اغتيال شعب.. المجازر الصهيونية في حق أبناء فلسطين وغزة المسلمة

المجازر الصهيونية المتكررة في حق أبناء فلسطين عامة وغزة على وجه الخصوص حري بها أن تثير اهتمام كل مسلم غيور على دينه وهويته، فهي بالطبع ليست قضية شعب معزول يواجه آلة عسكرية موتورة، ولكنها كانت ومازالت قضية صراع تمتد جذوره إلى الأبعاد العقدية والدينية، راحت تختلط منذ زمن بالوضعيات السياسية المتقلبة داخل الكيان وخارجه لتفرز ذلك الوضع الممجوج.
ومن هذه الرؤية بشقيها العقدي والسياسي يمكن فهم وضعيات الإجراءات الصهيونية الغاشمة، وتصعيدها لآلة الدمار والقتل في غزة على وجهها الصحيح، دون غبش تتوارى من ورائه جذور المعركة وحقيقة الصراع وهويته، ويظهر في ذات الوقت الأبعاد السياسية والعسكرية الدافعة لمثل هذا التصعيد.
فعلى الجانب العقدي والديني فإن القتل على الهوية الدينية والعرقية هو سمت أصيل في عقيدة بني صهيون اليوم وموروثاتهم التي تلقفوها من سلفهم الغابر، حبًا وعشقًا في سفك الدماء والفساد في الأرض، فمن يتتبع تاريخهم قريبه وبعيده سيستفزه هذا الحقد الدفين على عقيدة المسلمين، وسيجد من الوقائع الماثلات ما يؤكد استمرارية عقدة السعي للفساد في الأرض، والإيغال في سفك الدماء الطاهرة.
وهذا الوصف الذي أشبعت به نفسيهم وعقيدتهم، هو مجال الافتخار والنشوة بينهم، حتى نجده سافرًا في ذلك الكتاب المنسوب إليهم والموسوم ببرتوكولات حكماء صهيون حيث يقول أوسكار ليفي: “نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه، ومحركي الفتن فيه وجلاديه”.. والواقع يصدق ذلك.
فما يقع من مجازر في الأرض المحتلة لا ينبغي فصمه عن هذا الواقع النفسي والعقدي، فحبهم الفساد وسفك الدماء لا يعادله شيء إلا حبهم الحياة الدنيا.. فهو غرس متأصل في تلك النفسية.. نفسية الصهاينة الذين طغت عليهم شقوتهم قبل فسفكوا دماء الأنبياء والمرسلين، ولن يعرفوا الآن ورعًا ولا زهدًا في الفساد يدعوهم لحقن دماء أبناء غزة والضفة وغيرهما ما لم يكن هناك رادع يلجم هذا الاعوجاج والتعطش للدماء الزكية الطاهرة، ويردها عن غيها وشرها المستطير.
فبشاعة الأحوال في القطاع تجل عن الوصف مع انعدام المواد الغذائية الأساسية، وتوقف الأدوية والأجهزة المنقذة للحياة في المستشفيات، ومئات المرضى الراقدين على أسرَّة وحدات العناية المكثفة بين الحياة والموت، ومئات الأطفال في الحضانات التي من المفترض أن يستمدوا منها البقاء، وذلك لأن المعدات متوقفة أو شبه متوقفة بسبب تعطل التيار الكهربائي.
فقد نفدت إمدادات الوقود التي تحرك محطات توليد الكهرباء، ونفدت المولدات الصغيرة الخاصة أو كادت، وبعض الحكومات العربية لا تكتفي بالسكوت إزاء الحصار الصهيوني الغاشم، بل تعمد إلى منع الجمعيات والمؤسسات الخيرية العربية والأجنبية من اقتحام هذا الحصار الإجرامي، لالتزامها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وعقدها لاتفاقيات ومعاهدات يصعب عليها خرمها.
ألا يعد ما يحدث اليوم بقطاع غزة أشد مرارة من سقوطه بأيدي الصهاينة في عام 1967م، ألم نسمعهم في الفضائيات وهم يقولون أن الضيق الذي يعيشوه هو الأشد منذ سقوط القطاع تحت الاحتلال الصهيوني!!
ها هو السجان قد انسحب من غزة ليطوقها لتكون سجناً محاصراً من كل الأطراف!!
ونرى شعباً بأكمله حكم عليه بالإعدام ظلماً وعدواناً، باتفاق كل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *