المخدرات دمار الأفراد وخراب المجتمعات “عنوان لندوة بمراكش من تنظيم جمعية منتدى الشروق” إعداد وحوار إبراهيم بيدون

تحت عنوان “المخدرات دمار الأفراد وخراب المجتمعات” عقدت جمعية منتدى الشروق بمدينة مراكش ندوة يوم الأحد 30 ماي المنصرم بالمسرح البلدي لمدينة مراكش، قصد التحسيس بظاهرة تعاطي المخدرات التي انتشرت بين صفوف المجتمع المغربي تدمر شبابه، وتخرب بيوته، وتنشر الأمراض بين متعاطيه، وتجعل مصير الكثير منهم الضياع، والتشرد في الأزقة والدروب..

وقد حضر الندوة عدد من ساكنة مراكش وبعض الأطر المشتغلة في ميدان محاربة تعاطي المخدرات ومعالجة إدمانها، كما شارك في الندوة الدكتور لطفي الحضري أخصائي في علم النفس التواصلي، ورئيس جمعية موظفي عمالة مراكش عبد الوهاب الأزدي، والدكتورة بهيجة فخوري (الطب العام)، والأستاذ عبد الرحمن بن مهدي (باحث متخصص في الدراسات الإسلامية والاجتماعية)، والأستاذ سعيد رئيس جمعية “لا للقرقوبي”..
وقد حرص على تنظيم الندوة أطر الجمعية، بتعاون مع جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي عمالة مراكش.
ونسوق لقراء السبيل ملخصات لأهم ما ورد في مداخلات الندوة حسب ترتيب التدخل، مع بيان أسباب تعاطي هذه السموم وخطرها وتدميرها للأفراد وخرابها للمجتمع:

* مداخلة رئيس جمعية موظفي عمالة مراكش عبد الوهاب الأزدي، تطرق فيها إلى الدلالة اللغوية لكلمة “مخدر” وإلى مخاطر المخدرات على العقل وبالتالي على المجتمع ككل.

* مداخلة الدكتور طفي حضري أخصائي نفساني، تطرق فيها إلى الدوافع الأساسية التي تدفع الفرد إلى ساحة الإدمان، منها:
1- المشاكل الأسرية والعجز عن إيجاد حلول.
2- التجربة: إذ المراهق مثلا يحاول تجربة المخدر ليثبت لنفسه أنه قادر على تخطي الصعاب، فيبدأ الإدمان من هذه التجربة.
3- وهم السيطرة: هو أن المراهق يبدأ عنده إحساس بأنه لا يستطيع السيطرة على كل شيء وأنه قادر على تجاوز أي شيء يقوم به، ويتوهم أنه قادر على السيطرة على نفسه بالتوقف عن الإدمان متى شاء.
كما تطرق إلى المرحل التي تمر بها فكرة الإدمان وهي ثلاث مراحل:
أ- مرحلة التعميم: يتذرع المدمن بمقولة إذا عمت هانت، وأن الإدمان أصبح ظاهرة متفشية.
ب- مرحلة التطبيع: يصبح فيها شبح الإدمان أمرا طبيعيا.
ج- مرحلة مقارنة: يقارن فيها المدمن بين حالات مدمنين.
كما تطرق الدكتور إلى مساوئ الإدمان على مستوى العلاقات الحميمية. وفسّر الإدمان بيولوجيا حيث قال: “هناك مادة يفرزها الدماغ ما بين الساعة 5 صباحا و7 صباحا، توجد في المخدر، فحين تدخل الجسم عن طريق المخدر يتوقف الدماغ عن إفراز هذه المادة فيحس المريض بحاجة إلى المخدر مرة ثانية، وهكذا دواليك”.
وختم مداخلته القيمة عن كيفية مساعدة المريض، بإعطائه الأمل في التغير، وتغيير الاعتقاد لديه.

* مداخلة الدكتورة بهيجة فخوري (الطب العام):
تطرقت فيها إلى دور الآباء في مراقبة الأبناء على مستوى نفسية المراهق، الهندام وأيضا على مستوى النتائج المدرسية..

* مداخلة الأستاذ عبد الرحمن بن مهدي (باحث متخصص في الدراسات الإسلامية والاجتماعية):
تطرق فيها إلى أهمية العقل وحكم المخدر في الإسلام، كما عرّج على تاريخ المخدرات والتي لم تعرف عند المسلمين إلا بدخول التتار وكان إدخالها إلى البلاد الإسلامية كوسيلة للتعذيب، وليس على أنها “نشوة”.
كما ذكّر بمساوئ المخدرات على مستوى الصحة والنفس والمجتمع، ومسؤولية كل فرد في المجتمع في محاربة هذه الظاهرة.

* مداخلة الأستاذ سعيد رئيس جمعية “لا للقرقوبي”:
طرح فيها سؤالين على السيد عبد المولى شكر الله رئيس لجنة مكافحة المخدرات التابعة للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، هذا الأخير أشار بالأرقام إلى خطورة هذه الظاهرة، مع تنبيهه على أن هذه الإحصائيات لا يمكن أن تمثل الواقع لكون المخدرات توزع في الخفاء وتستهلك في الخفاء إلى حد ما، وأشار أيضا إلى أنه على الرغم من ذلك فولاية أمن مراكش تعد من أفضل الولايات الأمنية على الصعيد الوطني في مكافحة هذه الظاهرة، كما حث على التعاون بين مختلف فعاليات المجتمع والسلطات لوضع حد لهذه الآفة الخطيرة.

ختاما: مداخلات الحضور:
كانت تصب في مجملها على دور المجتمع في التصدي لهذه الظاهرة، ومن ذلك دور خطباء المساجد ورجال التعليم، وأهمية الإعلام في معالجة الظاهرة.
كما ساهم أحد المدمنين السابقين بإعطاء العبرة من التجربة القاسية التي عاشها في غياهب الإدمان؛ وكيف ضيع ثرواته على المخدرات، مع تقديمه نصائح للمجتمع.
وتدخل أيضا الأستاذ محمد ركمي عضو جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي عمالة مراكش، ورئيس جمعية التوافق للتنمية الاجتماعية الذي ذكّر بعدم إغفال فئة السجناء من التحسيس بخطورة هذه الآفة، ودعا إلى تكاثف الجهود لمحاربة هذه الظاهرة واقترح من السبل لذلك إنشاء خيمات تحسيسية بالأحياء التي ينتشر فيها تعاطي المخدرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *