حكم ومواعظ

 

الليالي

إن الليـــالي للأنـــــام منــاهل          تطوى وتنشر دونها الأعمار
فقصارهن مع الهموم طويلة          وطوالهن مع السرور قصار

مكاشفة القلوب 221

قال عبد الله بن مسعود:

ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي.

قال الحسن:

من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه خذلاناً من الله عز وجل

جامع العلوم والحكم 139

قال ابن القيم -رحمه الله-: لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، فإنه جامع لجميع منازل السائرين، وأحوال العاملين، ومقامات العارفين، هو الذي يورث المحبة، والشوق، والخوف، والرجاء، والإنابة، والتوكل، والرضا، والتفويض، والشكر، والصبر، وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه، فلو علم الناس ما في القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان، وتذوق حلاوة القرآن وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصباح.

مفتاح دار السعادة

السلف وذم الجدل

قال الأوزاعي: إذا أراد الله بقوم سوءاً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
وقال معروف الكرخي: إذا أراد الله بعبده شراً أغلق عنه باب العمل وفتح عليه باب الجدل.
وقال الشافعي: المراءُ في الدين يقسي القلب ويورث الضغائن.
وقال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر التنقل.
وقال: قد أفلح من عصم من المراء والغضب والطمع.
وقال: احذر المراء، فإنه لا تؤمن فتنته، ولا تفهم حكمته.
وقال معاوية بن قرة: الخصومات في الدين تحبط الأعمال.
وقال جعفر بن محمد: إياكم والخصومة في الدين، فإنها تشغل القلب وتورث النفاق.
قال هشام بن حسان: جاء رجل إلى الحسن فقال: يا أبا سعيد تعال حتى أخاصمك في الدين فقال الحسن: أما أنا فقد أبصرت ديني فإن كنت أضللت دينك فالتمسه.
وقال عبد الكريم الجزري: ما خاصم ورع قط في الدين.

درر وفوائد

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌالنور58.
ورد في سورة النور استئذان المماليك ومن لم يبلغ الحلم في العورات الثلاث، كيف يكون ذلك؟
قالت طائفة: الآية منسوخة، ولم تأت بحجة.
وقالت طائفة: أَمْرُ ندب وإرشاد، لا حتم وإيجاب، وليس معها ما يدل على صرف الأمر عن ظاهره.
وقالت طائفة: المأمور بذلك النساء خاصة، وأما الرجال فيستأذنون في جميع الأوقات، وهذا ظاهر البطلان.
وقالت طائفة عكس هذا: إن المأمور بذلك الرجال دون النساء، نظراً إلى لفظ “الذين” في الموضعين، ولكن سياق الآية يأباه فتأمله.
وقالت طائفة: كان الأمر بالاستئذان في ذلك الوقت للحاجة ثم زالت، والحكم إذا ثبت بعلة زال بزوالها.
وقالت طائفة: الآية محكمة عامة لا معارض لها ولا دافع، والعمل بها واجب، وإن تركه أكثر الناس.
والصحيح: أنه إن كان هناك ما يقوم مقام الاستئذان من فتح باب فتحه دليل على الدخول، أو رفع ستر، أو تردد الداخل والخارج ونحوه، أغنى ذلك عن الاستئذان، وإن لم يكن ما يقوم مقامه، فلا بد منه.

زاد المعاد 2/397

ما هي المفاسد التي تترتب على سب الدهر؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار” أخرجه البخاري.

في هذا ثلاث مفاسد عظيمة:
إحداها: سبه من ليس بأهلٍ أن يسب، فإن الدهر خلق مسخر من خلق الله، منقاد لأمره، مذلل لتسخيره، فسابه أولى بالذم والسب منه.
الثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع.
الثالثة: أن السبّ منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال التي لو اتبع الحق فيها أهواءهم لفسدت السماوات والأرض، وإذا وقعت أهواؤهم؛ حمدوا الدهر، وأثنوا عليه.
فساب الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما: إما سبه لله، أو الشرك به.
فإنه إن اعتقد أن الدهر فاعل مع الله، فهو مشرك، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك، وهو يسب من فعله، فقد سب الله.

زاد المعاد 2/324

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *