قصة إسلام ملك «الهيب هوب» العالمي «سنوب دوغ» إعداد: مصطفى الونسافي

من الظلمات إلى النور (11)

نعرض في هذه السلسلة قصصا مؤثرة لأناس عاشوا فترة من أعمارهم بعيدين عن ربهم، تائهين عن طريق الهدى، تتقاذفهم أمواج متلاطمة من الشهوات والشبهات، قبل أن يتسلل نور الإيمان إلى قلوبهم، ليقلب بؤسهم نعيما، وشقاءهم سعادة..
إنه نور توحيد رب العالمين، إنه قوت القلوب وغذاء الأرواح وبهجة النفوس

اشتهر المغني السابق «سنوب دوغ» عالميا باعتباره مطرب الراب الأفضل في أمريكا على مدى تاريخ هذا «الفن»، كما ظل لسنين طويلة متربعا على عرش موسيقى الهيب هوب محققا شهرة عالمية قل نظيرها، لكنه أيضا اشتهر بتمرده وانخراطه في أنشطة العصابات المسلحة، حيث تورط أكثر من مرة في قضايا حيازة السلاح بشكل غير قانوني، والمتاجرة في المخدرات، وغير ذلك من المخالفات، وتعرض للسجن ثلاث سنوات بتهمة تعاطي مخدر الماريغوانا.
إلا أنه في السنوات الأخيرة، كما قال لبعض المقربين له، كان يشعر بالتعاسة على الرغم من كل ما يحيط به من مظاهر الشهرة والثراء والحياة المترفة على ما فيها من تحرر من كل القيم والمبادئ، وتمرد على كل القوانين والضوابط، وأنه رغم كل تلك المظاهر لم ينس الشقاء الذي عاشه في طفولته، ولم ينس كونه، قبل الشهرة العالمية التي حققها في الراب في سن العشرين، قد انضم لعصابات المافيا الأمريكية، وهي الفترة التي لم ينسها وظل يغني عنها لمدة تزيد عن العقدين، مثله في ذلك مثل سائر مطربي الراب.
وبعد أن تمكنت منه المخدرات التي تعاطاها لفترة طويلة، وأثرت على قدرته في الكلام بسرعة، وهي الطريقة المعروفة لغناء الراب، أصبح عرش «سنوب دوغ» مهددا، فقرر الاتجاه إلى غناء موسيقى الرجاي، وهي موسيقى يتم غناؤها ببطء شديد، وكان يرى في ذلك حلا بعد فشله في الإقلاع عن تعاطي المخدرات.
قصة «سنوب دوغ» مع الإسلام ستبدأ حين دعاه ابن عمه المسلم في أحد أيام رمضان للإفطار معه في بيته، فتأثر مغني الراب وقتها حين عاش تجربة مختلفة في جو أشعره بالسكينة وراحة البال، وتناول بعض الأطعمة الإسلامية التي أعدتها زوجة ابن عمه، فقرر أن يتعرف أكثر على الإسلام، وبدأ يقترب من الله ويبتعد تدريجيا عن مظاهر الانحراف التي ملأت حياته، ثم وفقه الله للتوقف عن تعاطي المخدرات بعد أن عرف قلبه حلاوة الإيمان؛ لكنه ظل متخوفا ومترددا من إشهار إسلامه لفترة خشية أن يتعرض هو أو أقاربه لاعتداءات من عصابات المافيا التي كان أحدَ أفرادها في الثمانينات.
وفي لحظة فاصلة عزم مغني الراب الشهير على إعلان إسلامه أمام العالم بأسره، وقال في تصريح للصحافة بأنه الآن «يعمل ما هو صحيح، ويمثل ما هو صحيح»، مضيفا «لقد اقترفت الكثير من المعاصي، ولابد أن أصحح مساري في هذه الحياة»، كما أنه يرى اليوم «الشعب الأمريكي يدخل في الإسلام والأمة المسلمة تهرب من الإسلام» لأنه عايش التحولات التي يشهدها مجتمعه، ولاحظ شغف كثير من الأمريكيين بهذا الدين العظيم الذي يحول حياة كل من يدخل فيه بإخلاص إلى سعادة واستقرار، فيما كثير ممن ولدوا وترعرعوا في بيئة إسلامية يزهدون في دينهم ويهملون تعاليمه بعد أن بهرهم سراب نعيم تراءى لهم في ديار الغرب.. {أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللهِۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *