قتل الأطفال سياسة صهيونية ممنهجة

رغم محاولة العدو الصهيوني تبرير جرائمه التي يرتكبها ضد قطاع غزة وسكانه من أطفال ونساء وشيوخ وشبان مدنيين عزل، فإن عذره بارتكاب جرائمه يكون أقبح من ذنبه حينما يكون ضحايا استهداف منزل أو موقع يحاول هذا الكيان الغاشم إيهام العالم بأنه عسكري؛ ولا يكون الموقع إلا مجرد أرضٍ خالية، هم من الأطفال والنساء أو حتى الرجال المدنيين الذي تباغتهم الصواريخ والقنابل الذكية وهم نائمون مطمئنون في بيوتهم فجأة.
استهداف متعمد
رغم تجاوز عدد الشهداء من الأطفال 19 شهيدًا خلال عام 2011، وتجاوز الجرحى منهم إلى أكثر من 200؛ فإن سياسة الاستهداف والقتل المتعمد مع سبق الإصرار والترصد تبقى بقعة سوداء كبيرة في تاريخ مسلسل الجرائم الصهيونية التي يرتكبها الاحتلال.

فخلال الأسبوع الماضي قصف الاحتلال الصهيوني منزلاً آمنًا في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وكان المنزل خاليًا تمامًا من السكان مما يعني أن الاحتلال لم يكن ليستهدف المنزل وحده فحسب، فقد أصيبت جراء هذه القصف طفلة لم تتجاوز الست سنوات من عمرها وقد جاءتها الصواريخ والقنابل الصهيونية الغبية فجرًا وهي على فراشها تتمتع بأمان والدتها ووالدها الذي أصيب هو الآخر في ذات القصف بجراحٍ متوسطة.

الأطفال أبرز الضحايا
وكان أدهم أبو سلمية الناطق الإعلامي باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ قد أكد أن الأطفال كانوا من أبرز ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة خلال العام 2011؛ حيث سقط منهم العديد من الشهداء والجرحى.
وأضاف أبو سلمية أن تسعة عشر طفلاً استشهدوا خلال العام الحالي أصغرهم الطفل ملك شعت عامين، وإسلام قريقع ثلاثة أعوام، وأن العديد من الشهداء الأطفال تعرضوا لعمليات قتل بشعة بعد أن إصابت شظايا الصواريخ الصهيونية والقذائف المدفعية أجسادهم بشكل كامل، مستشهدًا بالطفل محمد الجرو وإسلام قريقع واللذين تحول جسداهما الصغيران إلى أشلاء ممزقة.
كما أن أكثر من ثلث المصابين خلال العام 2011 كانوا من الأطفال؛ حيث أصيب نحو 200 طفل تنوعت إصاباتهم بين الطفيفة والمتوسطة والخطيرة، مؤكدًا أن الطفل يوسف بهجت الزعلان (10 أعوام) لا زال يرقد في غرفة العناية المركزة بعد أن استشهد والده وشقيقه الطفل رمضان الزعلان، فيما أصيب معه سبعة أطفال آخرون.
واتهم أبو سلمية الاحتلال بتعمد استهداف المدنيين خاصة الأطفال من خلال عمليات القتل المفرط خارج نطاق القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة والتي تدعو لحمايتهم وحماية المدنيين بشكل عام، كما أن قيام الاحتلال بقصف الأهداف المدنية في غزة في ساعات متأخرة من الليل له انعكاسات نفسية خطيرة على الأطفال.
ودعا أبو سلمية كافة الهيئات والمؤسسات الحقوقية والدولية وخاصة مؤسسات رعاية الطفولة إلى ضرورة التدخل العاجل والفوري للضغط على الاحتلال الصهيوني لوقف جرائمه بحق الطفولة في قطاع غزة، وضمان حياة آمنة لهم.
دولة مارقة
مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس، أكد أن دولة الاحتلال دولة مارقة وتعطي لنفسها حصانة وتعتبر نفسها أنها دولة فوق القانون.
وقال يونس في تصريحٍ خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إن “كنا نتحدث عن جرائم الاحتلال فهي جرائم حرب تطال الأطفال والنساء، وتطال الأفراد والممتلكات أيضًا”، مبينًا أن الكيان الصهيوني يتعامل مع القانون الدولي بالجهة الأكثر وقاحة.
وأشار الحقوقي الفلسطيني إلى أننا أمام حالة من التصعيد الخطير من قبل الاحتلال الصهيوني في طريق استهداف المدنيين كما حدث خلال الأيام الماضية.
وطالب يونس المجتمع الدولي بالتحرك لوقف حالة قد ينطوي عليها عواقب كارثية، مشددًا أنه لا يوجد هناك نصف عدالة أو ربع عدالة، فإما عدالة وإما غيابها، إما الحصار شرعي وإما غير شرعي.
(المركز الفلسطيني للإعلام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *