية.
وقد أمر الشرع الإسلامي بالوالدين وبرهما أمرا مؤكدا؛ وأمر برعاية الكبير وتقديره؛ كما أمر برحمة كبار السن واحترامهم ومعونتهم والاستفادة من خبرتهم وعلمهم.
وبالأمس القريب كشف تقرير منظمة الصحة العالمية عن حلقة أخرى من حلقات هذا الانحلال الأوربي حيث أعلن عن تعرض أكثر من 29 مليون مسن في أوروبا للتعذيب وسوء المعاملة، لدرجة تصل إلى مقتل 2500 شخص على أيدي ذويهم.
ويعتبر هذا التقرير علامة سلبية بالدليل الواقعي وباعتراف دولي بأن أوربا لاتزال متخلفة في هذا الجانب بجانب المجتمعات الإسلامية، وتسبب التقرير في إثارة الخوف داخل المجتمع الأوروبي، خاصة أن الشيخوخة فى أوروبا تتزايد معدلاتها بصورة كبيرة، وتصل في بعض الدول من 15 إلى 20% من تعداد السكان، وستصل إلى 50% عام 2035.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت في تقريرها الصادر في شهر يونيو 2011 أن 29 مليون شخص من المسنين هم ضحايا التعذيب وسوء المعاملة في 53 دولة أوروبية سنويا، ويتعرض 4 ملايين من هؤلاء إلى الضرب بالركل، والطعن بالآلات الحادة، أو الحرق. ومليون منهم يتعرضون للاغتصاب أو إساءة المعاملة جنسيا، و6 ملايين يتعرضون إلى السرقة والاحتيال، والمتخلفون عقليا أو المجانين والمعاقون من المسنين أكثر الفئات عرضة للضرب والتعذيب، ويزداد ذلك في المجتمعات الأكثر فقرا، وبقية العدد يتعرضون للسب والاعتداء اللفظي.
وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية سوزانا جاكاب: إن هذه الأرقام الأوروبية مروعة للغاية وستدمر حياة المسنين وتؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، لأنهم يتعرضون للإيلام وهم في مرحلة ضعف جسدي ونفسي، مشيرة إلى أنه غالبا ما يتم تجاهل المشكلات التى يعاني منها هذا القطاع من المسنين. وطالبت الحكومات الأوروبية بضرورة التحرك الجاد وجمع البيانات وتقديم المساعدة للمسنين، وتشديد العقوبات على من يرتكب مثل هذه الجرائم.اهـ
من جانب آخر تحدثت تقارير دولية عن تقدم أخلاقي ملحوظ في الدول العربية التي قامت فيها الثورات الأخيرة، حيث عملت الثورات بدورها على إنعاش المبادىء والقيم الإسلامية داخل تلك الدول، ولاحظت تلك التقارير أن حالة واسعة من الاحترام المتبادل بدأت تسود الأوساط الشعبية في الشارع في مصر وتونس بالخصوص؛ وأن هناك صيحات ودعوات مماثلة في تعديل المنظومة الأخلاقية في البلاد التي لايزال الشارع فيها ثائرا كاليمن وسوريا وليبيا.