عندما يخرج الخمار وتدخل الـ”ميني جيب:minijupe”! ماجدة أم العلاء

عرف ميدان صناعة الألبسة تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة، حيث ازدهر بيع الملابس العصرية بشكل ملفت للانتباه وشهد إقبالا منقطع النظير من طرف المعجبين بالأزياء والموضة والتقليد الأعمى!

كلنا يشتري الملابس على ذوقه ويرتديها على شاكلته، خاصة بعد أن أصبحنا من دعاة الحرية الشخصية! فترى الفتاة ترتدي قميصا مقطوع الكم ليس له سوى “كتف واحد” وترى الرجل يتجول بسروال ملتصق مثقوب الركبتين، والكل طبعا “حر” في أن يلبس ما يشاء.
وتعرف حرية اللباس وتنوع الأزياء الأوج عندما نذهب إلى المدارس والإعداديات والثانويات حيث نلحظ الميل الشديد للمراهقين نحو أزياء الغرب كسروال الـ jeans والـpant court والـdébardeur والـ tee churt، ومن الغريب والعجيب أن المغاربة الذين يشكون من الفقر أصبحوا يقتنون لأبنائهم أحذية رياضية يصل ثمنها إلى 2500 درهم، ناهيك عن السترات Les vestes التي يفوق ثمنها أجرة شهرية لأحد الموظفين، أما الفساتين التي تتفنن التلميذات في ارتداءها، فهي تزداد غلاء كلما نقص طولها وحبذا لو كانت فوق الركبة أو تحت البطن لكي تترك فرصة للراغبين في تأمل عروض الأزياء أمام أبواب المدارس الإعداديات والثانويات والجامعات.
لحد الآن، لا زلنا نتكلم عن بعض مظاهر تطور اللباس وحرية ارتداء الأزياء، وبعض الأكسسوارات كالقبعات “والنايفيات” ونظرات الشمس، والمناديل ذات الألوان الفاقعة.
هذا كان أنواع الملابس العصرية على سبيل المثال لا الحصر، وارتداؤها لا يخضع لضوابط معينة بل لك الحرية في أن تلبس ما تشاء وتدخل باب المدرسة دون أية مشاكل تذكر.
لكن الحرية الشخصية في ارتداء الزي المناسب لكل تلميذ أو طالب لا تتحقق إلا إذا ألغينا الأمر باللباس الشرعي الذي أمر به الله سبحانه وتعالى المرأة في مثل قوله الكريم: “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” النور31.
فتدخل التلميذات بألبستهن المختلفة، إلا ذات الخمار التي توجه للإدارة للاستفسار عن لباسها الذي أصبح في زمن التغريب والعلمنة لباسا مستوردا بل يعتبره بعضهم يزعزع عقيدة المسلمات الأخريات! إن من المؤسف أن نرى ما قامت به فرنسا عندما منعت ارتداء الحجاب يتكرر في مؤسساتنا التعليمية التي من المفروض أن تكون هي الحريصة على مظاهر الحياء والحشمة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من أسباب الانضباط والسلوك السليم ومن الغريب أن نرى أن الاحترام أصبح شبهة وأن التبرج أصبح هو القاعدة، والاستحياء أصبح هو الشذوذ والله المستعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *