من فقه الولاية والكرامة (ح.ق)

 

 

الواو واللام والياء أصل صحيح يدل على القرب. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل مما يليك، أي مما يقاربك. والولاية بالكسر النصرة، والولاية بالفتح تولي الأمر، وقيل لغتان مثل الدَّلالة والدِّلالة.

والولي والمولى يستعملان في معنى الفاعل أي الموالي وفي معنى المفعول أي الموالى. يقال للمؤمن هو ولي الله ولا يقال في ذلك مولى، ولكن يقال الله تعالى ولي المؤمنين ومولاهم فمن الأول قول الله سبحانه: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ومن الثاني قوله: واعتصموا بالله هو مولاكم  فنعم المولى ونعم النصير والوالي في قوله تعالى: ومالهم من دونه من وال  معناه الولي.

وقوله تعالى: فهب لي من لدنك وليا. أي ابنا يكون من أوليائك.

والولي ضد العدو والموالاة ضد المعاداة.

وهما واجبان على الإيمان قال تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم. والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض.

فأولياء الله هم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه، وأعداؤه الذين أبعدهم عنه بأعمالهم المقتضية طردهم وإبعادهم منه (جامع العلوم والحكم).

قال الفراء في قوله تعالى: إنما ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم. أي تنصروهم

وقال ثعلب في قوله تعالى عن الحليم: يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا. كل من عبد شيئا من دون الله فقد اتخذه وليا.

وأما الولاية في الشرع فهي التقرب وإظهار الود بالأقوال والأفعال والنوايا لمن يتخذه الإنسان وليا. فإن كان المقصود بهذا الولاء الله ورسوله والمؤمنون فهي الولاية الشرعية الواجبة على كل مسلم. وإن كان المقصود هم الكفار والمنافقون على اختلاف أجناسهم فهي موالاة فسق وردة، وتأتي بمعنى النصرة والتأييد. قال ابن حجر: والمراد بولي الله العالم بالله تعالى المواظب على طاعته في عبادته.

الولي من أسماء الله تعالى معناه المصرف المدبر لجميع الكائنات المقدر عليهم ما يريد من خير وشر الناصر المؤيد لعباده المؤمنين على أعدائه الكافرين

قال تعالى أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ويقتضي غفران ذنوبهم أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وكثير ما يقترب بكلمة الولاية الكرامة

وهي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على أيدي بعض الصالحين من أتباع الرسل إكراما من الله تعالى ببركة أتباعهم للرسل صلوات الله وسلامه عليهم

وليس كل ولي تحصل له الكرامة، وحصولها لا يدل على أنه أفضل من غيره ممن لم تحصل له

وهي حق بإجماع أهل السنة دل عليها القرآن السنة الصحيحة وإنما ينكرها أهل البدع من المعتزلة والجهمية ومن تابعهم قال الله عز وجل في قصة مريم كلما دخل عليها زكرياء المحراب وجد عندها رزقا وقال في قصة سليمان قال الذي عنده علم من الكتب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *