منع النقاب أم البلوكاج.. فصول الفوضى الخلاقة من جديد!! زينب أحمد العيايطي

تقول لي: لقد مَنعوا النّقاب وعلى الصّالحات الإدلاء بِدَلْوِهِنّ في هذا السجال!!
إذن اسمع مني حين أقول: ليس النقاب ولا حكاية مدارسٍ ناجحةٍ أُريد لها بترا، بالأمور التي يجوز لك إفرادها بالتحليل والبيان.. إنّما كل هذا يدخل في إطار نسخة جديدة من الفوضى الخلاقة التي انبثقت قبل سنوات قليلات من الآن..
لا يعدو الأمر أن يكون حياكةً وسط “البلوكاج”.. أجل فعقول الذين لا يُتقنون النسج إلا على ترانيم المذياع.. عاجزةٌ عن استيعاب عقول أولئك الذين يصنعون من صخب الحارة نغما للاستمتاع.. لذلك قد يُكذِّبونك في خلال ممارستهم للتّذاكي بنكهةٍ من الغباء..
هيا.. أنا أعلم أنّ عقلك الآن مشوّشٌ بكثرة الأبواب التي تُفتح بين الآن والآن.. لكن دعنا نقتفي رؤوس هذه الخيوط لنرى مصدر هذا الغزْل من أين كان؟ فبالنهاية قد كبِرْنا منذ زمن و ماعاد لائقاً بنا أن نصنع لُعباً من القمامة التي يقذفها علينا الجيران!!
لِنَعُدَّ النقاط نقطة نقطة إذن:
أولا: مسيرة هزلية لم يسبق لها مثال.. ردّد فيها الجميع (كعيِّنةٍ اخْتيرتْ بعناية) بصوت واحد: لا نريد الإسلام.. أو بالأحرى: المْقَدّْم قال لنا أنه لا يريد الإسلام..
ثم.. لم يقتنعوا أنّ الإسلاميين لم يكونوا “جوكيرا” لتهدئة الأوضاع.. بل هو خيارٌ راقدٌ في قناعةِ المغاربة حتى لو “تَأَخْنَنَت” كل مؤسسات الوطن.. وعلى إثر هذا الإصرار في عدم الاقتناع، سيتمّ طرح الجوكير الأوّل وتعويضه بجوكير أكثر شراسة..
بالموازاة مع ذلك.. يجب فتح بؤرٍ في كل مكان.. الأقلام ستتسابق في الميدان.. والسلطة وراءها ستُنظِف المكان.. لماذا السلطة؟
لأنّ البلوكاج قام بدور جبّار في تجميد القانون وركنه جانبا إلى حين.. لهذا ستُطيع السُّلطة أوامر تُصاغ بشكل يشبه القانون (كما ستُصوِّرُها الأقلام) وما هي من القانون في شيء..
ثانيا: ماذا أصبح لدينا:
– مدارسٌ مشهود لها بالنّجاح والتّميز(مدارس محمد الفاتح) ورفض الابتزاز المشهور في هذا الميدان.. هذه بؤرة مناسبة..
– مدرسةٌ رائدة في مجال التربية والتعليم (مدرسة الفطرة)، استعانتْ في استعادة حقّها بالمحكمة الإدارية العليا بالرباط وبصدور حكم المحكمة لصالحها، كشفت الستار عن الأدوار التي تلعبها الأكاديمية في مجال التربية والتعليم.. لعبةُ تقليم الأظافر.. هيا حتى هذه بؤرة مناسبة..
ماذا بقي لدينا؟!
انتظر هل ما يزال البلوكاج مستمرا؟
أجل..
إذن.. النّقاب.. بالضبط.. منع النقاب.. إنّ النجاح في هذه النقطة سيكون قفزة نوعية لا يمكن تحقيقها إلا في هذه الظرفية.. لكن انتظر ماذا سنقول؟..
لتكن البداية بليّ أعناق بعض المصطلحات..
لنضع بدل النقاب كلمة “برقع”.. يا إلهي.. إنها كلمة عبقرية.. هي شديدة الارتباط بالإرهاب.. ليكن السبب إذن أن المنع يدخل في إطار الاحتياط من الإرهاب..
هل ستنطلي عليهم حيلة منع النقاب باسم البرقع؟
لا تقلق هناك مساندان رسميان لهذه الاحتفالية الكبرى: الأقلام.. والفوضى الخلاقة
ثالثا، ورابعا،… الله المستعان فيها حين ستأتي .. الله المستعان..
الآن.. بعد أن أنهيتُ لك هذا البسط.. مع تجاوزي عن أحداث أخرى أتتْ على هامش الضرب هنا وهناك..
بقيَ عليّ أمرٌ في غاية الأهميّة.. أنْ أجمعَ لك هذه المبعثرات..
لتكن على شكل أسئلة إذن:
– لماذا هذه الضربات كلّها تأتي من اتِّجاه واحد في اتّجاه واحد؟
– هل يمكن الفصل بين هذه الضربات التي يُراد بها فقط الإسلام، والسياسة التي أفرزت صناديق الاقتراع فيها عن اختيار الإسلام؟
– هل علينا إغفال الشأن السياسي ببلاهة.. والانصراف إلى البحث في ما يقوله الفقهاء والعلماء عن النقاب.. وفقط النقاب ؟
– هل هذه اللعبة معقّدة إلى هذه الدرجة.. حتى ننساق وراء البؤر ونصنع من هذه الوسائل في الإلهاء، لُعباً نتسلّى بها في خلال الانتظار.. ونحن ماشاء الله بهذا السن وهذا الكبر؟
– لماذا لا يَسْتَحونَ من استعمال القوة في تحصيل أكبر عدد من المصالح خلال هذه الفوضى.. ونحن يجب علينا أن نُمارس دور المثقف الذي لا يُتقن أكثر من توجيه الأنظار إلى خارج الميدان؟
هيا.. اجلس مع الجمهور إذن.. وصفق لهذه المكاسب التي يجمعونها في خلال كيدهم الفتّاك..
ولا تنس أن تبكي بدموع صامتة لا يُسمعُ لها حِسٌّ وأنت تقول: لك الله يا وطني.. لك الله يا إسلام هذا الشعب ودين هذا الوطن الذي صانه دائما عن الانهزام.. والركوع لجواسيس الغرب.. الذين قال عنهم المهدي المنجرة:( للأسف ما كنتُ أجده من عراقيل ليس سببه الغرب.. بل هم الموجودون في حكومات العالم الثالث والمعجبين بالغرب، والذين يستمدون حمايتهم من الغرب، بحيث إذا خلا الغرب من البلاد العربية فهم أيضا سيرحلون.. وهذا ما سيقع في المستقبل).. لذلك تجدهم اليوم يقاتلون بشراسة مع يعتبر المعركة مسألة حياة أو موت!!
وتذكر أنّ هذا ما تتفطّنُ له جيدا، الصالحات المؤمنات..
والله حسبنا وهو نعم الوكيل..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *