وزير فرنسي سابق: لو كنت وزيرا للتعليم لما جعلت ارتداء العباءة جدلا وطنيا

 

قال جاك لانغ وزير الثقافة الفرنسي السابق ورئيس المعهد العربي في باريس، إنه لم يكن ليجعل من ارتداء العباءة في المدارس قضية وطنية لو كان وزيرًا للتربية والتعليم.

وانتقد لانغ في حوار خاص مع الجزيرة مباشر، التعامل الحكومي مع المدارس في الضواحي الفرنسية، الذي يعكس بحسب رأيه تمييزًا اجتماعيًا تسبّب في صعوبات كثيرة ونوعًا من العنف.

ورغم تبريره لقرار منع ارتداء العباءة في المدارس كونه مبنيًا على مبدأ العلمانية الذي يرفض ارتداء أي رمز ديني، إلا أن الوزير السابق أكد أنه لم يكن ليصدر قرارًا كهذا لو كان وزيرًا للتعليم، وذكر الوزير السابق أن العباءة ليست بالضرورة رمزًا دينيًا.

وفيما يتعلق بمعهد العالم العربي الذي يرأسه، قال لانغ إن لدى المعهد مسؤولية تجاه العالم لإبراز غنى الثقافة العربية في الماضي واليوم وعظمتها وجمالها، لأنه كثيرًا ما يتم تصوير العالم العربي بشكل خاطئ.

وأضاف أن من يحاربون تعليم اللغة العربية متعصبون وعنصريون، قائلًا إن ربط تعلّم اللغة العربية بالإسلام “تفكير غبي، لأنها لغة كانت موجودة قبل الإسلام، وهي لغة حضارة وثقافة وعلوم”.

وأضاف “يدعم رئيس الجمهورية تقديم تعليم للغة العربية في معهد العالم العربي وفي المدارس قدر الإمكان، لكن يوجد في فرنسا يمينيون ومتعصبون وعنصريون ينتقدون ذلك، مثل إريك زمور”.

وأكد لانغ أن “عددًا قليلًا فقط يتبنون الأفكار الفاشية والعنصرية. في المقابل يوجد عدد كبير من المهاجرين من أصل عربي وإسلامي يشغلون مناصب ووظائف جيدة في فرنسا”.

وأوضح وزير الثقافة السابق أن قطر لعبت دورًا مهمًّا في تشجيع تعليم اللغة العربية في فرنسا، وأنه بفضل هذا الدعم تمكّن المعهد العربي في باريس من عمل شهادة معتمدة ومعترف بها محليًا ودوليًا للعربية.

وقال لانغ إن فرنسا كغيرها من الدول الأوروبية “كانت بلدًا استعماريًا وفظيعًا في الجزائر طوال 150 سنة”، مضيفًا أنه “ضد الاستعمار، لكن هذه حقيقة تاريخية”.

وتابع “لكن فرنسا أصبحت اليوم بلدًا منفتحًا رغم وجود أقلية من العنصريين والمتطرفين والفاشيين، ونحن نحارب خطابهم بمن في ذلك مارين لوبين التي تترأس حزب اليمين المتطرف”.

وذكر أن فرنسا أصبحت “على ما هي عليه اليوم بفضل الإضافة التي يقدمها العديد من المهاجرين منذ قرون”.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال لانغ في حواره مع الجزيرة مباشر إن الشعب الفلسطيني رغم ما يتعرض له من ظلم ومعاملة سيئة، “شعب عظيم وثري بالمواهب والمبدعين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *