لا يختلف اثنان أن واقع التدين في المغرب تطور بشكل سريع عما كان عليه بالأمس، واتسعت دائرته لتشمل شرائح أكثر وأوسع، هذا الامتداد ما كان له أن يغفل ممن يناصب التدين العداء، ويعمل من أجل محاصرته.
وقد اختلفت طرق التضييق على الدين بين التشكيك في صحته، وتشويه رموزه، وحصره في حقبة زمنية غابرة لا يمكن على الإطلاق الرجوع إليها، وإلا عدَّ فاعل ذلك متخلفا ورجعيا وماضويا..
لقد بات استهداف التراث وسيلة للاسترزاق من “تجار الدين” الذين يستغلونه من أجل تحقيق أرباح مادية، خاصة وأن هناك مؤسسات ودولا مانحة، تدفع في هذا التجاه وتدعمه بسخاء.
وقد تنوعت مجالات اشتغال العابثين بالتراث، بين من يشكك في نصوص السنة النبوية، ومن يقدح في الأحكام الشرعية القطعية، ومن يطعن مباشرة في صحة النص القرآني ويدعي، دون أن يرف له جفن، تحريفه.
في هذا الملف سنعرض نماذج لهؤلاء العابثين، ممن ينصبون أنفسهم باحثين في المجال الديني والفكري، ويجعلون أفكارهم حاكمة على نصوص الوحي.