ليس من حقنا أبدا ونحن نعيد فتح النقاش حول ملف إغلاق دور القرآن الكريم أن نغفل عن الدور الخطير الذي لعبته العلمانية وصحافتها لتشويه صورة الجمعيات التي كانت تعنى بتحفيظ القرآن الكريم، والنيل من كل العلماء والمصلحين الذين يحاربون المد العلماني ويحولون دون اكتساحه مزيدا من المجالات سواء على المستوى الوطني أو العربي أو الدولي أيضا.
فحين نرجع بذاكرتنا لأكثر من سنتين ونصف إلى الوراء؛ نتذكر كيف كانت الصحافة العلمانية تتناول هذا الملف المفبرك؛ وكيف كانت تكيل القذف والسب والشتم والتهم والأحكام الجاهزة؛ وكيف كانت ترمي بالرجعية والظلامية والإرهاب ونشر ثقافة الحقد والكراهية والكبت الجنسي..لا للدكتور المغراوي وحده؛ بل لكل سلفي اختار عن إيمان وقناعة أن يعيش حياته وفق كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فقد كشرت الصحافة العلمانية يومها عن أنيابها وأخرجت مكنون صدرها؛ وحري بكل متتبع لهذا الملف أن يسترجع شريط افتراءاتها وقاموسها العفن المشحون بالحقد والكراهية والإقصاء؛ حتى يأخذ العبرة ويتبين له بالحجة والبرهان أن ما سمي بـ”زواج الصغيرة” قضية مفتعلة وزوبعة في فنجان؛ كانت الغاية من ورائها النيل من الجمعيات التي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم وإبادة كل من يحول دون انتشار العلمانية واتساع دائرتها.
ونورد فيما يلي جملة مما تناقلته الصحافة العلمانية يومها؛ حتى نضع الأمور في نصابها؛ ويتضح لنا أخلاقيات المهنة والمصداقية التي تتمتع بها الصحافة العلمانية في بلدنا!!
الأحداث المغربية (ع: 3529-3530)
– إقدام الداخلية مؤخرا على إغلاق الشبكات العنكبوتية لهذا الوباء الفوضوي المدمر، يبين أن الداخلية كانت تغمض أعينها عن هذه المشاتل المسماة زورا بـ”دور القرآن”، ولا يخفى على أحد الأدوار التي تلعبها “دور القرآن” هذه..
– واللافت للانتباه هو أن المهربين الدينيين اللاعبين في الساحة السياسية وعلى عادتهم نهضوا في جريدتهم للدفاع عن إغلاق ما يسمونه بـ “دور القرآن” وتحدثوا عن “تضرر الناس” من هذا الإغلاق الذي “سيضيع أبناءهم”..
– “احذروا دور الانغلاق واحظروها”.
– لقد تساهلت الدولة وتغافلت كل أجهزتها عن استفحال أنشطة التضليل التي تقوم بها دور الانغلاق التي تسمى بهتانا “دور القرآن” والتي تتلقى تمويلا خارجيا لا يخضع للمراقبة..
– هذه المدارس المسماة دور القرآن والتي تتخذ من تحفيظ القرآن الكريم ذريعة لنشر أفكار مذهبية خارجية ذات ارتباطات مشرقية، والأفكار والمبادئ التي تروجها وتربي عليها طلبتها أقرب ما تكون إلى ما يتبناه الطالبان الأفغان…
جريدة الاتحاد الاشتراكي (ع: 8962)
– أبو جهل مزيد ومنقح.
– يستطيع فقهاء الغريزة أن يجعلوا الدين، بسهولة في خدمة “البيدوفيليا” اليوم..
– ..الفقهاء عندما يكونون في الظلام يتشابهون كالقطط..
جريدة بيان اليوم (ع: 5532-5537)
– منذ مدة والحبل متروك على الغارب لفقهاء الظلام، لكي يستحوذوا على عقول وألباب البسطاء من شعبنا، وحقنها بما لذ وطاب من أفكار الجمود والتعصب والكراهية ونبذ الآخر وتكفير الدولة والمجتمع والناس، وجرها إلى أتون التطرف والإرهاب..
جريدة الصباح (ع:2615)
– اعتبرها البعض تحريضا على الفساد وانتهاك أعراض الأطفال والقاصرين باسم الدين والشريعة الإسلامية..
– خصوصا أولئك المتعطشين إلى “نهش أعراض الفتيات البريئات، ومرضى الشذوذ الجنسي”..
مجلة “نيشان” البائدة (ع:165)
– “البيدوفيليا” بالعلالي!
– الشيخ ذو اللحية الطويلة والأفكار القصيرة..
– هؤلاء الذين يريدون العودة بنا إلى عصر أبي لهب..
النهار المغربية ع: 1348
– ويبقى أحسن قرار اتخذ بهذا الخصوص هو إغلاق موقعه الالكتروني و”الدكاكين” القرآنية التابعة له والبعيدة عن الرقابة.
المشـعـل ع: 183
– “سي .إن .إن” تهلل لإغلاق كتاتيب تابعة لمفتي زواج بنت التاسعة.
– بعد أن صامت على أخبار المغرب لمدة تزيد عن السنة، هاهي قناة “سي .إن .إن” الأمريكية المقربة من “البنتاغون” تعلق على قرار إغلاق عشرات الكتاتيب القرآنية التابعة للشيخ المغراوي المفتي بزواج بنت التاسعة.
القناة الثانية 2M
أما القناة الثانية 2M فقد كان القائمون على قسم الأخبار ينتظرون وهم يعدون تقريرهم حول ما أسموه بـ”زواج الصغيرة” نتيجة غير التي توصلوا إليها؛ فلما خاب ظنهم وخيبتهم تصريحات أهل الاختصاص لم يجدوا بدا من الخروج عن الحياد الإعلامي والموضوعية، فقرروا إعلان الحكم المسبق من قبل مذيع الأخبار بقوله: “هناك من يريد بناء هذا الوطن عبر تربية النشء ومحاربة الأمية والهدر المدرسي، خاصة لدى الفتيات، وهناك من يريد العكس، حيث أجاز أحد الشيوخ لنفسه إصدار فتوى يجيز فيها زواج الفتاة في سن التاسعة من عمرها، ما أحدث صدمة للرأي العام الوطني وخلف ردود أفعال منددة لدى المنظمات الحقوقية”.
فقد سجلت القناة الثانية التي تمول من المال العام مع الدكتور محمد المغراوي مادة بلغت (7 دقائق) ولم يذيعوا في تقريرهم إلا (24 ثانية) أي بنسبة (5.7 (% واختاروا بعناية فائقة مقطعا مبتورا يخدم توجههم ولا يعطي للمشاهد الكريم أدنى صورة عما أراد الدكتور بيانه وتوضيحه؛ وهذا العمل وإن كان يتنافى وأخلاقيات مهنة الصحافة إلا أننا لم نكن نستبعده عن منبر تعودنا منه الانحياز التام للتيارات العلمانية في كل النقاشات التي شهدتها الساحة الوطنية، كقضية الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، وقضية تسونامي، وقضية الحجاب، والإرهاب وهلم جرا..
هكذا تناولت الصحافة العلمانية ملف إغلاق دور القرآن الكريم؛ وهكذا صورت هذه المنابر المغرضة كل مستقيم وكل متمسك بدينه على أنه وهابي وحامل فكر شرقي دخيل!!
وكأن الإسلام جاء من باريس وليس من الشرق؛ وكأن الإمام مالك والجنيد السالك والإمام الأشعري والمولى إدريس ومن فتح المغرب وأدخل إليه الإسلام وغيرهم لم يكونوا شرقيين!!
ألا يستح مهربو العلمانية داخل مجتمعنا أن يطلقوا على الداعين إلى التمسك بالشرع مهربين دينيين!!
أين هو تباكي “الحداثيين والمتنورين” على الحقوق والحريات التي يدافعون عنها؟!
وأين هو الشجب والاستنكار للشطط في استعمال السلطة ضد الجمعيات القرآنية التي تشتغل في ظل قانون الحريات العامة؟!
أم تراهم يحصرون مفهوم الحرية في الشواذ وعبدة الشيطان ومهرجانات التمثيل والغناء ومواسم الرذيلة..؟!