الحمد لله حق حمد، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وعلى آله وصحبه وكل من انضم إلى حزبه.
قال الله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} (النساء88).
قال جعفر الصادق -رحمه الله-: “ما أنزل الله من آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع”. (رجال الكشي ص:154).
وقال في الصفحة:252: (إن ممن ينتحل هذا الأمر -التشيع- لمن هو شرٌّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا).
لقد مرَّ تاريخ المسلمين بعد وفاة النبي -صلى الله عليه و سلم- بمراحل عصيبة ومخاضات عسيرة ولدت اختلافا وانقساما بين المسلمين. نشأ عن هذا الانقسام ظهور العديد من الفرق والمذاهب، كالخوارج والشيعة مثلا.
وهذه الفرق وإن تعددت أسماؤها واختلفت مشاربها إلا أنها تصب في مجرى واحد ألا وهو اتباع الهوى ومخالفة هدي خير الورى.
فالشيعة ظهرت في جماعة من الناس يصدق عليهم قول عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-: (إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة -وفي رواية: متسترين عن أعين الناس- فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة).
فهؤلاء القوم اجتمعوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقرروا موالاة علي -رضي الله عنه- وتقديمه على باقي الصحابة.
ولما اتفق المسلمون على تولية أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أخذت هذه الجماعة في التكون لتظهر بعد مقتل ذي النورين وتولي عليا -رضي الله عنه-.
لقد ظل تاريخ هذه الفرقة يكتنفه الغموض والخفاء، حتى خفي على كثير من المسلمين حال هذه النحلة الفاسدة المفسدة. نتيجة دوران دينهم على النفاق والكذب تحت مسمى التقية، والفساد والزنا تحت غطاء المتعة. وهكذا يغطون على معتقداتهم الباطلة بليّ أعناق النصوص ليًّا عجيبا حتى تتماشى وأهواءهم الشيطانية.
ومن هذا المنطلق حازت التقية مكانة عالية في دين الشيعة الأشرار لكونها الطريق الذي تمرر عبره الأفكار.
ومع مر العصور وتعاقب الأزمان بدأ حال هذه الفرقة ينكشف للعيان، وخاصة في الآونة الأخيرة، حيث عملت القنوات الفضائية عن طريق المناظرات العلمية على كشف عورات القوم وإبداء سوءاتهم.
وكذلك الثورة السورية التي فضحتهم شرَّ فضيحة رغم مراوغاتهم وتقيتهم لأنه أتتهم سنة الله التي لا تحابي أحدا {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} الأحزاب62.
وللقوم معتقدات باطلة عقلا ونقلا، فهم يعتقدون البداء على الله عز وجل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ومنهم من يطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ويخطئه ويعترض على قوله.
ويكفرون الصحابة، ويعتقدون بنجاسة أهل السنة وكفرهم، ويقولون بتحريف القرآن، ويغلون في علي والأئمة من بعده.
وكلها اعتقادات باطلة تنم عن خبث معتقد القوم، الذين لا ولن يستطيعوا إقناع أحد من الناس بها إلا عن طريق التقية.
لقد استعملوا التقية في كل شيء، كيف لا وهي دينهم ومن لم يستعملها فهو كافر عندهم. فكيف بدين يقوم أساسه على الكذب؟
التقية مفهومها وحقيقتها؟
التقية في اللغة:
عرفها الزبيدي على أنها: الحيطة والحذر من الضرر والتوقي منه.
قال ابن منظور: التقية والتقاة بمعنى واحد، أي أنهم يتقون بعضهم بعضا ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك.
ويقول ابن حجر: ومعنى التقية الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير، وأصله وقية بوزن حمزة فَعلَة من الوقاية.
فالتقية في اللغة هي اتقاء العدو أو شر المخالف بالموافقة له بقول أو فعل وتلك الموافقة تكون ظاهرا والباطن بخلاف ذلك. وهي عند الشيعة تعني النفاق والكذب.
أما في الاصطلاح فهي على ضربين:
تعريفها في الإسلام:
تنطلق جل تعاريفها من قوله تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ}آل عمران28.
قال الطبري: “(إلا أن تتقوا منهم تقاة)، إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مُسلم بفعل”.
قال القرطبي: “(إلا أن تتقوا منهم تقاة) قال معاذ بن جبل ومجاهد: كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين، فأما اليوم فقد أعز الله الإسلام أن يتقوا من عدوهم.
قال ابن عباس: هو أن يتكلم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان، ولا يقتل ولا يأتي مأثما. وقال الحسن: التقية جائزة للإنسان إلى يوم القيامة، ولا تقية في القتل”.
قال العلامة الشوكاني: “(إلا أن تتقوا منهم تقاة)، دليل على جواز الموالاة لهم مع الخوف منهم ولكنها تكون ظاهراً لا باطنا. وخالف في ذلك قوم من السلف فقالوا:لا تقية بعد أن أعز الله الإسلام”.
وقال ابن جرير الطبري: “التقية التي ذكرها الله في هذه الآية إنما هي تقية من الكفار لا من غيرهم”.
وقلت (إلا) للاستثناء، وهي استثناء فرع من أصل والفرع لا يقاس عليه ولا يبنى عليه. فهي داخلة في عموم الرخصة عند المسلمين جميعا. بخلاف الشيعة الذين يعتبرونها ركنا بل هي دينهم ودين آبائهم، ويعتقدون أنها واجبة، من تركها بمنزلة من ترك الصلاة.
تعريف التقية من كتب الشيعة:
عرفها شيخهم المفيد في كتابه (صحيح اعتقادات الإمامية) بقوله: “التقية كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين أو الدنيا”.
ويقصد بالمخالفين أهل السنة والجماعة لأنهم هم العدو الوحيد حسب معتقد القوم.
ويعرفها الطوسي قائلا: “التقية الإظهار باللسان خلاف ما ينطوي عليه القلب للخوف على النفس إذا كان ما يبطنه هو الحق، فإن كان ما يبطنه باطلا كان ذلك نفاقا، والتقية عندنا واجبة عند الخوف على النفس”.
وقال صاحب كشف الغطاء جعفر النجفي: “التقية إذا وجبت فمتى أتي بالعبادة على خلافها بطلت، وقد ورد فيها الحث العظيم، وأنها من دين آل محمد، ومن لا تقية له لا إيمان له”.
التقية عند الشيعة هي التظاهر بعكس الحقيقة وهي تبيح للشيعي خداع غيره، وبناء على هذه التقية ينكر الشيعي ظاهراً ما يعتقده باطناً.
وهذا هو السبب الحقيقي الذي جعل كثيرا من المسلمين ينخدعون بشعارات التقريب مع هؤلاء القوم، ومكنهم من نشر خرافاتهم وعقائدهم الباطلة.
مكانة التقية في دين الشيعة
يعتقد الشيعة أن التقية واجبة لا يجوز تركها إلى يوم القيامة، وأن تركها بمنزلة ترك الصلاة، وأنها تسعة أعشار الدين، ومن ضروريات مذهب التشيع، ولا يتم الإيمان إلا بها، وليست رخصة في حال الضرورة، بل هي ضرورة في ذاتها. وتكون مع مخالفيهم في المذهب.
وهذه بعض أقوال علمائهم وما ينسبونه إلى الأئمة في ذلك:
يقول الصدوق: اعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها بمنزلة من ترك الصلاة، ولا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة.
ويقول الخميني: وترك التقية من الموبقات التي تلقي صاحبها قعر جهنم وهي توازي جحد النبوة والكفر بالله العظيم.
وذكر الكليني قال: قال أبو جعفر: (التقية ديني ودين أبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له).
هذا ليعرف المسلمون جميعا قيمة الكذب والنفاق عند هؤلاء القوم.
ومن غريب ما وقفت عليه من لي القوم لنصوص القرآن الكريم لَيَّا عجيبا حتى توافق هواهم ما يلي:
يقولون قال الشيخ الصدوق: سئل الصادق عن قول الله عز وجل: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) قال:(أعلمكم بالتقية).
وفي قوله تعالى: (لاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ)، يفسرون الحسنة بالتقية، والسيئة بالإذاعة.
وكذا في قوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) قالوا: التي هي أحسن: التقية.
لقد ظل المد الشيعي ينخر في جسد الأمة الإسلامية كالسوس، مستعملا شتى الوسائل حلالها وحرامها، لتحقيق أهدافه. معتمدا على الكذب وتزييف الحقائق باسم التقية.
ولكنه افتضح وانكشفت مخططاته ولله الحمد و المنة.
{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } الإسراء81.