الصهيونية

في المقال السابق تطرقنا لأفكار ومعتقدات الصهيونية، وفي هذا المقال سنتطرق لتتمة الأفكار والمعتقدات الصهيونية ثم الجذور الفكرية والعقائدية لها وأماكن انتشارها ومواقع نفوذها.
تتمة الأفكار ومعتقدات
يقولون: لا بد من الانتفاع بالعواطف المتأججة لخدمة أغراضنا عوض إخمادها، ولا بد من الاستيلاء على أفكار الآخرين وترجمتها بما يتفق مع مصالحنا بدل قتلها.
يقولون: سنولي عناية كبرى بالرأي العام إلى أن نفقده القدرة على التفكير السليم ونشغله حتى نجعله يعتقد أن شائعاتنا حقائق ثابتة، ونجعله غير قادر على التمييز بين الوعود الممكن إنجازها والوعود الكاذبة، فلا بد أن نكوّن هيئات يشتغل أعضاؤها بإلقاء الخطب الرنانة التي تغدق الوعود، ولا بد أن نبث في الشعوب فكرة عدم فهمهم للسياسة، وخير لهم أن يدعوها لأهلها.
يقولون: سننشئ “إدارة الحكومة العليا” ذات الأيدي الكثيرة الممتدة إلى كل أقطار الأرض والتي يخضع لها كل الحكام.
يقولون: يجب أن نسيطر على الصناعة والتجارة ونعود الناس على البذخ والترف والانحلال، ونعمل على رفع الأجور، وتيسير القروض ومضاعفة فوائدها، عند ذلك سيخر الأمميون ساجدين بين أيدينا.
يقولون: في الرسميات يجب علينا أن نتظاهر بنقيض ما نضمر، فنستنكر الظلم وننادي بالحريات ونندد بالطغيان.
يقولون: إن الصحافة جميعها بأيدينا إلا صحفاً قليلة غير محتفل بها، وسنستعملها لبث الشائعات حتى تصبح حقائق، وسنشغل بها الأمميين عما ينفعهم ونجعلهم يجرُون وراء الشهوة والمتعة.
يقولون: الحكام أعجز من أن يعصوا أوامرنا لأنهم يدركون أن السجن أو الاختفاء من الوجود مصير المتمرد منهم فيكونوا طاعة لنا وأشد حرصاً ورعاية لمصالحنا.
يقولون: نحن الذين وضعنا طريقة التصويت ونظام الأغلبية المطلقة ليصل إلى الحكم كل من نريد، بعد أن نكون قد هيأنا الرأي العام للتصويت عليهم.
يقولون: سنفكك الأسرة وننفخ روح الذاتية في كل فرد ليتمرد، ونحول دون وصول ذوي الامتياز إلى الرتب العالية.
يقولون: لا يصل إلى الحكم إلا أصحاب الصحائف السود غير المكشوفة، وهؤلاء سيكونون أمناء على تنفيذ أوامرنا خشية الفضيحة والتشهير. كما نقوم بصنع الزعامات وإضفاء العظمة والبطولة عليها.
يقولون: ستكون كل دور النشر بأيدينا، وستكون سجلات التعبير عن الفكر الإنساني بيد حكومتنا وكل دار تخالف فكرنا سنعمل على إغلاقها باسم القانون.
يقولون: ستكون لنا مجلات وصحف كثيرة مختلفة النزعات والمبادئ وكلها تخدم أهدافنا.
الجذور الفكرية والعقائدية
الصهيونية قديمة قدم التوراة نفسها وهي التي أججت الروح القومية عند اليهود منذ أيامها الأولى. وحركة هرتزل إنما هي تجديد وتنظيم للصهيونية القديمة.
تقوم الصهيونية على تعاليم التوراة المحرفة والتلمود. ولكن لا بد من الإشارة إلى أن عدداً من زعماء الصهيونية هم من الملاحدة، واليهودية عندهم ليست سوى ستار لتحقيق المطامع السياسية والاقتصادية.
تعتبرُ أكثرية من اليهود التلمود دستوراً دينيًّا لهم، وهو مؤلف من بحوث أحبار اليهود وفقهائهم، وقد رسموا فيه الحدود لكل جوانب الحياة الخاصة والعامة، وقد دون فيه من الأحكام والتعليمات ما يبرر وضعهم الاجتماعي والسياسي، وما يغرس في نفوسهم ونفوس أجيالهم اللاحقة احتقار المجتمع البشري، وحب الانتقام منه، وأكل أموال الناس بالباطل، والسطو على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم، واستنـزاف دماء غير اليهود لاستعمالها في بعض المناسبات الدينية، حيث يستعمل الدم البشري بوضع نقط منه على فطير الفصح أو غيره.
الانتشار ومواقع النفوذ
الصهيونية هي الواجهة السياسية لليهودية العالمية، وهي كما وصفها اليهود أنفسهم (مثل الإله الهندي فشنو الذي له مائة يد) فهي لها في جل الأجهزة الحكومية في العالم يد مسيطرة موجهة تعمل لمصلحتها.
وهي التي تقود الكيان الصهيوني وتخطط له.
والماسونية تتحرك بتعاليم الصهيونية وتوجيهاتها وتخضع لها زعماء العالم ومفكريه.
للصهيونية مئات الجمعيات في أوروبا وأمريكا في مختلف المجالات التي تبدو متناقضة في الظاهر لكنها كلها في الواقع تعمل لمصلحة اليهودية العالمية.
هناك من يبالغ في قوتها مبالغة كبيرة جداً، وهناك من يهون من شأنها، والرأيان فيهما قصور، على أن استقراء الواقع يدل على أن اليهود الآن يحيون فترة علو استثنائية.
يتضح مما سبق
أن الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمي لحكم العالم كله من خلال دولة اليهود في فلسطين، واسمها مشتق من اسم جبل صهيون في فلسطين، وقد قامت على تحريف تعاليم التوراة والتلمود التي تدعو إلى احتقار المجتمع البشري وتحض على الانتقام من غير اليهود. وقد قنن اليهود مبادئهم الهدامة فيما عرف ببروتوكولات حكماء صهيون التي تحوي بحق أخطر مقررات في تاريخ العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *