ثقافيات

جديد الكتب

نقدم للقارئ، في هذا العدد من جريدة “السبيل”، كتابا جديدا للدكتور أحمد الريسوني؛ وهو الكتاب الصادر بعنوان “الفقه الإسلامي في ضوء مقاصده”، في طبعته الأولى 2024، عن منشورات “الدار المغربية”.

يدعو د. أحمد الريسوني في كتابه الجديد، إلى ربط الفقه بمقاصده عند العالم والمتعلم، وعند الخاصة والعامة، كل حسب قدرته واستطاعته.

ويقصد الريسوني بكتابه وضع الفقه على سكتين للإصلاح: إصلاح الباطن الأخلاقي، وإصلاح السياسة العامة. وبهذا يقف نقيضا لـ”فساد” في الخلق، وآخر في الموقف السياسي. وبرؤية مقاصدية يوجه خطابه لفقهاء أصابهم “الفساد” الأخلاقي، أو “انحرفت” مواقفهم السياسية عن “المطلوب شرعا”، رغم علمهم وتبحرهم في علوم الشريعة.

ولإبراز موقفه فقد اعتمد الريسوني مداخل فقهية عديدة، لعل من أبرزها: الإيضاح والإبانة في الفقه، ربط الفقه بحكمته، ربط الفقه بغاياته التربوية، اعتماد الفقه في حل مشاكل الناس. وبالتالي، فمقاصد الفقه عند صاحب “التقريب والتغليب” هي: البيان الذي لا لبس فيه، وتحقيق مقاصد الشريعة، وتخليق العمل وتربية النفوس، وحل مشاكل الناس.

وإنما تغيب هذه المقاصد عن عدد ليس بقليل من الفقهاء لأسباب: ضعف الاهتمام بالمقاصد، الانشغال عن الضروري بالمفضول، اتقاء التضحيات ومتاعب التصريح، الاستلاب في الحفظ والروايات.

 

مكتبتك في القضية الفلسطينية

هناك من يجهل التأثير اليهودي والصهيوني على مجالات رائدة ومواقع وازنة في عدد من دوائر القرار والاقتصاد، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. وهناك أيضا من يتحدث عن الموضوع دون أن تتوفر له المعطيات الكافية لإثبات التأثير اليهودي في مجالات السياسة والفن والاقتصاد والثقافة الخ.

الكتاب الذي بين أيدينا، في هذا العدد، هو كتاب “اليهودي العالمي” لهنري فورد، وهو كتاب يفي بغرض التوعية وكشف الستار عن عدد من القضايا المرتبطة بالموضوع، خاصة وأن صاحبه اكتوى بنار التأثير اليهودي في الاقتصاد الأمريكي.

هنري فورد مستثمر أمريكي اكتسب شهرة كبيرة في مجال صناعة السيارات بالولايات المتحدة، غير أنه أحس في الفترة الأولى من مشواره بـ”يد خفية” تعرقل مساره وتحول دون نجاح مشاريعه، ولم تكن تلك اليد الخفية غير التأثير اليهودي داخل المجتمع الصناعي الأمريكي.

ويستمد كتاب فورد أهميته من أنه نتاج عمل متخصصين في مجالات مختلفة اعتمد فورد على خبراتهم وأبحاثهم المتنوعة لرصد الوجود والتأثير اليهودي في عدد من مناحي الحياة الأمريكية، العامة والخاصة، من قاعات الكونغرس إلى قاعات السينما.

 

فنون: الشعر المقاوم

الأبيات الشعرية أسفله للشاعر عبد الرحيم محمود الذي ترك وظيفته كمدرس والتحقق بثورة عز الدين القسام عام 1936؛ وقد كتب هذه القصيدة احتفاء بالعزيمة والصبر وما يتحلى به رجال المقاومة من خصال.

سأحمل روحي على راحتي – وألقي بها في مهاوي الردى

فإمّا حياة تسرّ الصديق ت – وإمّا مماتٌ يغيظ العدى

ونفسُ الشريف لها غايتان – ورود المنايا ونيلُ المنى

وما العيشُ؟ لا عشتُ إن لم أكن – مخوف الجناب حرام الحمى

بقلبي سأرمي وجوه العداة – فقلبي حديدٌ وناري لظى

وأحمي حياضي بحدّ الحسام – فيعلم قومي أنّي الفتى

 

نافذة على مشروع فكري

العلمانية والصهيونية في مشروع عبد الوهاب المسيري (2)

-تفكيك العلمانية (راجع العدد السابق).

-تفكيك الصهيونية:

في نموذج المسيري، الصهيونية منتوج مادي غربي، هي “لحظة علمانية نماذيجية شاملة” (الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان)، لحظة بروز “الإنسان المادي/الطبيعي”، كما ظهر في النازية والفاشية. فالنازية والصهيونية عند المسيري إفراز حداثي، بينهما عدد من القواسم المشتركة، لعل أبرزها “النقاء العرقي” بما يعنيه من “تمركز حول العرق”، وهذا نوع آخر من التمركز حول “الكامن” (عبد الوهاب المسيري، الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ). لم تتشكل “اللحظة الصهيونية” في فراغ، بل في شرط تاريخي أنتجها على مراحل. لكشف هذا الشرط بذل المسيري مجهودا كبيرا في رصد واقع الجماعات الوظيفية اليهودية في أوروبا زمن الإقطاع، ثم زمن الرأسمالية فيما بعد.

وقد كان صريحا وواضحا في إخضاع هذه الجماعات لنموذجه التفسيري، باعتبار قابليتها للوظيفة امتدادا “للمرجعية النهائية الكامنة”، كما هي وظيفية الكيان الصهيوني أيضا (عبد الوهاب المسيري، الجماعات الوظيفية اليهودية: نموذج تفسيري جديد). عاصر المسيري هذا الكيان ورصد واقعه وتحولاته، تابع صحفه وجرائده ومؤلفات مثقفيه، فأهله هذا العمل لاستشراف مستقبله، فضلا عن تفكيك عقله وبناه الاجتماعية والسياسية والثقافية. ونتيجة لهذا العمل الدؤوب والمستمر، خلص المسيري إلى أن الكيان يسير نحو زواله، بسبب تناقضاته الداخلية والتهديدات الخارجية المحيطة به (عبد الوهاب المسيري، انهيار إسرائيل من الداخل).

السؤال المطروح على المسيري، في هذين الموضوعين (العلمانية والصهيونية)، ليس متعلقا بمدى تجديده وسبقه فيهما. فتركيبه جديد ومتفرد وإن كانت أصوله المرجعية متعددة. السؤال مطروح على المسيري في عمق منهجه المفاهيمي، على أي أساس يُعرّف؟ على أي أساس ينتج هذا المفهوم أو ذاك؟ كيف يضع هيجل وماركس وفرويد ونيتشه وداروين في خانة واحدة؟! كيف يرى الحداثة وما بعد الحداثة فلسفة واحدة؟! هل “المرجعية المتجاوزة” تقتضي “التحيز” ضد ملموسية الواقع المادي؟! هل إخضاع واقع مادي متغير لنموذج تفسيري عملية سديدة معرفيا؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *