جديد الكتب
تزامنا مع نقاش “تعديل مدونة الأسرة”، يصدر هذه السنة (2024) كتاب جديد للشيخ حماد القباج كتاب جديد بعنوان “منزلة المرأة في الإسلام وتعديل مدونة الأسرة”.
وعرف الشيخ القباح كتابه، على صفحته ب”فيسبوك”، بقوله إنه “يضم دراستي المعمقة الأولى في موضوع قضية المرأة.. وما يتعلق بها من المكانة الاجتماعية والأحكام الفقهية والقانونية؛ ولا سيما الأحكام الأسرية التي يريد البعض تغييرها في المدونة؛ مع الكشف المفصل للشبهات التي تثار حولها”.
يتناول الكتاب بالعرض والمناقشة عددا من القضايا ذات العلاقة بموضوعي المرأة والأسرة، لعل من أبرزها “المؤسسات التي يمول الغرب من خلالها المطالبين بتغيير أحكام الله المعتمدة في مدونة الأسرة؟”.
ومن هذه المؤسسات المشتغلة بفي الغرب، حسب مؤلف الكتاب:
“* مؤسسة (Friedrich Elbert)؛ وهي مؤسسة ألمانية لها فرع في الرباط.
*منظمة هولندية غير حكومية كان اسمها آنذاك (NOVIB) والآن أصبحت تسمى (Oxfam Novib)
* مؤسسة أمريكية اسمها:
(United Nations Development Fund for Women) _ UNIFEM
ويتضح من شعارها -الذي صور عليه صليب- أنها ذات خلفية مسيحية.
* الوكالة الكندية للتعاون والتنمية الدولية:
(L´agence canadienne de Cooperation et de Developpement international)”.
مكتبتك في القضية الفلسطينية
ظهر في “إسرائيل”، ثمانينات القرن الماضي (القرن 20م)، تيار جديد من المؤرخين، يطلق عليهم إعلاميا اسم “المؤرخين الجدد”، ومن امثلتهم آفي شلايم وبني موريس توم سيغف وإيلان بابي وغيرهم.
المشترك بين هؤلاء جميعا هو أنهم أجمعوا على حاجة الرواية الإسرائيلية بخصوص النكبة (1948) وغيرها إلى مراجعة، فكانت كتاباتهم وأبحاثهم بمثابة فضح للسياسات الصهيونية الاحتلالية في فلسطين.
نقف في هذا العدد من جريدة “السبيل” مع كتاب “التطهير العرقي” لإيلان بابي، والذي تناول فيه عدة قضايا لعل أبرزها:
-تهجير الفلسطينيين ودفعم إلى الهجرة من أرضهم (النتيجة انتقال أعداد اليهود من 10 في المئة إلى الثلث).
-طريقة الاستيطان (الاستقرار المدن/ تحويل بعض القرى إلى شبه ثكنات).
-الضغط الإسرائيلي على الأمم المتحدة وملء الفراغ العربي الذي اعتبر عربية فلسطين مسألة غير قابلة للنقاش.
-قبول الكيان الصهيوني بالقرار الأممي المعترف بالوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين ورفض حدوده اي 56 في المئة.
-ممارسة التطهير في حق الفلسطينيين عن طريق: تشكيل مجموعات عسكرية (قوات الهاغاناه)، جمع الدعم المالي فالهجرة اليهودية لا تكفي، العمليات الانتقامية التأديبية، العمليات الهجومية وممارسة التطهير العرقي فعليا بدءا من أراضي الاعتراف الأممي. (حيفا، يافا، عكا، صفد، القدس…)، السرقة، التجميع في غيتو (سكان حيفا في حي وادي النسناس)، الاعتقال والتعذيب في السجون، اغتصاب النساء، تغيير الملامح العربية، تدنيس المقدسات..
فنون.. الشعر المقاوم
لا يصلح الأدب اليوم، شعرا ونثرا، إلا لمقاومة ما نحن فيه من استهداف قيمي وسياسي، لصد العدوان الممارس علينا إمبرياليا في حدودنا الترابية والأخلاقية والعقدية.
وما أحوجنا في مثل هذه الأيام، حيث تشهد الأمة أوضاعا عصيبة، إلى فنون وآداب تعبر عن واقعنا وتضامننا وفعلنا المقاوِم.
هنا يأتي نزار قباني وأمثاله، وهنا يقول قباني بنبرة شعرية حزينة وكله حنين لقدس عربية إسلامية:
بكيت حتى انتهت الدموع – صليت حتى ذابت الشموع
ركعت حتى ملني الركوع – سألت عن محمد فيك وعن يسوع
يا قدس يا مدينةً تفوح أنبياء – يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء.
يا قدس يا منارة الشرائع – يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع.
حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول – يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول.
حزينةٌ حجارة الشوارع – حزينةٌ مآذن الجوامع.
(…)
نافذة على مشروع فكري
عبد الوهاب المسيري.. في نقد العلمانية وتفكيك الصهيونية
عند عبد الوهاب المسيري “نموذج تفسيري” خاص، بغض النظر عن صحته من عدمها، وبعض النظر عن مدى “تجريده للواقع الموضوعي في حركته الملموسة”. إنه طرح جديد في منظومة الفكر الإسلامي، وإن استمدّ تركيبه من مراجع غربية يصرّح بها المسيري ولا يخفيها. تقل هوامش المسيري، غير أن مراجعه مدرجة بشكل أو بآخر في متن نصه.
ربما سبقه مفكرون غربيون إلى بعض الأفكار، كأدورنو وهوركهايمر وفروم ولوكاتش وألتوسير وغرامشي وهبرماس وماركيوز وغارودي وغيرهم. ربما استلهم “صرخته” من صرخات فلاسفة غربيين كمارتن هايدغر، أو قساوسة وباحثين في المسيحية فكروا في المسألة الدينية على ضوء مستجدات العصر. ربما يكون كل هذا صحيحا، إلا أن تركيبه في متن المسيري يمنحه جِدة غير مسبوقة في الوطن العربي. لقد بذل المسيري مجهودا كبيرا لتعريف القارئ العربي بالمدرسة النقدية الألمانية (فرانكفورت خاصة)، بل لتبيئتها عربيا وإسلاميا. وهذا في نظرنا من التجديد الإيديولوجي والفلسفي، المعرفي بالمعنى العام للمعرفة (أعمّ من العلم).
عموما، اهتم المسيري في عمله النظري بموضوعين كبيرين:
-نقد العلمانية:
وفي هذا لم يكن المسيري حداثيا في نقد ما بعد الحداثة، وإنما حاول نقد الحداثة وما بعد الحداثة ب”مرجعية نهائية متجاوِزة”. لم ينحُ منحى التمييز بين مرحلتي الحداثة وما بعد الحداثة كما فعل كثيرون في الوطن العربي، بل بحث عن جذور الثانية في الأولى، وخلص إلى أن مرجعيتهما واحدة هي “المرجعية الكامنة” (عبد الوهاب المسيري، الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان). هذه المرجعية ذاتها هي ما أفرز “العلمانية الشاملة” بخصائصها: التشيؤ، التسلع، التوثن، الحوسلة، العقل الأداتي، التعاقد، نهاية التاريخ، الخ (عبد الوهاب المسيري، العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، الجزء الأول)؛ كما أفرزت “التمركز حول الأنثى” بما هي تجلّ صريح من تجليات التمركز حول “الكامن”، حول “ذات المرأة الكامنة” بفصلها عن مجتمعها، عن الزوجية والأسرة وغيرها من المفاهيم التي لا اعتبار لها في “الحلولية الكمونية” (عبد الوهاب المسيري، قضية المرأة والتمركز حول الأنثى).
(يتبع)