لقد عاشت المرأة زمن الجاهلية ظلما منقطع النظير، فقد كانت تُباع وتُشترى، ويُتشاءم منها وتُزدرى، لا ترث، بل تُلحق بالمتاع من الميراث، هذا إن كُتبت لها الحياة، وسلمت من وأد البنات، جالبات الخزي والعار، في عقول هؤلاء الجهال الجاهليين.
ومع بزوغ شمس الإسلام، دين العدل والحكمة والرحمة، انتُشلت المرأة من كل تلك الأوحال، لتنعم بالتكريم والإجلال، داخل منظومة شاملة جعلت منها شقيقة للرجال، صانتها بنتا، وحفظت لها واجباتها زوجة، وضمنت لها حقوقها أمّا، وحرمت ظلمها وكل ما من شأنه الإساءة إليها.
إنه التحول من الظلم إلى العدل، من الموت إلى الحياة…
مكانة لم ولن تتبوأها المرأة إلا في دين الإسلام، إذ لو اتحدت جميع الإيديولوجيات الزائفة، وتوحدت كل الأصوات الكاذبة، لن تحقق لها أبسط ما منحها ديننا الحنيف.
ومن تلكم الإيديولوجيات اليهودية المحرفة التي جعلت المرأة أصل الشر، وأجازت بيعها، وادعت نجاستها، وحرمتها من أدق حقوقها، وصنفتها في مرتبة متدنية جدا في درجات السلم المجتمعي…
مرتبة انتقلت وراثيا إلى أحفاد اليهود، أتباع ابن سبأ، الشيعة الروافض، الذين رجعوا بالمرأة إلى الخلف، منتزعين منها حياءها وحشمتها، جاعلين منها مجرد أداة لإشباع نزواتهم الجنسية وشهواتهم الحيوانية، التي شرعها لهم معمموهم، الذين أفتوهم بجواز التمتع بالرضيعة ضما وتفخيذا، وأباحوا لهم إتيان المرأة في دبرها، وأوجبوا عليهم التمتع بها في جميع أحوالها، إلا أن تكون زوجة أو بنتا لأحد المعممين، فلا يجوز قربها ولا ملامستها؟ فهل هذه هي المكانة اللائقة بالمرأة أيها الشيعة؟
إن الناظر في أدبيات الشيعة، المتتبع لأسفارهم، المستقصي لأخبارها، يصطدم بروايات تحط من شأن المرأة، وتنقص من كرامتها، بل وتنتهك حقوقها، إلا أن تكون من أهل البيت، أو من أهل المعممين، فالأولى تُقدس ويُغلى فيها، وتُحفظ مكانتها، والثانية يحرم عليها ما يجوز في غيرها من نساء العوام، فلا يجوز التمتع بها، مما يعتبر دينا في غيرها.
على حد قول الشاعر:
أحرام على بلابـله الدوح — حلال للطير من كل جنس؟
وكل هذه المرويات تجتمع لترسم لنا مكانة المرأة في الفكر الشيعي المخبول، مكانة لم تراعي حرمتها رضيعة، ولم تحفظ لها ماء وجهها بكرا، فكيف تصونها زوجة وأما؟ إنه تشيئ المرأة، وجعلها مجرد أداة للمتعة لا غير…
وإليكم بعضا من هذه الروايات:
المرأة في العقلية الشيعية من خلال نكاح المتعة:
لما وضع معمموا الشيعة دينهم جعلوا الزنا باسم المتعة أصلا من أصوله، ومنكرها منكر للدين، وقالوا عنها تطفئ غضب الرب، وسبب لمغفرة الذنوب بل ولدخول الجنة، ويتمتع الشيعي بعدد ما استطاع من النساء، وحتى البكر دون إذن وليها، ولا الإشهاد عليها، بل وحتى البنت التي لم تبلغ الحلم يُتمتع بها، ودونها المتزوجة والعاهرة، واليهودية والنصرانية وحتى المجوسية، وجعلوا المتمتعة لا ترث ولا تورث.
– يروون عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: «إن المتعة ديني ودين آبائي، فمن عمل بها عمل بديننا، ومن أنكرها أنكر ديننا، واعتقد بغير ديننا» .
– وفي مستدرك الوسائل (الجزء 14 ص 458): عن الحسن بن حريز قال: سألت أبا عبد الله في المرأة تزني (أي يتمتع بها)؟ قال: أرأيت ذلك (أي رأيتها تزني)؟ قلت: لا، ولكنها تُرمى به. فقال: نعم تمتع بها على أنك تغادر وتغلق بابك!».
– وفي «فروع الكافي» و«التهذيب» «الاستبصار» عن زرارة عن أبي عبد الله قال: «ذكرت له المتعة أهي من الأربع؟ فقال: تزوج منهن ألفاً فإنهن مستأجرات، وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر أنه قال في المتعة: ليست من الأربع، لأنها لا تطلق ولا ترث وإنما هي مستأجرة» .
– وفي «تهذيب الأحكام»: «عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا بأس أن يتمتع الرجل باليهودية والنصرانية وعنده حرة» .
– ويقول الهالك الخميني في «تحرير الوسيلة»: «مسألة 11- المشهور الأقوى جواز وطء الزوجة دبرا على كراهية شديدة…» .
– وقال بعدها: « مسألة 12- لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، دواماً كان النكاح أو منقطعاً، وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة…».
هذا غيض من فيض من روايات لا تحصى ولا تعد، تصدع بإهانة المرأة واحتقارها، وظلمها والحط من كرامتها، روايات لا قرار لها إلا في العقلية الشيعية التي استقت فكرها فيها من اليهودية المحرفة، والتي أنتجت دين معممي الرافضة الذين أعرضوا عن تكريم الإسلام للمرأة، واستعملوها لتحقيق أغراضهم، فقد جعلوها سلعة يغرون بها الشباب الهُيَّام، ويجتذبون بها الأتباع العوام.