مصادر القيم الإسلامية

القيم الإسلامية قيم ثابتة لا تتبدل ولا تتغير؛ لأنها قيم مستمدة من منهج رباني، والمصادر التي تستقى منها تلك القيم هي نفس مصادر التشريع الإسلامي؛ فمصادرها على سبيل الاختصار والإيجاز هي:
1- القرآن الكريم
يمكن القول أن القرآن هو المصدر الأساسي للقيم والتي تنتظم كما يلي:
– قيم اعتقادية: تتعلق بما يجب على المكلف اعتقاده في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
– قيم خلقية: تتعلق بما يجب على المكلف أن يتحلى به من الفضائل وما يتخلى به عن الرذائل.
– قيم عملية: تتعلق بما يصدر عن المكلف من أعمال وأقوال وتصرفات وهي على نوعين: العبادات والمعاملات.

2- السنة
ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم مما يتصل ببيان الشريعة فهو شرع متبع، وبالتالي يكون قيمة متبعة، فما صدر عنه بمقتضى طبيعته البشرية فهو قيمة ملزمة إذا قام دليل يدل على أن المقصود من فعله الاقتداء، وقيمة غير ملزمة إذا كان غير ذلك فهي قيم تخضع للاختيار.

3- الإجماع
إذا ثبت الإجماع حول حادثة بذاتها فإنها تندرج ضمن السلم القيمي الحاكم للجماعة المسلمة ولأفرادها.

4- المصلحة المرسلة
المصلحة المرسلة وما ينبني عليها من أحكام تعتبر مصدراً من مصادر اشتقاق القيم في المجتمع الإسلامي، لأن هذا الحكم يحدد قيمة الواقعة بالنسبة للتشريع، ومن ثم يعتبر قيمة من القيم التي تحدد سلوك الفرد والجماعة حيال تلك الواقعة.

5- العرف
من مصادر القيم، فإنه يجب أن ندرك أن العرف لا يستقل بذاته كمصدر، وإنما يرجع إلى أدلة التشريع المعتبرة، فلابد أن تستند الأعراف إلى نص أو إجماع أو قياس أو استحسان ومن ثم تعتبر قيمة للمجتمع الإسلامي.

هذه أهم مصادر القيم للمجتمع الإسلامي وتربيته، ولأن لها صفة الهيمنة التشريعية، بمعنى أن كل حكم من أحكام الشريعة له طابعه الأخلاقي؛ ووراءه الدافع الإنساني، فإن مصادر التشريع تعتبر مصادر القيم، لأن كل ما يحقق أهداف الشريعة الإسلامية من رفع الحرج؛ وتيسير حياة الناس؛ ودفع المفاسد عنها؛ يعتبر مصدراً من مصادر القيم الإسلامية.
يقول دكتور فوزي طايل رحمه الله تعالى: (الفقهاء المسلمون لم يفردوا أبواباً خاصة بالقيم؛ لأن القيم الإسلامية هي الدين ذاته؛ فهي الجامع للعقيدة والشريعة والأخلاق، والعبادات والمعاملات، ولمنهاج الحياة والمبادئ العامة للشريعة، وهي العُمُد التي يقام عليها المجتمع الإسلامي؛ فهي ثابتة ثبات مصادرها، وهي معيار الصواب والخطأ، بها يميز المؤمن الخبيث من الطيب، ويرجع إليها عند صنع القرارات واتخاذها.. وهي التي تحدث الاتصال الذي لا انفصام له بين ما هو دنيوي وما هو أخروي في كل مناحي الحياة) (فوزي محمد طايل: كيف نفكر استراتيجيًّا، مركز الإعلام العربي. عصام شريفي: مكتب غراس للاستشارات التربوية والتعليمية).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *