أهل البيت يهدمون دين الشيعة الإمامية )الموقف من الصحابة( إبراهيم الصغير

من أكبر ادعاءات الشيعة وأعظم افتراءاتهم، ادعاؤهم الكاذب حب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وموالاتهم واتباعهم، وهي شعارات استغلها واضعو دينهم لشرعنة التشيع والتأثير في الناس لاعتناقه.

وهي خدعة على عظم مكرها لم تنطل على المسلمين الموحدين، ممن يعرفون حقيقة آل البيت، وقوة إسلامهم، وسلامة عقيدتهم، ويعرفون ما عليه الشيعة الإمامية من عقائد باطلة تخالف دين الإسلام، وتريد تشويه هؤلاء الأعلام.

فما رأي الأئمة من آل البيت فيما عليه الشيعة الإمامية من عقائد فاسدة؟

بنظرة سريعة في عقائد الشيعة الإمامية نجدهم أحدثوا العديد من العقائد والآراء المخالفة لدين الإسلام، من قبيل القول بالبداء، التقية، الغلو في الأئمة، المتعة، القول بتعرض القرآن للتحريف، القول بتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين… إلى غير ذلك من العقائد التي كان من أوائل من تصدى لها الأئمة من آل البيت، الذين حذروا منها وبينوا حقيقة مروجيها من الشيعة المبطلين.

وهذا ما سنبينه -بحول الله وقوته- في هذه السلسلة:

  • الطعن في الصحابة

لما أراد المهندس الأول للتشيع عبد الله ابن سبا وضع أسس هذا الدين الجديد، اصطدم بجدار صلب يتمثل في مكانة الصحابة في دين الإسلام والحلقة المهمة التي يشكلونها في مسلسل التبليغ النبوي، فابتكر مصطلح البراءة من أعداء أهل البيت، الذي اقتضته فلسفة المظلومية، للطعن في الصحابة الكرام، ومحاولة هدم الإسلام من الداخل والطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم من بوابة الطعن في أصحابه، وألبسها لبوس التدين لتصبح عقيدة راسخة في نحلته الجديدة المخترعة.

العقيدة التي ما إن وسوس بها إلى المخلصين من تلامذته من معممي الشيعة، حتى تلقفوها بعناية فائقة، وطوروها، ونموها بالكذب والتدليس بعد أن نسبوها للأئمة من آل البيت كذبا وافتراء.

في محاولة للتلبيس على العوام، ومن لا يعرف حقيقة الشيعة، حتى تختلط عليهم الآراء ويظنوا أن ما يقوله الشيعة في الصحابة صادر عن الأئمة من آل البيت.

ولتجلية هذا الغموض وكشف هذا اللبس، أقدم بين يديك -أيها القارئ الكريم- عقيدة الشيعة في الصحابة ومكانة هؤلاء الأخيار عن أهل البيت الأطهار، للحكم والتمييز.

عقيدة الشيعة في الصحابة

ينظر الشيعة إلى الصحابة نظرة عدائية، من عداوة الإسلام وأهله التي نشا عليها دينهم، فهم يكفرون جميع الصحابة إلا نفرا يسيرا منهم، ويطعنون فيهم، ويحكمون عليهم بالردة وبالتالي الخلود في النار. وهي خرافات تخالف العقل والنقل في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يدعي العياشي في تفسيره أن أبا جعفر عليه السلام قال: (كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ قال: “المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي).

ويقول الشيعي مرتضى محمد الحسيني النجفي: (إن الرسول ابتلى بأصحاب قد ارتدوا من بعده عن الدين إلا القليل)[1].

ويقول الشيعي محمد جميل حمود العاملي: بعدما أخضع ما سرد من نصوص لهواه: (فتحصل مما تقدم: أن عائشة خائنة للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في عقيدته، وخائنة له في فراشه)[2].

يقول القمي: (مما يدل على إمامة أئمتنا الإثني عشر أن عائشة كافرة مستحقة للنار، وهو مستلزم لحقية مذهبنا وحقية أئمتنا الإثني عشر)[3].

ويضيف الشيعي البحراني: (على أنا لا نسلم أنها في حياته صلى الله عليه وسلم كانت من المنافقين، لجواز كونها مؤمنة في ذلك الوقت، وإن ارتدت بعد موته صلى الله عليه وسلم، كما ارتد الجم الغفير المجزوم بإيمانهم سابقًا)[4].

بعدما اخترع الشيعة مصطلح المظلومية، ونجحوا في توظيفه، صنعوا له أفكارا تتماشى واحتياجاته، من قبيل العداوة التي ادعوا أنها كانت بين الصحابة وآل البيت، والتي قادتهم لإصدار مثل هذه الأحكام في حقهم.

 

موقف أئمَّة أهل البيت من الصحابة

لقد عاش آل البيت والصحابة حياة محبة قوية وقرابة متينة، مبنية على تبادل الاحترام والتقدير، وإنزال كل ذي قدر قدره، فحفظ كل منهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآخر، فتخالطوا وتصاهروا وسموا أبناءهم بأسمائهم تيمنا وانتسابا.

فتزوج صاحب البيت من عائشة بنت أبي بكر الصديق، وحفصة بنت عمر الفاروق، الذي تزوج من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وزوج النبي صلى الله عليه وسلم بنتيه لعثمان بن عفان.

وسمى علي بن أبي طالب، وابنه الحسن، اثنين من أبنائهما بأبي بكر وعمر، وعثمان.

وسمى موسى الكاظم بن جعفر الصادق، وابنه، وعلي الرضا بن موسى الكاظم، وعلي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بناتهم باسم عائشة.

وسمى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنه بمعاوية.

فهل يعقل أن يسمي آل البيت أبناءهم بأسماء أعدائهم؟ أو أن يصاهروا ظالميهم؟
———————————-
[1] – السبعة من السلف، ص:7.
[2] – خيانة عائشة بين الاستحالة والواقع، ص:115.
[3] – الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين، ص:615.
[4] – الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب، ص:236.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *