أبو علي الحسن بن رحّال المعداني ت 1140

هو أبو علي الحسن بن رحال بن أحمد بن علي التدلاوي المعداني، وقد أنجب الحسن بن رحّال كثيرا من الأولاد استأثر الموت ببعضهم، أنجبهم من عدة زوجات، لأنه كان مزواجا مطلاقا، كما قال الشيخ عبد الله كنون رحمه الله في نبوغه.
شيوخه:
أخذ ابن رحال عن كير من الأعلام الذين كانت تزخر بهم بلاد المغرب آنذاك وكان لهم نشاط علمي في رحاب جامع القرويين وغيرها، ومن أشهر شيوخ الحسن بن رحال: أبو علي نور الدين الحسن بن مسعود اليوسي (ت 1102هـ)، وأبو محمد عبد السلام بن الطيب بن محمد الحسن القادري الحسني الفاسي (ت1110هـ)، أبو عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي (ت1116هـ)، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي القاسم بن سودة الفاسي القاضي (ت1076هـ)، وأبو عبد الله محمد بن الحسن المجاصي القاضي الخطيب (ت1103هـ)، وعلي المراكشي، وأبو مدين قاضي مكناسة الزيتون، وعبد القادر بن علي الفاسي.
تلاميذه:
تولى أبو علي بن رحال التدريس بالمدرسة المتوكلية من طالعة فاس، وكان رحمه الله ينتصب للتدريس وإلقاء الدروس من الشروق إلى الزوال، بنشاط متواصل دون أن يعتريه ضجر أو ملل، محللا المسائل، مجيبا عن الأسئلة حتى وسموه ب (صاعقة العلوم والتدريس، ونادرة الزمان في دفع الأوهام والتلبيس).
والمعروف من تلاميذه الكثيرين منهم:
أبو القاسم بن سعيد العميري الجابري المكناسي القاضي الشاعر المشتغل بالتاريخ والسيرة النبوية (ت 1178هـ)، وأبو زيد عبد الرحمن بن محمد الجامعي الفاسي، وأبو البقاء محمد يعيش الشاوي الرغاوي القاضي توفي قتيلا بفاس سنة 1150هـ، وأبو عبد الله محمد بن المبارك الورديغي (ت1154هـ)، وأحمد بن المبارك السجلماسي، وأبو الحجاج يوسف المجيلدي، وأبو عبد الله محمد بن محمد البكري الشاذلي الدلائي، وأبو عبد الله محمد بن عبد الصادق الدكالي (ت1175هـ)، والكبير السرغيني.
وقد أفاد القادري في نشر مثانيه أن ابن رحال كان دؤوبا على تدريس “مختصر خليل” وأن مجلسه كان غاصا بالطلبة الذين يدفعهم الشغف إلى مزيد الاستفادة من فيض علومه وواسع معرفته.
صفاته
يتمتع ابن رحال بأخلاق كريمة نبيلة، تحدث عنها معلصره المؤرخ أبو عبد الله بن الطيب القادري، فقال: “كان كثير الإنصاف والتواضع، سليم الصدر كريم الأخلاق حلو المداعبة، بعيدا عن التصنع، مصيبا في الكلام، مفضالا جوادا”.
كما تحدث القادري عن نشاطه العلمي، ومواصلته القراءة والتعليم في أدب لا يعرف الونى وحرص لا يعرف الكلل، وتعجب من ظاهرة عنده مخالفة للعادة الجارية في حياة الناس وهي شهيته المتفاقمة إلى الطعام، دون أن يؤثر ذلك في نشاطه البدني وقواه الذهنية، قال القادري: “كان يعجبه التنعم بالأكل، وكان له بذلك إعانة على المطالعة والتدريس…وكان مع ذلك قليل النوم، فكلما داوم الأكل زادت قواه في المطالعة، وهذا أمر عجيب لمخالفته للعادة في ذلك، فقد اتفق الأطباء على أن كثرة الأكل تورث كثرة النوم، وقلته تورث السهرـ فكان رحمه الله لا ينام إلا قليلا ولا عجيب من قدرة الله”.
قال عبد الرحمن بن زيدان في اتحافه قال بعضهم: بات عنده ضيف فأتى بطعام كثير في إناء كبير يشبع جماعة من الناس فأكل الضيف مثل عادته، وأكل المترجم جميع الطعام الذي بقي، وشرب ما يناسبه من اللبن العقيد، وبقي الضيف متعجبا، وبات يطالع إلى طلع الفجر فصلى الفجر والصبح، ثم جلس للمطالعة إلى أن خرج للتدريس فجلس يدرس إلى الزوال على عادته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *