توالت الأحداث فمات هارون أولا ثم موسى عليهما السلام قبل الدخول إلى فلسطين؛ وفي 1200 ق.م دخل بالتابوت يوشع بن نون إلى أرض كنعان (فلسطين)، فبقي بها إلى حدود 1000 ق.م.
وفي عهد النبي صموئيل الذي انهزم أمام الفلسطينيين الذين حازوا التابوت، ولا يعرف أحد ماذا فعلوا به؟ إلى أن جاء عهد داوود عليه السلام(1) {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} سورة البقرة، من الآية: 251.
وبعد سيدنا داود عليه السلام تولى ابنه سليمان بعده بناء الهيكل ونقل التابوت إلى محرابه، وكان به حينها لوحان حجريان فقط(2)؛ فأين هي مرة أخرى التوراة؟ ومن كتبها إذن؟ وما اسمه…؟
جاء عهد ابن سليمان رحبعام فغزى ملك مصر شيشنق بيت المقدس سنة 945 ق.م، فأخذ كل شيء؛ وفي 320 ق.م ادعى الكاهن حلقيا -حزقيا- أنه وجد جزء من التوراة في بيت الرب!
وفي 997 ق.م أغار بختنصر ملك بابل على فلسطين، وهدم بيت المقدس، وأسر أربعين ألف يهودي لمدة 70 عاما حتى نسي اليهود لغتهم العبرية… بعد هذا ادعى الكاهن عزرا إعادة كتابة التوراة الجديدة العنصرية نتيجة هذا التاريخ الأسود.
وفي 17 ق.م دمر ملك أنطاكيا القدس وأحرق كل شيء، وأصدر قرارا بإعدام كل من وجد لديه شيء من التوراة؛ ثم كتبوا شيئا سموه التوراة:
وفي عام 5 للميلاد أغار الإمبراطور الروماني تيتس، فأباد أكثر من مليون يهودي.
وفي عام 7 للميلاد قام الملك بدرين فقتل خمسمائة ألف، وغير اسم القدس إلى إيليا بعدما سماها اليهود بأورشليم؛ وفي عام 400 للميلاد هجم الرومان مرة أخرى فأبادوا اليهود.
أما في عام 613 للميلاد فقام برويز شاه إيران فقتل أكثر من تسعين ألف يهودي.
فمن احتفظ بالتوراة التي قال الله فيها: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)} سورة الأعراف.
أما الإنجيل فقد أنزل الله على عيسى عليه السلام إنجيلا واحدا، ولما مات ظهرت روايات لحياته سميت أناجيل: مرقص، ومتى، وتوما، وبطرس، وملتياس… إلى ما يفوق اثنين وثلاثين إنجيلا، وهناك من أوصلها إلى ما يفوق المئة إنجيل! كُتبت أصولها باللغة اليونانية إلا إنجيل متى فقد كُتب بالعبرانية؛ لكن أيًّا من اللغتين لم تكن لغة للمسيح الذي كان يتكلم السريانية؛ كما لا يوجد أحد ضمن من كَتب هذه الأناجيل من رأى عيسى أو سمع منه!!
واستمرت فوضى الأناجيل هذه إلى عام 325م الذي صدر فيه مرسوم إمبراطوري من مدينة نيقية، يعترف فقط بأربعة أناجيل من بين مائة إنجيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-(*) باحث في العلوم الشرعية، خطيب مسجد الزيتون – بني ملال.
-(1) والذي لم يسلم من افتراءات اليهود فنعتوه في توراتهم المزعومة أنه دخل القدس وهو يتقافز عريانا أمام النساء ويرقص، حاشاه ولعنهم الله.
-(2) كما في أخبار الأيام الثاني، نقل تابوت العهد (ص: 529).