كشفت صحيفة أمريكية عن حجم الكراهية والجرائم التي يتعرض لها المسلمين في الولايات المتحدة، موضحا أن بعض مرشحي الرئاسة وحكام الولايات شيطنوا المسلمين بعد هجمات باريس.
ووصفت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها، بعنوان «حصاد كراهية المسلمين»، اجتماع في المسجد، لمناقشة خطة توسيع المركز الإسلامي. وتقول إنه «أمام الغرفة، ممثل للمركز الإسلامي في فردريكسبيرغ، يحاول الحصول على إذن لبناء مسجد أوسع من المكان الذي احتله بسلام طوال 15 عاما الماضية، وكان يتحدث مستخدما لغة الإذن والتخطيط، إلا أن المحتجين كانوا يقاطعون كلامه، ويتحدثون بلغة الكراهية».
وأضافت الصحيفة أن أحد المحتجين صرخ ملوحا بأصبعه في وجه سمير شلبي، وهو أحد أعضاء مجلس أمناء المركز، قائلا: «لا أحد، لا أحد يريد شركم في هذا البلد».
وأضاف: «سأعمل ما بوسعي لمنع حدوث هذا؛ لأنك إرهابي، وكلكم إرهابيون، وكل مسلم هو إرهابي». ورد شلبي، الذي دهش لسماعه هذا الكلام، متسائلا: «كيف توصلت إلى هذه النتيجة؟». وبعد محاولات يائسة ومليئة بالتوتر، لم يستطع ممثل الشرطة وقف الجدال، وأمر الجميع بالعودة إلى بيوتهم.
وعلقت الصحيفة قائلة إن «للتعصب تاريخا طويلا في الولايات المتحدة، وربما كان مفاجأة خفيفة أن أظهر وجهه المزمجر في فردريكسبيرغ بعد هجمات باريس، ولكن المفاجأة الخفيفة ليست مبررة في ضوء الخطاب المسمم، الذي ظهر بين المرشحين للرئاسة وحكام الولايات، خاصة الجمهوريين الذين شيطنوا المسلمين منذ بداية الهجمات».
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أنه «عندما يقول دونالد ترامب أو بن كارسون إن من الصواب التمييز ضد المسلمين أو اللاجئين المسلمين، فقد تم استقبال الإشارات. وتم استقبال الإشارات، وإن على قاعدة صغيرة، في التخطيط لبناء مسجد أكبر في فردريكسبيرغ».
وتابعت الصحيفة إلى أن الكثيرين ممن حضروا الاجتماع، وعددهم 150 شخصا أو أكثر، كانوا على ما يبدو متسامحين ومنفتحين، ولكن الثرثارين الذين صبوا حقدهم السام، هم من تسيدوا اللحظة، ولم يكن هناك أحد مستعد للوقوف أمامهم.
وتبين الافتتاحية أن المسجد لقي دعما من أصحاب النوايا الحسنة، ومن النواب المنتخبين في المنطقة، وبعضهم من الحزب الجمهوري، خاصة السيناتور ديف برات، الذي يمثل المنطقة في الكونغرس.
ولفتت الصحيفة إلى أن السيناتور برات قال: «إنه شعر بالذعر عندما سمع عما حدث للمسلمين الذين يقيمون منذ مدة طويلة ويعيشون بسلام، وشجب تهديدهم».
واستدركت الصحيفة بأنه رغم ذلك، فإن السيناتور برات يدعم مشروع القرار الذي قدم للكونغرس، الذي يدعو إلى تعقيد الإجراءات التي تسمح بدخول اللاجئين السوريين إلى أمريكا. ومع أن هناك صعوبة لتحول المشروع إلى قانون، إلا أن النقاش حوله يسهم في إشاعة مزاج اللاتسامح.
وأفادت الافتتاحية بأن عددا كبيرا من المسلمين، الذين جذبهم توفر المساكن بأسعار جيدة ووظائف، جاؤوا وبالمئات إلى فردريكسبيرغ، وكانوا مجتمعا مسالما، لافتة إلى أنه لأن المركز الإسلامي مقام من الطوب، ولا يوجد لديه موقف سيارات، أو مكان لرمي النفايات، فلهذا فإن هناك حاجة لتوسيعه. وتم شراء عشرة فدانات لبناء مسجد أكبر.
واختتمت «واشنطن بوست» افتتاحيتها بالقول إن «الأمة ستراقب الطريقة التي سيقوم فيها مجلس سبوتسيلفانيا، الذي تتبع له فردريكسبيرغ، بالتعامل مع طلب توسيع المسجد. ويجب أن يتم اتخاذ القرار بناء على ما تقدم به شلبي، حول توفير موقف للسيارات، وتوسيع مكان الصلاة، وليس بناء على التعصب واللاتسامح، الذي جلبه القادة الوطنيون، وبطريقة غير مسؤولة، إلى النقاش العام».