يقال إذا أردت القضاء على الأفعى، وإنهاء حياتها فعليك برأسها، لأن منه تنفث سمها.
ومصداقا لهذه الحكمة، علينا البحث عن رأس الأفعى في إطار ما يشهده المغرب من امتداد شيعي، اضطرت معه الرباط لقطع العلاقات مع طهران، هذه الخطوة التي نثمنها، ولو أنها أتت جد متأخرة، لأن المد الشيعي بدأ أخطبوطه يتنامى -على الأقل- منذ بداية الثمانينيات، فأين كانت السلطة كل هذه السنين!
من هنا نتساءل، لتحديد رأس الأفعى: من قام بالثورة في إيران؟ أو من تزعمها، وأشعل أوارها؟
إنه الخميني الصنم المقدس لدى ساسة إيران ومراجعها وشعبها، إن لم نقل أنهم يكادون يعبدونه، وبالتالي فالحكم عليه هو حكم عليهم، ونفس الأمر ينطبق على حزب الله وزعيمه المدعو حسن نصر الله الذي اغتر به الكثير من المسلمين جهلا بحقيقة معتقده، الذي لا يختلف عما سطره وسبق أن اعتقده الخميني.
ولأن المناسبة شرط، ولأن الشيء بالشيء يذكر. هذه دعوة للمنساقين وراء وَهْمِ التقريب والحوار مع الشيعة إلى الرجوع إلى رشدهم، وإلى قطع علاقاتهم مع الرافضة، وتحذيرهم من الانسياق وراء العاطفة، والانجرار خلف خطط الصفويين، لأنهم لو كانوا صادقين في تظاهرهم بالدفاع عن فلسطين لجردوا الجيوش عبر العراق التي أصبحت تحت أيديهم ليحرروا المسجد الأقصى من أيدي اليهود، كما كان يدعي الخميني الهالك فضح الله سره عندما أعلن الحرب على العراق بدعوى أنه بوابة تحرير فلسطين؟ أين جيش المليون؟ وأين الزحف نحو فلسطين؟ أم أن الغاية تسوغ الوسيلة عند الصفويين؟
إذن فللقضاء على الأفعى وإنهاء حياتها، علينا برأسها، ورأس الروافض في هذا الزمان هو الخميني الهالك.
كيف يمكن إنهاء حياة الخميني، وقد كان ذلك منذ ما يقرب من ثلاثين سنة؟ هل سيموت مرتين؟
نعم إنه مات، لكنه حي في قلوب من يقدسونه على ما فيه من ضلالات وكفريات، وفي قلوب من غرر بهم ولبّس عليهم، وهؤلاء الذين يتنشقون بفهمه ويقدسون ما خط لهم السير على دربه هم المستهدفون من خلال عقولهم وإيمانهم، هؤلاء هم الذين يجب أن نقتله في قلوبهم بالحجة والبرهان، إزاحة للغطاء عن حقيقته المستورة، وكشفا للأسرار عن قداسته المزعومة، وتعرية لقناعه الذي اختفى خلفه هو ومؤيدوه للدعوة لأفكاره الهدامة، وعقائده الفاسدة.
حقيقة الخميني الهالك
لقد لُبِّس على كثير من المسلمين حقيقة هذا الهالك، في غمرة المناورات السياسية التي تتقنها الدولة الرافضية، كما تتقنها الدويلة السرطانية، وهذا ليس هو الشبه الوحيد بينهما، أو بين اليهود والروافض، كما قرر ذلك شيخ الإسلام في كتابه: “منهاج السنة النبوية”.
قال الخميني الهالك: “إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل(…) وقد ورد عنهم (ع) أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل” الحكومة الإسلامية، ص:52.
هل يرضى المسلمون بهذا الكلام؟ هل يرضون بأن يكون أئمة الروافض أعلى مقاما من الأنبياء والملائكة؟
وفي خطاب ألقاه الهالك بمناسبة ذكرى مولد مهديهم في 15 شعبان 1400هـ قال: “لقد جاء الأنبياء جميعا من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية(…) لم ينجح في ذلك، وإن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر”.
فيا من تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم! هل ترضون بأن يُخَوّن رسولكم!
وماذا ستقولون له يوم القيامة؟ هل ترضون أن تذادوا عن الحوض، ويقول لكم صلى الله عليه وسلم: “سحقا سحقا” لأنكم بدلتم وغيرتم بعده؟ تداركوا أنفسكم قبل أن تندموا ولات حين مندم، تداركوا أنفسكم قبل أن تتبرأ منكم إيران وحزبها في لبنان.
قال الهالك في “كشف الأسرار” ص:55: “وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقا لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك”.
انظروا إلى جرأة هذا الهالك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، باتهامه له صلى الله عليه وسلم بالخيانة في تبليغ الرسالة، والكذب في تبليغ القرآن! ألا يكفيكم هذا الكفر!
وقال أيضا في كتاب “كشف الأسرار” ص:154: “وبالإمامة يكتمل الدين والتبليغ”.
فمن نصدق؟ هذا الهالك؟ أم الحق سبحانه وتعالى الذي قال في محكم التنزيل: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً”؟
ويقول الخميني في “الحكومة الإسلامية”: “تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن” ص:113.
ويقول في تحرير الوسيلة: “وأما النواصب والخوارج لعنهما الله تعالى فهما نجسان من غير توقف”.
ومن المعلوم أن النواصب عند الروافض هم أهل السنة، أي أن أهل السنة نجس، والله تعالى يقول: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ”، فهل أهل السنة مشركون، والروافض هم المسلمون على الحقيقة؟
هذا ما يؤكده الهالك في كشف الأسرار بقوله: “ولولا هذه المؤسسات الدينية الكبرى لما كان هناك الآن أي أثر للدين الحقيقي المتمثل في المذهب الشيعي، وكانت هذه المذاهب الباطلة التي وضعت لبناتها في سقيفة بني ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقي تحتل الآن مواضع الحق” ص:193.
ويقول الهالك في تحرير الوسيلة: “التكفير هو وضع إحدى اليدين على الأخرى نحو ما يضعه غيرنا وهو مبطل عمدا ولا بأس به في حالة التقية”.
ومع ذلك يحلو لبعضهم أن يتحدث عن التقريب بيننا وبينهم وعن الوحدة معهم!
ويدعو إلى التطير الذي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه في “تحرير الوسيلة” حيث قال: “يكره إيقاعه “يعني عقد الزواج” والقمر في برج العقرب، وفي محاق الشهر، وفي أحد الأيام المنحوسة في كل شهر وهي سبعة: يوم 3، ويوم 5، ويوم 13، ويوم 16، ويوم 21، ويوم 24، ويوم 25 وكذلك من كل شهر”.
ويقول في حق الصحابة الكرام متهما إياهم بتحريف القرآن: “إن الذين لم يكن لهم ارتباط بالإسلام والقرآن إلا لأجل الرئاسة والدنيا، وكانوا يجعلون القرآن وسيلة لمقاصدهم الفاسدة، كان من الممكن أن يحرفوا هذا الكتاب السماوي في حالة ذكر اسم الإمام في القرآن، وأن يمسحوا هذه الآيات منه، وأن يلصقوا وصمة العار هذه على حياة المسلمين” “كشف الأسرار” ص:114.
ويؤله أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه في مصباح الهداية حيث يقول: “خليفته (يعني خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم) القائم مقامه في الملك والملكوت، المتحد بحقيقته في حضرة الجبروت واللاهوت، أصل شجرة طوبى، وحقيقة سدرة المنتهى، الرفيق الأعلى في مقام أو أدنى، معلم الروحانيين، ومؤيد الأنبياء والمرسلين علي أمير المؤمنين”.
ويقول في “كشف الأسرار”: “يمكن أن يقال إن التوسل إلى الموتى وطلب الحاجة منهم شرك، لأن النبي والإمام ليس إلا جمادين فلا تتوقع منهما النفع والضرر، والجواب: إن الشرك هو طلب الحاجة من غير الله، مع الاعتقاد بأن هذا الغير هو إله ورب، وأما طلب الحاجة من الغير من غير هذا الاعتقاد فذلك ليس بشرك!!، ولا فرق في هذا المعنى بين الحي والميت، ولهذا لو طلب أحد حاجته من الحجر والمدر لا يكون شركاً، مع أنه قد فعل فعلاً باطلاً. ومن ناحية أخرى نحن نستمد من أرواح الأنبياء المقدسة والأئمة الذين أعطاهم الله قدرة.. لقد ثبت بالبراهين القطعية والأدلة النقلية المحكمة حياة الروح بعد الموت، والإحاطة الكاملة للأرواح على هذا العالم” ص:30.
هذا غيض من فيض ما تفوه به هذا الهالك في حق الله تعالى وفي حق رسوله الكريم صلى الله عليه وفي حق الصحابة الكرام رضي الله عنهم وفي حق المسلمين الموحدين.
هذه صرخة محب للخير في وجه كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أن يسارع لمراجعة نفسه، إن كان لُبِّس عليه أو غُرِّر به، أو أخذته العاطفة، قبل فوات الأوان.
وعلى كل هؤلاء، إن شكوا في صحة نسبة هذه الأفكار والعقائد للخميني فضح الله سره، الاطلاع على كتبه كـ: “تحرير الوسيلة” و”الحكومة الإسلامية” و”كشف الأسرار” و”مصباح الهداية” وغيرها من كتب الروافض، ليعلم حقيقة هؤلاء وحقيقة عقائدهم الفاسدة ونواياهم المبيتة، جعل الله كيدهم في نحورهم.