مـجـــرد ســـــؤال: ماذا لو كانت هناك حملة من أجل الدفاع عن أمنا عائشة رضي الله عنها مثل الحملة مع الأخ المناضل مصطفى ولد سلمى..؟ ذ: محمد بوشنتوف

إن الدفاع عن ولد سلمى واجب شرعي وواجب وطني وواجب إنساني… جميل أن تتكاتف الجهود لفك اعتقاله، و أن تتعاون كل الجمعيات ووسائل الإعلام ورجال القانون للدفاع عنه، فمصطفى ولد سلمى هو لنا أخ، لكن المستغرب أن تتخلف كل هذه الحشود عن نصرة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنها ليست لهم بأم… 

تزامن اعتقال الأخ مصطفى ولد سلمى كما -أشرنا- مع حدثين عظيمين على قلوب الموحدين والمنتمين إلى أهل السنة والجماعة وهما:
1- التهديد بإحراق المصحف الشريف، دستور المسلمين، و كلام رب العالمين، سور وآيات نزلت على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، شَرُفَ بها أمين وحي السماء، وعايشها الصحابة الكرام لحظة بلحظة، يحفظونها ويتدارسونها ويعملون بها، فأنار الله بها القلوب وهدى بها الحيارى، غير أن قلوبا غلب عليها الران، وعقولا لوثتها فلسفة الزمان، رأت أن القرآن الكريم كتاب ضلال، وعنصرية ودموية و قتال، فعزم النكرة منهم على حرقه، وجعله يوما عالميا لطمسه.. ولما ثارت الأمة، وتكلم علماء الهمة، خرج علينا كبراؤهم يخبروننا أن النكرة معتوه مجنون مخبول، ما قصد ما يقول.! لكن المصحف الشريف أُحرق في غير ما بلد وصُورَ ذلك ونُشر في مواقع اليوتوب.
2- إقامة حفل في لندن فرحا لموت أمنا عائشة رضي الله عنها، و سبها واتهامها والإخبار بأنها في النار تأكل من لحمها..!
ولما ثار ما بقي من الأمة، وتكلم علماء همة الهمة، خرج علينا مرشد الروافض ينهى عن سب رموز أهل السنة (أي أن السيدة عائشة رضي الله عنها ليست من رموزهم) واتَهَمَ بعضُ الشيعة ياسرا -حبيبهم- بأنه رجل معتوه مخبول، و ما كان ينبغي أن يجهر بذلك، مادام دينهم قائم على التقية..!! ولعل التشابه في تصريحات كبراء الروافض والنصارى واليهود نابعة من اعتقاد واحد، وعداء أوحد للإسلام والمسلمين.
ياليت حملة “نُصرة الأخ المظلوم” كانت للأم المظلومة أيضا:
بعد رجوعه من السمارة والندوة الصحفية الناجحة التي أقامها، تم اعتقال الأخ المناضل مصطفى ولد سلمى، في سياسة واضحة لتكميم الأفواه التي تبغي جمع شمل المغاربة وكذا محاصرة العقول التي ضُللت لسنوات طوال في المخيمات.. وقد دخلت الحكومة الجزائرية على الخط كعادتها لتُزَين للبوليساريو باطل الاعتقال، وتحشد إعلامها من أجل نصرة التفرقة الحالقة وقطع الأرحام.. وكرد طبيعي لما حصل قامت مجموعة من الجمعيات -إن لم أقل كلها- والهيئات الحقوقية و وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية بالدفاع عن مصطفى ولد سلمى، ولأن الحملة سُخرت لها كل الجهود فقد وصل صداها إلى خارج الوطن، حيث احتشدت الجماهير أمام سفارات الجمهورية الجزائرية في العالم، وأُسمع صوت الحملة في كل المنتديات الدولية مما نتج عنه تصريحات من بعض دول العالم منددة بالاعتقال ومُدينة لسياسة الحكومة الجزائرية.
إن الدفاع عن مصطفى ولد سلمى واجب شرعي فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما) وواجب وطني فالرجل أَحَبَ أن ينقل الصورة الحقيقية عن المغرب إلى المخيمات لا كما يُرَوَّجُ لها في تندوف، وواجب إنساني وجب أن يُرفع في وجه كل قوى الاستكبار والتعذيب والدموية و هدم بناء الإنسان.
لكن ما حز في نفسي وكسر خاطري أن تُهان سيدة السيدات و أُمُ الأمهات ويرقص الروافض على موتها فرحا، يتلذذ شيطانهم بسبها والانتقاص منها ووصمها بالزنى والفجور… خنقتني العبرات، ودارت بي الدنيا ولم تسعني دموع الناس كلهم يوم بحثت عن جمعية واحدة تدافع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجد.. يوم حَملَقتُ في شريط الأخبار الأحمر بالقناة المغربية وأخواتها فلم أعثر على جملة ولو يتيمة تَغضَبُ للأم المظلومة، وكنت أسمع بالمظاهرات والوقفات والخطابات والندوات واللقاءات، لكن سرعان ما أتجرع خَيْبتي، فعائشة رضي الله عنها ليست بحاضرة في كل هذه التجمعات..!
وإذا كانت وزارة الأوقاف قد بَرَأَت نفسها بخصوص إحراق نسخ من المصحف الشريف بنشرها لبيان مُنَدد في 29 رمضان 1431هـ- 9 شتنبر 2010م، لكنها ما فعلت شيئا بخصوص سبِّ أم المؤمنين رضي الله عنها، ومن دخل إلى موقع الوزارة وكتب اسم عائشة في محرك البحث سيفاجئ ببلاغ قديم فقط في 9/21/2008 والمتعلق بزواج البنت الصغيرة..! أما الوزارات الأخرى ظلت صامتة و كَأَنَ الأمر لا يعنيها أو أن أمنا عائشة رضي الله عنها ليست لهم بأم، وكان حريا بوزارات عباس الفاسي وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم، أن ترسل مذكرة تهيب فيها بأطرها أن يُعَرفوا أبناءنا في المؤسسات التعليمية بأم المؤمنين وحبيبة الحبيب الحَصَان الرزان، وكذا التحذير من اعتقاد الشيعة الروافض… بدل المذكرات التي أرسلتها -تزامنا مع الحدث- من قبيل الحث على تكثيف الأنشطة الخاصة باليوم العالمي لمحاربة الانتحار (10 شتنبر) واليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون (16 شتنبر) ويوم بدون سيارات (22 شتنبر) واليوم العالمي للمسنين (1أكتوبر) واليوم العالمي لللاعنف ( 2أكتوبر) واليوم العالمي للحيوان ( 4أكتوبر) واليوم العالمي للمعايير ( 14أكتوبر)..!
وإذا كانت الجهات الرسمية مررت حدث إهانة بيت الرسول صلى الله عليه و سلم بهذا البرود واللامبالاة، وإذا كانت قنواتنا تخلفت عن قيادة حملة الدفاع عن أم المؤمنين، وهي مازالت -كما عودتنا- غارقة في سهران مْعَاك الليلة ونَغْمَة وا تَايْ و دْرَامَا التفاهة، فإن أمهات مغربيات قد يكن أُمّيات و بسيطات جدا. لكنهن ما فوتن هذا الحدث، واحتفلن يوم السابع من عقيقة بناتهن بميلاد عائشة جديدة، تتشبه بالصديقة بنت الصديق، فأقسام الحالة المدنية وتسجيل الولادات في أغلب ربوع المملكة شاهدة على كثرة هذا الاسم الفاضل الشريف مذ بدأت الإساءة لصاحبته رضي الله عنها.. فَعُلمَ مما سبق أن أمية الكتابة و القراءة ما كانت في يوم من الأيام عائقا عن حب الدين ورموزه والدفاع عنه ولو بأبسط الوسائل والتي عجز عنها من يُتْقنون السبع لغات وتخرجوا من الجامعات. وأتْعَبُونا بالحديث عن البَرْمَجَة والجَدْوَلَة و المَأْسَسَة وكلها على وزن العلمنة.
فإلى كل من شارك في نصرة الأخ مصطفى ولد سلمى والتعريف بقضيته العادلة حتى منّ الله عليه بالسراح الجميل أقول: أما حان الوقت -بَعْدَ أن تَخَلَفْتَ عن نصرة أمك رضي الله عنها- أن تسارع إلى الدفاع عنها ومحاكمة رافضي -أساء إليها- دوليا و بقوانينهم؛ لإهانته لدين سماوي ودعوته للعنصرية. أما آن لكل من يعتبر عائشة رضي الله عنها أُمًا له، أن ينتصر لأمه التي اتهمت في عرضها حتى لا يوصف بالعاق والديوث.
قال تعالى: “إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” سورة التوبة 40

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *