معناه: وقد جاء في لفظ التعوذ أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وألفاظ التعوذ كثيرة وقد أوصلها بعضهم إلى العشرة.
الأول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم والثاني: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، والثالث: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم والرابع: أعوذ بالله السميع البصير من الشيطان الرجيم، والخامس: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، والسادس: أعوذ بالله العظيم السميع من الشيطان الرجيم، والسابع: أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي والثامن: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنه هو السميع العليم والتاسع: أعوذ بالله الحنان المنان من الشيطان الفتان، والعاشر: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
قلت: وهذا كله توسع لا يحمد ولا يذم.
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: وأما المقرئون فأكثروا في هذا من تبديل الصفة في اسم الله تعالى وفي الجهة الأخرى كقول بعضهم “أعوذ بالله المجيد من الشيطان المريد” ونحو هذا مما لا أقول فيه نعمت البدعة ولا أقول إنه لا يجوز. اهـ.
والمختار من هذه الألفاظ ما جاء في سورة النحل وهو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وإلى هذا أشار بعضهم:
وألفاظه زادت على العشر عدة *** ويختار ما في النحل بالندب معملا
ثم انصرف الناظم إلى الحكم الثالث وهو الجهر والإسرار بالتعوذ فقال:
والجهر ذاع عندنا في المذهب به والإخفاء روى المسيب
قوله: (والجهر) معناه: والجهر بالتعوذ شاع وفشا وانتشر.
وقوله: (عندنا) معناه: عندنا نحن معشر القراء. وقوله: (في المذهب).
أي: في مذهب قالون وورش. وقوله: (به) أي: بالتعوذ.
قوله: (والإخفاء روى المسيب) معناه: وروى إسحاق بن المسيب من رواة نافع إخفاء التعوذ والإسرار به وذلك حتى لا يحسب من القرآن.
وجميع القراء يجهرون به إلا حمزة خاصة وابن المسيب عن نافع.
والذي ينبغي أن يقال أنه يجهر به حيث جهر القارئ ويسر به حيث أسر القارئ مع أن كلا من الجهر والإسرار به جائز إلا أن الجهر به أولى فيما إذا قرأ القارئ بحضرة المستمع أوإذا قرأ بحضرة الشيخ وأن الإسرار به أولى إذا قرأ القارئ سرا وإذا ماكان في الصلاة.
وإلى هذا أشار بعضهم قائلا:
ويشهر الجهر به فيما وعي *** لقارئ بحضرة المستمــع
ومن يرى أمام شيخ تالـيا *** وإن يكن مصليا أو خاليا
فالسر أولى مع جواز الجهر *** كما أتى جهر مكان السر
صفة التعوذ مع البسملة مع أول السور:
القارئ مخير بين وصل التعوذ بالبسملة وهو الأحسن وبين الوقف على التعوذ لأن الوقف عليه تام ثم الابتداء بالبسملة مع الوقف عليها ثم الابتداء بأول السورة.
صفة التعوذ مع البسملة في الأجزاء:
وأما صفة التعوذ مع البسملة في الأجزاء لمن يبسمل فيها ففيه أربعة أوجه:
وصل الجميع وقطع الجميع وصل التعوذ والبسملة مع الوقف عليها والرابع الوقف على التعوذ ووصل البسملة بالجزء.
وأما من لا يبسمل في الأجزاء فوجهان، وصل التعوذ بالجزء أو فصله عنه وهذا المفضل.